“آفتاب يزد” ترصد رحلة .. “يفغيني بريغوجين” من التمرد وحتى الموت !

“آفتاب يزد” ترصد رحلة .. “يفغيني بريغوجين” من التمرد وحتى الموت !

خاص : ترجمة – د. محمد بناية :

“ما نواجه هو خيانة داخلية، وهو بمثابة خنجر في خاصرتنا. المصالح الشخصية هي السبب في خيانة الدولة، وقواتنا تتعامل مع ذلك. وسوف يُعاقب كل من تقدم على مسّار الخيانة، وقد صدرت الأوامر اللازمة للقوات المسلحة”.. هكذا كان تعليق الرئيس الروسي؛ “فلاديمير بوتين”، على تمرد مجموعة (فاغنر)، والتي تحولت إلى حقيقة لا يمكن إنكارها بعد مرور شهرين على تمرد “بريغوجين”؛ بحسّب ما استهل “رضا بردستاني”، تقريره التحليلي المنشور بصحيفة (آفتاب يزد) الإيرانية.

في السياق ذاته؛ علق “جاري كاسباروف”؛ بطل العالم السابق في الشطرنج وأحد أشد المعارضين للرئيس الروسي، بتصريحات جديرة بالتأمل، وفيها: “قد يُقتل؛ بريغوجين، بالنهاية، أو يحصل كـ (قديروف) أوامر بالقتل مجددًا لصالح النظام. فلا امتيازات بين القتلة واللصوص”.

فإذا وضعنا تصريحات “بوتين” إلى جانب تعليق؛ “كاسباروف”، يُثار السؤال التالي: لماذا لم يصب أحد بالدهشة لمقتل قائد (فاغنر) ؟.. فكروا بعمق !.. فالحقائق المسّتترة في قلب الاتهامات والتي ربما تظل طي الكتمان، أن “بريغوجين” لم يعتقد أن العبث مع “بوتين”؛ في منتصف الحرب ضد “أوكرانيا”، قد يكون بمثابة انتحار.

لما يستمر التمرد أكثر من يوم ونصف؛ تلاه عملية تسّكين مؤقت في “بيلاروسيا”، ثم شوهد “بريغوجين” في “إفريقيا”، وأخيرًا لقي حتفه إثر سقوط طائرته الشخصية، كل هذا قد يكون درس لكل من يُريد إخراج شخص مثل “بوتين” من (الكرملين)، وأن عليهم مراجعة نواياهم أو إعادة النظر في مخططاتهم بشكلٍ جدي !

هل أخطأ “بوتين” بتصعيد “فاغنر” ؟

يقول “علي بيـﮔدلي”؛ أستاذ التاريخ والعلاقات الدولية: “افتراض أن؛ بوتين، يُريد بشكلٍ تلقائي وفي ضوء تمرد (فاغنر)، القيام بحملة تطهير واسّعة النطاق في الصفوف السياسي والعسكرية بـ (الكرملين)، هو افتراض خاطيء بالتأكيد. لكن وبعد حادث مقتل؛ بريغوجين، يمكن القول: إن تمرد (فاغنر) لن ينتهي بمقتل بريغوجين فقط. ومنذ اللحظة الأولى التي تصّدر فيه خبر تمرد (فاغنر) وسائل الإعلام الدولية، نشرت وكالة (روسيا اليوم) ادعاءين منفصلين وكتبت: “توجد أدلة قوية تُثبت تورط الاستخبارات الأميركية، والبريطانية، وجهاز مخابرات إحدى دول الشرق الأوسط؛ (ربما تركيا)، في توجيه التمرد في روسيا”. ثم كتبت: “يدعم (الموساد)، ووكالة المخابرات المركزية، والاستخبارات البريطانية، تمرد بريغوجين”. والحقيقة لا يمكن انكار تورط دول غربية وأجهزة أمنية مثل (الموساد)، ووكالة المخابرات المركزية، والاستخبارات البريطانية، في توجيه ودعم تمرد (فاغنر)، لكن تقبل فكرة تورط تركيا في هذه القضية صعب نسبيًا، ومع هذا لابد من الصبر وتتبع جذور خلافات (فاغنر)، وهل المشكلة مع؛ بوتين، أو وزير الدفاع الروسي !”.

لكن بغض النظر عن أي تحليل آخر، مؤكد أخطأ “بوتين” في تصعيد (فاغنر) بهذه الصورة الطموحة.

هل كان تمرد “فاغنر” مدبرًا ؟

بعد مرور بضعة أيام على تمرد (فاغنر)؛ عاد للواجهة خبر لقاء “بوتين” مع “بريغوجين” قبيل التمرد، الأمر الذي ضاعف من احتمالات أن التمرد كان مدبرًا !ز. ومسألة وفاة أو مقتل “بريغوجين”؛ أو أيًا كانت النهاية، فقد اتخذ الرأي العام العالمي قراره بالفعل بشأن اتهام “بوتين”.

والتأييد أو التكذيب لن يؤدي إلى تغيّير. فقبل شهرين تقريبًا استيقظ نصف سكان العالم على عنوان: “ماذا حدث فجأة في روسيا ؟”.. تكالبوا على الإذاعات والتليفزيونات وشبكات التواصل الاجتماعي لمعرفة ماذا حدث بالفعل في “روسيا”، لكن تمرد (فاغنر) أصاب الجميع بالدهشة والحيرة، والكل كان ينتظر ليعرف كيف سيعبر “بوتين” عن غضبه، لأن الجميع يعرف بل وسمع من الرئيس الروسي؛ قوله: “سوف نعفو عن أي خطيئة إلا الخيانة”.

مع ها كتبت (يورو نيوز)؛ على لسان مسؤول أميركي: “التقيّيم الأميركي يُثبّت تسبب انفجار متعمد في سقوط الطائرة؛ التي كانت تحمل؛ يفغيني بريغوجين، زعيم مرتزقة (فاغنر). وتطرق هذا المصدر المطلع للحديث عن سوابق؛ بوتين، في إسكات المعارضين، وادعى أن؛ بريغوجين، كان هدف أساس في عملية اغتيال مدبرة”.

من جهة أخرى نقلت وكالة أنباء (سبوتنيك) على لسان؛ “ديمتري بسكوف”، المتحدث باسم (الكرملين)، قوله: “توجد شكوك كثيرة حول هذه الكارثة ووفاة المسافرين على متن هذه الرحلة بشكلٍ مؤلم. ومما لا شك فيه تتخذ التكهنات في الغرب جوانب خاصة، لكن كل ذلك مجرد أكاذيب محضة”.

الجدير بالتأمل أن ادعاء الغرب وتكذيب (الكرملين) لن يؤثر على تغيير موقف الرأي العام العالمي.

أخبار ذات صلة

أخبار ذات صلة