26 أبريل، 2024 7:53 ص
Search
Close this search box.

“أبوالغيط” : قرار “بوتفليقة” بتأجيل الانتخابات إيجابيًا و”التدمير العربي” تأجج بسبب التدخل الأجنبي !

Facebook
Twitter
LinkedIn

خاص : ترجمة – آية حسين علي :

تواجه عدد من الدول العربية أزمات مستمرة منذ سنوات، بداية من “سوريا”؛ والاحتجاجات التي تحولت إلى حرب أهلية دامية مستمرة منذ 8 أعوام، و”ليبيا”؛ التي وصلت فيها الأوضاع الأمنية إلى أسوأ حالاتها وسط صمت من المجتمع الدولي، و”الجزائر” التي قرر فيها الرئيس، “عبدالعزيز بوتفليقة”، (82 عامًا)، تأجيل موعد إنعقاد الانتخابات؛ ردًا على المظاهرات الرافضة لترشحه لولاية خامسة.

أجرت صحيفة (البايس) الإسبانية حوارًا مع الأمين العام لجامعة الدول العربية، “أحمد أبوالغيط”، (76 عامًا)، انتقد خلاله التدخل الأجنبي في شؤون “سوريا” و”ليبيا” و”الجزائر”، وأكد على أن هذه التدخلات لن تترك البلاد تصل إلى بر الأمان.

إلى الحوار…

الإرهاب لا ملة له تضحده المعرفة..

“البايس” : هل تخشى من تكرار حدوث إعتداءات مثل ما حدث في “نيوزيلندا” ؟

“أحمد أبوالغيط” : بالتأكيد نخشى من وقوع إعتداءات مشابهة في أي مكان في العالم، إن الظاهرة التي نحن شاهدون عليها الآن خطيرة للغاية، ضع في الاعتبار “قضية بيتسبرغ”، في “الولايات المتحدة”، عندما تم الإعتداء على معبد يهودي، (في 27 من تشرين أول/أكتوبر الماضي، وتسبب في مقتل 11 شخصًا على الأقل)، واحتمالية وقوع هجمات مشابهة ضد كنائس ومساجد ومعابد تقلقنا.

ومن الواضح أن الإرهاب ليس له دين أو ملة ويتطلب تكاتف الجهود والطاقات من خلال التعليم وتوضيح المعتقدات، لأن الناس عندما يجهلون يخافون والخوف يدفعهم إلى الإعتداء والقتل، لذا فإن تبادل المعلومات والمعارف يجب أن يمارس بتوسع من خلال المعاهد والمدارس والبرامج التليفزيونية، وهذه مسؤولية الأمم، أما الإسلام والمسيحية واليهودية فهي في الآخر مجرد أديان.

القضية السورية لا تدعو للتفاؤل..

“البايس” : تعتبر “سوريا” من أكثر البلدان غير المستقرة في العالم العربي، هل ترى أن الحرب بها باتت في فصلها الأخير ؟

“أحمد أبوالغيط” : أتمنى ذلك.. لكنني لست متأكدًا؛ لأنه لا يزال هناك قوى خارجية داخل “سوريا”، توجد دول مجاورة وقوى متورطة في الأراضي السورية، وبعض المناطق تقبع تحت سيطرة مجموعات إما على حدود الإرهاب أو تتصرف مثل الإرهابيين.

“البايس” : هل عودة “سوريا” إلى “جامعة الدول العربية” باتت وشيكة بعد توقف دام 8 سنوات ؟

“أحمد أبوالغيط” : لا أتوقع حدوث ذلك في الوقت الحالي، لأن تعليق عضويتها تم بناء على قرار أصدره “مجلس وزراء الخارجية”، لذا فإن قرار إعادتها يبقى في يد المجلس، أتابع عن كثب الأوضاع في “سوريا” ولا أتوقع أنها باتت جاهزة للعودة، وكي تتمكن “سوريا” من العودة إلى الجامعة يجب أن تقدم دولة على الأقل مشروع قرار وتقنع الدول الأعضاء بالموافقة، وحتى الآن لم يطرح على الطاولة أي شيء من هذا القبيل.

“البايس” : ماذا يجب على “سوريا” فعله كي تتمكن من العودة ؟

“أحمد أبوالغيط” : يجب توافر إجماعًا داخليًا بين الحكومة والمعارضة، وأن يوقعًا اتفاقًا سياسيًا يفضي إلى السلام، وعندما يتحقق السلام سوف تعود “سوريا”.

التدمير العربي وليس “الربيع العربي” !

