تحدث أثيوبيا لأول مرة عن احتمالات الحرب بينها وبين مصر والسودانيقالت وزارة الخارجية الإثيوبية في مقال لها إن العالم الآن يرى قيادة مصر والسودان في وضع الترويج للحرب وتهديد إثيوبيا بأن جميع خياراتهما مطروحة على الطاولة، لكن هناك مقولة عربية تقول الهنجمة نصف القتال (مثل يراد به أن تتحدث عن نفسك وعن قوتك كثيرا قبل الدخول في معركة) لكن في إثيوبيا لدينا مقولة مختلفة مفادها أنك لا تموت من الخوف بل تموت أثناء القتال، لذا فإن إثيوبيا لديها أيضا جميع خياراتها على الطاولة.
وتابعت: “مصر والسودان أظهرا للعالم أنهما مستمران في تسييس قضية سد النهضة وإضفاء الطابع الأمني عليها رغم أنها مسألة تقنية في الأساس”.
ومع اقتراب الملء الثاني لسد النهضة يشعر الشارع المصري بالقلق من التداعيات السلبية لهذا الملء على الزراعة والرى في مصر . شيرين البرادعي ، الأستاذ المساعد في هندسة البناء بالجامعة الأمريكية تقول إنه من الضروري الاتفاق على جدول زمني طويل لملء وتشغيل السد حتى تحصل مصر على نصيبها القانوني المطلوب من المياه ولا تتضرر ، مشيرة إلى أن ذلك سوف ينتج عنه استفادة لإثيوبيا أيضًا من السد. محذرة من أن الملء الثاني سوف يعصف بالريف المصري في حالة إتمامه على النحو الذي تريده أثيوبيا.
وأشارت إلى أن الاتفاق بين البلدين يجب أن يأخذ في الحسبان الأوقات التي تحتاج فيها مصر للمياه أكثر من غيرها. (على سبيل المثال) إذا كان موسم الزراعة في مصر هو أغسطس وسبتمبر وأكتوبر ، فيجب على إثيوبيا ألا تخفض كمية المياه في مصر في تلك الأوقات. وهذا من شأنه أن يقلل من التأثير الاجتماعي على المزارعين المصريين. مشيرة إلى أن أخطر الأضرار السلبية لسد النهضة على التربة في مصر تتمثل في التراكم المستمر للأملاح في الأراضي الزراعية يمكن أن يتسارع بسرعة، ما يهدد الزراعة بشكل عام على امتداد نهر النيل.
كما تتضمن المخاطر المحتملة أيضا اقتطاع 19 مليار متر مكعب من حصة مصر المائية التي لا تعترف بها إثيوبيا، لملء الخزان الذي يسع 75 مليارًا، بالإضافة إلى 25 مليارا أخرى سوف تفقد في الفوالق الأرضية. سيتم تعويض العجز في حصة مصر من المخزون الحي لبحيرة ناصر الذي سينفد في غضون ثلاث أو أربع سنوات، على أقصى تقدير، وستكون مصر معرضة للخطر في سنوات الجفاف كما كان الحال قبل بناء السد العالي.