8 أبريل، 2024 1:41 م
Search
Close this search box.

أثري إسرائيلي : كشف إسلامي يثبت بناء مسجد قبة الصخرة على أنقاض هيكل سليمان

Facebook
Twitter
LinkedIn

كتب – سعد عبد العزيز :

تحاول المنظمات اليهودية داخل إسرائيل خلق أي أوهام للزعم بأن “الحرم القدسي الشريف” أُقيم على انقاض “هيكل سليمان”. ومن حين لآخر يطل علينا الإعلام الإسرائيل بمؤامرة جديدة في صورة اكتشاف آثري للوصول في نهاية الأمر إلى الهدف المرسوم، وهو بناء الهيكل الثالث المزعوم، بعد هدم المسجد الأقصى المبارك.

أفاد موقع “القناة السابعة” باللغة العبرية مؤخراً بأن عالم الآثار الإسرائيلي “أساف أفراهام” يكشف عن معلومات وأدلة جديدة تثبت أن المسلمون بنوا “مسجد قبة الصخرة” في مكانه المعروف تيمناً بالهيكل اليهودي. وفي لقاءه الصحافي للموقع تحدث أفراهام عن دراسة سيتم مناقشتها قريباً حول نقش آثري إسلامي يرجع تاريخه إلى ألف عام, تم العثور عليه في قرية “نوبا” بجوار مدينة الخليل. ويحمل النقش عنوان “صخرة الهيكل”، وهو من مسميات قبة الصخرة في بداية العهد الإسلامي.

قدسية المسجد مُستمدة من الهيكل

يضيف أفراهام: “يأتي هذا النقش الذي تم اكتشافه قبل عدة شهور ضمن مجموعة من الأدلة التي تعود إلى مصادر إسلامية قديمة تصف قبة الصخرة بأنها هي الهيكل. ولقد أثبت أنا وزميلي “بيرتس رؤوفن” أنهم في أوائل العصر الإسلامي كانوا ينسبون لمبنى قبة الصخرة أفكار موروثة استمدوها بشكل واضح من الديانة اليهودية, لاسيما أن أهم بقعة مقدسة في المبنى هي صخرة الأساس الخاصة بهيكل سليمان, والتي ظلت قبلة للمسلمين منذ البداية وحتي فترة متأخرة. والدليل أن هناك لوحات ترجع إلى نهاية القرن الـ19 تُظهر المصلين وهم راكعين في اتجاه تلك الصخرة وليس في اتجاه مكة، ولا شك أن قداسة المكان في حقيقة الأمر ترجع إلى هيكل سليمان”.

المسجد على أنقاض الهيكل

وعندما سُئل أفراهام عن رأيه إن كان بناء قبة الصخرة قد تم تحديداً في نفس الموقع الجغرافي لهيكل سليمان, رد بشكل قاطع قائلاً: “هذا مما لا شك فيه.. فعندما جاء المسلمون إلى ذلك المكان في القرن السابع الميلادي وربما قبل ذلك, تأثروا بالمعتقدات اليهودية التي انتقلت للديانة الإسلامية, ونحن نرى ذلك جلياً أيضا في القرآن الذي يذخر بالقصص التوراتي. والعقيدة الإسلامية بشكل عام تقوم على التوحيد الذي يوافق العقيدة اليهودية والأمثلة على ذلك كثيرة”.

متابعاً: “إن إقامة مسجد قبة الصخرة تحديداً في نفس موقع قدس الأقداس بمعبد سليمان, كانت مقصودة لتخليد قدسية المكان، عملاً بسنة الاستخلاف التي تعني أن ديانتهم جاءت تصديقاً للديانة اليهودية وخلفاً لها. فما حدث مع المسيحيين الأوائل الذين اعتبروا أنفسهم اليهود الجدد, حدث أيضاً مع المسلمين, الذين اعتبروا أنفسهم يواصلون عقيدة التوحيد وهدى التوراة. لقد كان محمد في نظرهم بمثابة المُنقذ المُخلص المبعوث من قبل الرب وتمنوا أن يتعاون اليهود معهم. وفي صدر الإسلام كانت القبلة نحو القدس وكان أهم يوم للصوم هو يوم الغفران. لكن حينما أعرض اليهود حول المسلمون  قبلتهم شطر مكة”.

يهودي يصطحب عمر في القدس

يشير ضيف أفراهام إلى انه “قبل العصر الإسلامي كانت هناك قيود شديدة تمنع اليهود من التواجد في القدس أو العيش فيها, ناهيك عن منعهم من زيارة الأماكن المقدسة, لكن بعد الفتح الإسلامي فُتحت أبواب المدينة أمام اليهود الذين كان لهم دور كبير في دخول المسلمين إليها. والقصة معروفة عن شخصية كعب الأحبار اليهودي الذي اصطحب عمر بن الخطاب ليتفقد القدس وجبل الهيكل، وهناك أوضح له كعب الأحبار حُرمة المكان، وبعد حديث بينهما، تقرر إنشاء المسجد في منطقة جبل الهيكل. ولا يخفى هذا على أحد, فالمسلمون أيضاً يعترفون بالتأثير اليهودي على تطور المكان وقدسيته منذ بداية تلك الفترة.”

وحول سؤال بشأن إنكار المسلمين لادعاء اليهود بوجود دليل تاريخي يُثبت تبعية بيت المقدس لهم, زعم أفراهام أن إنكار المسلمين لذلك قد استجد حديثاً وكانت بداية الإنكار مع تأسيس الحركة الصهيونية.

يعود أفراهام فيؤكد أن كل ما يعلنه ليس من بنات أفكاره, بل هو نتاج دراسات لباحثين مشهود لهم  في تاريخ العصر الإسلامي, وأنه لم يقدم جديداً, سوى النقش الذي عُثر عليه في قرية “نوبا” ولم يكن معروفا للباحثين الغربيين. وهو دليل آخر يدعم القضية المُثارة, إضافة إلى أدلة أخرى  مثل العملات النقدية الإسلامية التي تحمل شعار الشمعدان السُباعي وغير ذلك.

وعن الردود المحتملة لأعضاء الكنيست العرب ورجال الدين الإسلامي من المعاصرين، يقول أفراهام: “أنا لست رجلاً سياسياً. بل جئت لأعرض الحقائق التي تم استخراجها من باطن الأرض”.

أخبار ذات صلة

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب