24 أكتوبر، 2024 11:28 ص
Search
Close this search box.

“آمان ملي” الإيرانية تضع .. التدبير الفوري حيال فكرة الإمارات “للفوز بدون حرب” !

“آمان ملي” الإيرانية تضع .. التدبير الفوري حيال فكرة الإمارات “للفوز بدون حرب” !

خاص: ترجمة- د. محمد بناية:

إن نظرة على تحالف القوى العالمية، والنبرة العجيبة وغير القانونية للدول الأوروبية مؤخرًا، بل وتماهي “روسيا والصين”، يُضاعف من المخاوف. ومن غير المسُّتبعد، وجود مؤامرات أو توقعات مخبوءة خلف الاستفادة من الاتهام “بالاحتلال”؛ أهمها التغييرات على مدار الـ (35) عامًا الأخيرة، وتطوير “الإمارات” علاقاتها السياسية والاقتصادية مع دول العالم إلى أعلى مستوى؛ بحيث أصبحت “قوة اقتصادية” إقليمية، وبالطبع كان هناك إسراف حتى تتقدم في مشروع “الفوز بدون حرب”؛ فيما يخص أزمة الجزر الثلاث. بحسب تحليل “أبو الفضل فاتح”؛ المنشور بصحيفة (آرمان ملي) الإيرانية.

بالوقت نفسه؛ أثارت “الإمارات”، بارتباطها بمصالح القوى الإقليمية وفوق الإقليمية، مطامع هذه الدول لتصفية الحساب مع “إيران”. ولا يُخفى على أحد المطامع والخطط الرامية إلى تغييّر موازنة القوى في المنطقة، بسبب موقع الجزر الثلاث الاستراتيجي في الجغرافيا السياسية للخليج، وأمن الممرات الملاحية.

أولوية وطنية..

والمحافظة على هذه الجزء جزء من المصالح العليا، وتمثل صيانة للسيّادة الوطنية الإيرانية. ولا بد من التفكير في تدابير جديدة واعتبرها أولوية وطنية.

لأن هذه الجزر تخص جميع الإيرانيين بل والأجيال القادمة أيضًا. والمنطق يستوجب استخدام القوة القصوى للإيرانيين للمحافظة على وحدة بلادنا، وعدم الاقتصار على “وزارة الخارجية” أو القوة العسكرية فقط، وإنما لا بد من إشراك أحاد الأمة في هذه القضية.

كيفية التصدي..

ونحن بحاجة على المستوى الأول إلى تقييم شامل للأضرار، والاستراتيجية في المسار المتبع. إن الفقر النخبوي والفاعل في السياسة الخارجية سيكون سببًا في ضعف مكانة “الجمهورية الإيرانية”. ويمكن الاستعانة بالعلماء الإيرانيين البارزين في العلوم والقانون الدولي أينما كانوا دون اعتبار للملاحظات السياسية، لبحث المسارات الجارية، وتقديم استراتيجية مناسبة وشاملة للسلطة.

لا بد من فتح غرف الفكر لكل الإيرانيين. ولا يجب ترك هذا الموضوع بحيث يزداد تعقيدًا، وأن يسمح الآخرون لأنفسهم الخوض في سلامة الوطن ووحدة أراضيه، وإنتاج نصوص سياسية ودولية.

ثم الاستفادة على المستوى الثاني من القدرات “الكبيرة” للإيرانيين في الخارج. الإيرانيون المحبون للوطن، من أصحاب النفوذ على مستوى العالم، ويفخرون ببذل كل إمكانيتهم العلمية والسياسية والقانونية في الميدان دفاعًا عن كل شبر من بلادنا.

ووظيفة السلطة تسهيل مجالات الاستفادة من النفوذ “الكبير” للإيرانيين ومشاركة الحد الأقصى في المحافظة على سلامة الوطن ووحدة أراضيه، بغض النظر عن الاختلافات السياسية التي من قد تكون بالغة العمق.

استراتيجيات ميدانية مطلوبة..

ولا بد على المستوى الثالث من التفكير في استراتيجيات ميدانية، من مثل التدابير التي يمكن تطبيقها في هذا الاتجاه وفي ارتباط الإيرانيين بشكلٍ أعمق مع هذا الجزء من الوطن، مع تهيئة فرص استثمار الإيرانيين بالخارج في الجزر الثلاث.

ومما لا شك فيه أن كل إيراني في الداخل والخارجي سيتكفل بشوق بإعمار جزء من عملية تعمير الجزر الثلاث في حال تم إعداد مشروع جامع؛ بحيث يمكن من خلال هذه المشاركة تأسيس المدارس والطرق والحدائق والفنادق وإمكانات السياحية والمدنية، وحتى أكثر المراكز العلمية والصناعية والبحثية تطورًا، ومن ثم يرتبط كل إيراني حتى في أقاصي العالم بهذه الجزر؛ بحيث يعتبر نفسه شريكًا في المحافظة عليها.

علاوة على ذلك؛ يمكن تقديم الجزر تحت مسُّمى منطقة، حتى يتسنى لكل الإيرانيين حول العالم التجمع  في هذه النقطة واللقاء وتعميق مستوى المعرفة بتلك النقطة الاستراتيجية.

لكن على المستوى الأهم تجدر الإشارة إلى أن السياسة الخارجية هي الوجه الآخر للسياسة الداخلية، وتُبنى على الأمن والقوة الوطنية.

ويُجدر وجود استراتيجية تحول دون الانشقاقات فيما يخص السياسة والأمن الداخلي، فالفجوة بين أركان الدولة قد تُثير طمع القوى الكبرى وبعض دول الجوار. ولا بد من الاعتراف بحقيقة أننا نتجاهل حتى الآن فهم أهمية هذا الموضوع، بعكس “الإمارات”.

وكأن قضية الجزر لا تحتل صدارة أولويات السياسة الخارجية الإيرانية كما ينبغي، ومن الطبيعي أن مثل هذا النزاع لا يمكن حله بمجرد الإصرار على أن (الجزر الثلاث جزء لا يتجزأ من بلادنا). والمضايقة التي تسببها “الإمارات” حاليًا لـ”الجمهورية الإيرانية”، هي نتاج ثلاثون عامًا من التخطيط في السياسات الداخلية والخارجية، في ظل غفلة منا. وعلينا الآن التفكير في تدابير جامعة لإصلاح السياسات الخارجية والداخلية الإيرانية، وأن نضع المناقشات المتعلقة بسلامة الوطن ووحدة أراضيه على رأس مصالح وأولويات كل صناع السياسة؛ بحيث يمكن خلال السنوات المقبلة إخماد النيران التي اشتعلت تدريجيًا.

أخبار ذات صلة

أخبار ذات صلة