“البايس” : في هذا الصدد، هل صحيح أن “الجامعة العربية” متقاربة مع “أوروبا” أكثر من “الولايات المتحدة” ؟

“أحمد أبوالغيط” : لا.. نُصر على رفض التدخل الأجنبي في الشؤون الداخلية لـ”سوريا”، ولم نؤيد تواجد قوى أجنبية على الأراضي السورية، لقد رأينا مأساة ما أسماه الغرب، “الربيع العربي”، وأطلقنا عليه في جزء كبير من الدول العربية، “التدمير العربي”، لقد أدت التدخلات الخارجية إلى معاناة وقتل وتدمير ونزوح، ولا يمكن إنكار أن تصرف بعض الدول ضد “الأسد” شجع مواطنيها على السفر إلى “سوريا”، لقد جاء كثيرون من “فرنسا” و”بريطانيا”، عبر “تركيا”، من أجل المشاركة في القتال، لذا من المهم وقف التدخل الأجنبي.

هناك أطراف تريد استغلال قضية “خاشقجي” للإضرار بالسعودية..

“البايس” : هل تشعر “الجامعة العربية” بالرضا عن الطريقة التي تدار بها “المملكة العربية السعودية”، خاصة بعد مقتل الصحافي السعودي، “جمال خاشقجي” ؟

“أحمد أبوالغيط” : لقد أعترفت المملكة بأن هناك مجموعة من الأشخاص تصرفوا بأسلوب سيء، وتم اعتقالهم وسوف يتعرضون للمحاكمة، وهذا يرضيني طالما أن العملية القضائية مستمرة، وتحاول بعض الأطراف استغلال قضية مقتل “خاشقجي”، من أجل الإضرار بـ”السعودية”، ونحن لن نشترك في ذلك ولا يجب علينا المشاركة فيه.

التدخل الأجنبي في الشؤون العربية..

“البايس” : كيف تأثرت “جامعة الدول العربية” بما يحدث في الخليج العربي وشمال إفريقيا ؟

“أحمد أبوالغيط” : عندما تواجه أي دولة عربية مشكلات داخلية؛ فإن ذلك يتسبب في توقف تفاعلها وقدراتها على المشاركة في جلسات “الجامعة العربية”، وهنا أرغب في لفت الإنتباه إلى “ليبيا”، لقد تدخلت عدة دول أوروبية وحلف شمال الأطلسي، (ناتو)، بها رغم أن قرار “الأمم المتحدة” لم يعيطهم الحق في ذلك، وحتى بعد إعلان منطقة حظر الطيران؛ تنتهك بعض الأطراف هذا القرار.

“البايس” : ترى إذاً أن الفوضى التي تلت “الربيع العربي” إزدادت حدتها بسبب التدخل الأجنبي ؟

“أحمد أبوالغيط” : بالطبع.

“البايس” : ما الذي يمكن فعله لحل الأزمة في “ليبيا” ؟

“أحمد أبوالغيط” : هنا تكمن المشكلة.. لا أحد يمتلك حل الأزمة أو “مأساة ليبيا”، كما أحب تسميتها، لقد نشأت خلال فترة الفوضى التي عمت البلاد بعد عام 2011، الكثير من الميليشيات المسلحة والجماعات المتناحرة في شرق وغرب وجنوبي “ليبيا”، إنه وضع معقد لأقصى درجة، وليس لدي رد كامل يوضح كيف يمكن التعامل معه.

الوضع الجزائري يتطلب الحذر..

“البايس” : بمناسبة الحديث عن شمالي إفريقيا.. ما رأيك في قرار تأجيل الانتخابات الجزائرية ؟

“أحمد أبوالغيط” : من الواضح أن الناس يعترضون، وأن الرئيس تصرف بإيجابية؛ عندما قرر تأجيل الانتخابات، وسوف تعقد جلسة إستماع للاتفاق على إطار جديد في “الجزائر” من خلال عمل إصلاحات دستورية إلى جانب قنوات أخرى، إننا في مرحلة جديدة وسوف نصل إلى سيناريوهات مختلفة قريبًا بطريقة سلمية.

“البايس” : لكن المتظاهرون في الشوارع ولن يقبلوا بخارطة الطريق تلك ؟!

“أحمد أبوالغيط” : يجب علينا توخي الحذر وتجنب حدوث فوضى في “الجزائر”، لأنه لها ثمن باهظ للغاية، ويجب على الدول عدم التدخل في الشؤون الداخلية لـ”الجزائر”، لأنه إذا وقعت أزمة لن يعاني فقط الجزائريون، وإنما سوف تطال المعاناة دول أخرى وأشخاص كثيرون، لذا فلنترك لهم مهمة ترتيب أمورهم الداخلية وأنا على يقين في أنهم سوف يتوصلون إلى اتفاق بينهما.

أخبار ذات صلة

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب