خاص : ترجمة – آية حسين علي :
يبدو العالم على مواقع التواصل الاجتماعي، وخاصة (إنستغرام)، مثاليًا.. وجوه متناسقة وخالية من أية بقع داكنة وخلفيات مبهرة ورحلات رائعة وملابس أنيقة، ولا يخفى على كثير من المتابعين أن هؤلاء لا يقومون بنشر الصور بنفس الحالة التي التقطت عليها، وإنما وراء هذا الواقع الإفتراضي المثالي تقف عدد من برامج التعديل على الصور تمنح من يُتقنها فرصة للطيران خارج الأفق.
“إنفلوينسرز” إعتادوا تعديل الصور قبل نشرها..
رصدت دراسة أجرتها شركة “HypeAuditor” لأبحاث السوق؛ أبرز البرامج والأدوات التي أعتمد عليها أشهر المستخدمين لـ (إنستغرام)، خلال عام 2019، بهدف أن تبدو صورهم أكثر إحترافية وتجذب إنتباه أكبر عدد من المتابعين، وجاء برنامج التعديل الشهير، (Adobe Lightroom)، على رأس القائمة، إذ يتيح إضافة ميزات كثيرة على الصورة بداية من رفع درجة الإضاءة والسطوع في الصورة إلى جانب قائمة طويلة من الفلاتر التي يفضلها أغلب المشاهير على (إنستغرام)، خاصة أولائك الذين يعتبرون منصاتهم مصدرًا لكسب الرزق.
وتضمنت الدراسة ما قاله 1200 مستخدم بارز حول استخدامهم لبرامج التعديل على الصور، إذ كشفوا أنهم إعتادوا استخدام أدوات وتطبيقات لتحرير الصور التي التقطوها بكاميراتهم؛ وإضافة بعض اللمسات الخاصة عليها قبل النشر، وأشارت الدراسة إلى أن 29.3% منهم ‘عتمدوا على (Adobe Lightroom)، بينما لجأ 10% فقط لبرنامج (Adobe Photoshop)، إلا أن (Snapseed) حظي بشهرة أقل بين “الإنفلوينسرز” على (إنستغرام)؛ إذ استخدمه 7.6% فقط ممن استطلعت آراءهم.
تضمنت قائمة “HypeAuditor” أيضًا عدد آخر من البرامج استخدمت على نطاق محدود؛ من بينها (Canva) و(AdobePhotoshop Express).
تطبيقات تحرير المقاطع المصورة..
أما بخصوص المقاطع المصورة وأداوات التعديل عليها، كان لتطبيق (InShot) شهرة كبيرة بين الشخصيات البارزة، خلال العام المنتهي، إذ استخدمه 35% من المشاركين في الدراسة، بينما جاء تطبيق (iMovie) في المركز الثاني؛ إذ استخدمه 10% فقط، واستخدم “الإنفلوينسرز” أيضًا تطبيقات أخرى؛ جاء أبرزها (Spark) و(Final Cut) و(Splice) على الترتيب.
تأثيرات سلبية..
قد يبدو العالم على (إنستغرام) مثاليًا، دون أي شيء يمكنه تعكير المزاج، لكن خبراء علم النفس يرون أن هذا الأمر بالتحديد هو منبع التأثير النفسي السلبي لهذا التطبيق على كثير من المستخدمين، وكشفت عدة دراسات أن الصور المثالية التي ينشرها مستخدمون بارزون تزيد من شعور المتابعين بالقلق والوحدة وتفاقم الصورة السلبية للذات.
ويرجع السبب في التأثيرات السلبية إلى أن كل من يتابع هذه الصور المثالية يبدأ تلقائيًا في مقارنة نفسه بذاك الذي يظهر على الشاشة؛ لكنها في الحقيقة ليست مقارنة عادلة، لأنه يقارن إنسان طبيعي بمسخ أجريت عليه الكثير من التعديلات حتى خرج عن إطار الواقعية، وينشأ عن هذه المقارنة السريعة الخالية من أي من أدوات المنطق شعور مخيف بأنه الأسوأ بين الناس أو الأقبح أو الأتعس فيتدنى لديه الشعور بالتقدير والاحترام للذات، دون أن يدرك أن الصورة تلتقط في لحظة ولا نعلم ماذا حدث قبلها أو بعدها.
ويرى فريق من أطباء النفس أن الإفراط في استخدام برامج التعديل على الصور لا يؤثر فقط على المتابعين؛ وإنما ينال من ينشرون الصور المعدلة جزءًا كبيرًا من الأثر السلبي، إذ بعد فترة يجدون أنهم لا يمتلكون الجرأة على نشر الصور بدون تعديل لأن الوجوه والخلفيات التي ظهرت في صورهم المعدلة أفضل بكثير من تلك التي التقطت، كما يجعلهم هذا الأمر أكثر حرصًا على الحصول على أكبر عدد من ضغطات الإعجاب لأنها الشيء الوحيد الذي يشعرهم بأنهم أفضل ويمنحهم دفعة للاستمرار بهذه الوجوه التي لا تشبههم في الحقيقة.