22 ديسمبر، 2024 8:03 ص

أثناء مظاهرات العراق .. بارعو التكنولوجيا يوقفون موجات الشائعات والأخبار المزيفة !

أثناء مظاهرات العراق .. بارعو التكنولوجيا يوقفون موجات الشائعات والأخبار المزيفة !

خاص : ترجمة – لميس السيد :

وسط الفوضى وأعداد القتلى المتزايدة وعودة المظاهرات لساحات “العراق”، إقترنت الأحداث بانتشار الشائعات بشكل كبير، خاصة وسط إنقطاع خدمة “الإنترنت” في البلاد بين الحين والآخر لكبح جماح المتظاهرين ومنعهم من التجمهر في شوارع العاصمة، “بغداد”، حيث تتصاعد الاحتجاجات منذ بداية شهر تشرين أول/أكتوبر المنصرم.

لمكافحة الشائعات..

يعمل، “سامي”، شاب عراقي، ضمن فريق عمل شبكة “تيك فور بيس”، (تكنولوجيا من أجل السلام)، وهي منظمة غير حكومية ينتمي إليها “سامي”، في تحريك علاقاتها للإلتفاف على التعتيم الإعلامي أثناء المظاهرات.

لم يثنيه قمع السلطات وقطع “الإنترنت”، منذ اليوم الثاني للاحتجاجات، التي شابتها أعمال عنف دامية، عن تقصي الحقائق وفرزها عن الشائعات المنتشرة في الساحة العراقية اليوم.

يقوم 200 متطوع في الشبكة، من شبان وشابات مجهولي الهوية في “العراق” و”أوروبا” و”الولايات المتحدة” وأماكن أخرى في العالم، بالتدقيق في المعلومات التي يتم تداولها في وسائل الإعلام وعلى وسائل التواصل الاجتماعي، للتأكد من صحتها. فقد توصلوا مثلاً إلى أن بيانات تنظيم (داعش) الإرهابي، التي تدعو إلى التظاهر مزيفة، وأوامر عائلة الديكتاتور العراقي المخلوع، “صدام حسين”، للعودة إلى الشارع، مزيفة أيضًا.

وفي السياق الحالي؛ للتظاهرات التي أسفرت عن مقتل أكثر من 150 شخصًا، بحسب أرقام رسمية، قد تؤدي بعض المعلومات الخاطئة إلى عواقب وخيمة، كما يحذر “سامي”، الذي يستخدم اسمًا مستعارًا لأسباب تتعلق بأمنه الشخصي.

أكد “سامي”، في حواره لوكالة (فرانس برس)، أنه منذ أيام يتداول مستخدمو مواقع التواصل الاجتماعي صورًا لجنود متهمين بإطلاق النار على التظاهرات، لكنهم في الواقع وبعد أبحاث الشبكة تبين أنهم جنود قتلوا في المعارك ضد تنظيم (داعش) قبل سنوات.

لم يفلح قطع الإنترنت !

وبشكل عام؛ حققت شبكة (تيك فور بيس) في مثل هذا النوع من الإعلانات، الذي يماثل الحكم بالإعدام على شخص في الشارع، وكانت معظم التحقيقات تتعلق بصور تنتشر عبر “الانترنت” لأشخاص متهمين بالإنتماء إلى الجهاديين، “رغم أن لا علاقة بهم بالإرهاب،” بحسب ما ذكر “سامي”.

وتواصل (تيك فور بيس) التدقيق في المعلومات، ذلك أنه رغم استمرار حجب وسائل التواصل الاجتماعي في “العراق”، لا يزال البعض قادرًا على الوصول إليها، عبر تطبيقات، (في. بي. إن).

ففي “العراق”، حيث غالبية وسائل الإعلام منحازة لأطراف أو أحزاب، يقول عدد كبير من الأشخاص إنهم يفضلون الإعتماد على مجموعات عبر تطبيقي (واتس آب) و(فيس بوك) لمتابعة الأخبار المحلية.

لكن في تلك التطبيقات أيضًا، غالبًا ما تنشر “مقاطع فيديو ذات عناوين خادعة أو ذات مصادر غير موثوقة”، ينشرها أحيانًا أشخاص “في صفحات وحسابات لا يعرفون أنها تبث معلومات خاطئة”، بحسب “سامي”.

كمية الوثائق التي تنشر في تلك المجموعات على أنها رسمية، لا تعد ولا تحصى، وتعلن عن قرارات غالبًا ما تكون ذات مصداقية، ولكن أحيانًا مزيفة تمامًا، بحسب تقرير (فرانس برس).

وغالبًا ما يضطر سياسيون وأحزاب، وحتى مؤسسات الدولة، إلى النفي والتنديد ببيانات خاطئة، أحيانًا حتى بعد بثها في وسائل الإعلام.

أكد بعض العراقيون أنه بسبب بعض الشائعات التي انتشرت وقت سيطرة تنظيم (داعش) على بعض المناطق سقطت محافظات بأكملها بيد التنظيم. ويقولون إنه، في العام 2014، كان فرار القوات الأمنية سببه شائعات عن الأعداد الضخمة للجهاديين، وهو أمر لم يكن حقيقيًا في الواقع.

من جهته، أكد العامل، “رضا نجم الدين”، (50 عامًا)، أن: “الوضع معقد دائمًا ويمكن للناس أن يقعوا بسهولة فريسة للشائعات”، في بلد مزقته الحرب على إمتداد 40 عامًا.

أخبار ذات صلة

أخبار ذات صلة