25 أبريل، 2024 3:41 ص
Search
Close this search box.

أبحث عن “الجفاف” .. في أزمة الاحتجاجات الإيرانية !

Facebook
Twitter
LinkedIn

خاص : ترجمة – لميس السيد :

في جبال غرب إيران، تقع مقاطعة “تشهارماهال-بختياري” الشهيرة بالبحيرات وتدفق الأنهار والأراضي الرطبة التي تجذب الآلاف من أنواع الطيور المهاجرة.

ولكن سنوات تناقص هطول الأمطار، أدت إلى نقص مصادر المياه، وإزدادت الظروف سوءاً بعد أن بدأت السلطات الإيرانية في ضخ المياه لمسافة 60 ميلاً إلى مدينة “أصفهان” المنخفضة أرضياً، مما أثار احتجاجات بدأت منذ عام 2014، وفقاً لصحيفة (لوس أنغلوس تايمز) الأميركية، التي تقول أن تغير المناخ في إيران كان وراء قيام المظاهرات الأخيرة.

أزمة المياه..

يرى المحللون أن قيام المظاهرات الإيرانية ومقتل أكثر من 21 شخصاً خلالها، كان وراءه أسباب أخرى تم التغاضي عنها؛ مثل تأثير تغير المناخ على حياة السكان في إيران، وإساءة قادة إيران التعامل مع أزمة المياه.

قال “مئير غوادانفار”، أستاذ السياسة الإيرانية في جامعة “هرتسليا” المتعددة التخصصات، وهي جامعة إسرائيلية: “لا يبدو أن من أولويات النظام معالجة قضية الجفاف، وطالما أنها ليست أولوية، لن يتحرك ساكن إلا بوقوع حدث جلل”.

ويعتقد العديد من الناشطين في مجال البيئة أن إيران تقترب بسرعة من نقطة الإنهيار مع إنخفاض هطول الأمطار ودرجات الحرارة الأكثر دفئاً، التي تسببت في إختفاء البحيرات وبدء العواصف الترابية المسببة للعمى وتفريغها مرة واحدة في المناطق الخصبة، حيث يسعى المزارعون إلى اللجوء الاقتصادي في المدن.

تقول الصحيفة الأميركية أن الجفاف يعد مصدر قلق في الشرق الأوسط، إلا أن 80 مليون شخص في إيران معرضون للخطر بشكل خاص. قال مدير مركز الجفاف وإدارة الأزمات الإيراني، “شاهوخ فاتح”، في تصريحات خلال هذا الشهر، أن 96٪ من مساحة الأراضي في البلاد تعاني من ظروف جفاف طويلة، وفقاً لما ذكرته وكالة أنباء (إيسنا) شبه الرسمية في إيران.

وفي بعض المناطق الأشد تضرراً، بما في ذلك المقاطعات الحدودية التي تشكو فيها الأقليات العرقية والدينية من الإهمال الرسمي، كانت المخاوف بشأن الموارد الطبيعية محركاً رئيساً للمظاهرات التي بدأت في أواخر كانون أول/ديسمبر المنصرم.

خطر الجفاف الزاحف أجبر الأهالي على الاحتجاج..

قال “يوسف فرهادي بابادي”، الناشط البيئي في مقاطعة “شهارماهال-بختياري”: “الناس في منطقتي لا يريدون تسييس مخاوفهم البيئية، ولكن نقص المياه وتلوث الهواء والأنهار ينظر إليها على أنها أزمات سياسية.. الناس يريدون إستعادة حقوقهم في تنظيف الهواء والماء واستخدام المياه بكفاءة”.

وأوضح “بابادي” نقلاً عن الإحصاءات الرسمية، أن المقاطعة تضم 3800 ينبوع طبيعي، لكن حوالي 1100 منها جفت تماماً. وتوقعت “منظمة الأرصاد الجوية الإيرانية”، مؤخراً، أنه بالنسبة للسنة الإيرانية المنتهية في 20 آذار/مارس، فإن هطول الأمطار في المقاطعة سيكون أكثر من 80٪ أقل من المتوسط على المدى الطويل.

ويقول “بابادي” أن بعض المياه ذهبت إلى “مصانع الصلب” التي تديرها الدولة في “أصفهان”، حيث  وصفها بأنها “صناعات مفلسة”، وتعتمد المدن في المنطقة على ناقلة المياه، التي هي مليئة بالمواد الكيميائية.

وقد إشتبك المزارعون ومربي الماشية في بعض الأحيان مع قوات الأمن في عام 2016، حيث قامت الاحتجاجات في بلدة “بولداغي” التي أدت إلى مقتل أحد المتظاهرين وإصابة ما يقرب من 200 شخص. ويذكر أن “الحرس الثوري” الإسلامي، وهو منظمة شبه عسكرية قوية في إيران، أرسل قوات من 16 وحدة لإخماد الإنتفاضة.

وفي منطقة “خوزستان” المجاورة، وهي مقاطعة غنية بالنفط، دمر التصحر والنفايات الصناعية الأراضي الرطبة. وتسرد “منظمة الصحة العالمية” أن عاصمة المقاطعة، “الأهواز”، هي واحدة من أكثر المدن تلوثاً في العالم، ولجزء كبير من السنة يكسوها الضباب الدخاني الأصفر مما يؤدي إلى حالات صعوبة التنفس.

وقال “أبازل عبيدي”، مراسل صحيفة (شيرغ) في طهران، أن “احتجاجات إيران كانت الأخيرة في سلسلة من المظاهرات التي دارت على مدى سنوات حول الظروف البيئية”، وأضاف “عبيدي”: “يعاني الكثيرون من مشاكل بيئية مزمنة أو أمراض مرتبطة بالتلوث مثل الربو وأمراض الجلد، والاحتجاجات الأخيرة ليست مفاجأة على الإطلاق”.

وإزدادت الظروف سوءاً بسبب تفشي السدود، التى تم بناء أكثر من إثنتي عشرة منها، فى المقاطعة خلال الأربعين عاماً الماضية، حسبما ذكر الكثيرون من قبل الشركات المرتبطة بـ”الحرس الثوري”، حيث يقول “غوادانفار”: “لقد بنوا السدود بطريقة تجعل العواقب سيئة للغاية بالنسبة للبيئة”.

أخبار ذات صلة

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب