28 مارس، 2024 1:27 م
Search
Close this search box.

“آفتاب يزد” الإيرانية تستكشف .. إمكانيات وقدرات “عُمان” !

Facebook
Twitter
LinkedIn

خاص : ترجمة – د. محمد بناية :

علينا في التعامل والمواجهة مع الدول أمثال “سلطنة عُمان”، التخلي عن الصور النمطية الدائمة من مثل أن العُمانيون يعتبرون أنفسهم مدينون لـ”الجمهورية الإيرانية”، أو أن “عُمان” تسعى باستمرار أن تكون “سويسرا الشرق”، وإنما لابد من التعامل مع الحقائق؛ بحسب “رضا بردستاني”؛ في تقرير نشرته صحيفة (آفتاب يزد) الإيرانية الإصلاحية.

نحن نتصور أن الدول العربية في المنطقة؛ مثل “قطر وعُمان” ستكون سعيدة بتطبيع العلاقات “الإيرانية-السعودية”، وهي فرضية خاطئة لأن كل دولة تبحث عن أهدافها ومكاسبها من علاقاتها مع “إيران”.

وفي الحوار مع؛ “حسين كنعاني مقدم”؛ خبير الشأن الدولي، أكد: “نحن نسعى لإقامة علاقات جيدة مع جيراننا، لكن لا ننسى أن وضع خطوط حمراء قد يُسبب المشاكل مثل علاقات بعض الدول مع إسرائيل، وهو ما يرتبط بشكل مباشر بالقضايا الأمنية الإيرانية”.

مصدر الصورة: رويترز

“إيران-عُمان” المخاوف والآمال..

رغم الاهتمام بالعلاقة القوية بين تأمين “مضيق هرمز” والأمن العُماني، لكن المسألة بين “إيران” و”عُمان” لا تتوقف عند هذا الحد. مع هذا فإن هذه المسألة تُزيد من دوافع “عُمان” للتقارب مع “إيران”؛ بعد أن أدركت حقيقة أنه مهما كان التغيير فلن يؤثر على العامل الجغرافي.

والتقارب بين “إيران” و”عُمان”؛ في “مضيق هرمز”، والبُعد العُماني الجغرافي عن العالم العربي والأهمية الجيوسياسة والجيواستراتيجية للمضيق تُلزم “عُمان” ببناء علاقات حسنة مع “الجمهورية الإيرانية”.

والمسألة الأهم؛ تتعلق بالعلاقات والمواجهات الإيرانية مع “الولايات المتحدة الأميركية”. فالطالما أعلنت “طهران” و”واشنطن” دعم سياسة الموازنة الإيجابية العُمانية في إقرار الاستقرار بالمنطقة. لكن طرأت تغيرات بعد وفاة السلطان “قابوس”؛ وقد تتعرض للمزيد من التغيير، لاسيما إذا كانت أجواء العلاقات الإيرانية مع “الولايات المتحدة” تميل للخصومة وتفرض أجواءً خاصة على المحيط العُماني وتوحي بعجز السلطان الجديد عن الموازنة بإحترافية بين البلدين.

وفي ضوء هذه الأوضاع ومع الضغوط الإيرانية والأميركية المحتملة، لن يكون من المستبعد أن يختار السلطان “هيثم بن طارق”؛ ككل سلاطين الخليج، الانفصال عن السياسات الخارجية التقليدية. والأهم أن السلطان “هيثم”؛ كان يشغل منصب وزير الثقافة والمعارف، ويُعرف بشخصيته غير المتناغمة مع التوجهات السعودية والإماراتية، ولا يميل للتعامل مع “مجلس التعاون الخليجي”. وهذه المسألة قد تُثير توترات جديدة بالمنطقة.

لماذا أصدر السلطان “هيثم” قرار حكومي ؟

قبل أسبوع من زيارة الرئيس الإيراني؛ “إبراهيم رئيسي”، إلى “عُمان”، كتبت وكالة الأنباء العُمانية الرسمية: “أصدر؛ هيثم، قرار سلطاني بالموافقة على اتفاقية للتعاون في النقل البحري بين عُمان وإيران، والتي سبق التوقيع عليها في طهران بتاريخ؛ 08 كانون أول/ديسمبر 2019م”.

ووفق الأخبار بلغ حجم التبادل التجاري بين “إيران” و”عُمان” في العام المالي المنتهي؛ بتاريخ 20 آذار/مارس 2022م، حوالي: مليار و336 مليون دولار؛ بزيادة قدرها: 53%، عن نفس المدة من العام السابق. لكن هذا الجزء عبارة عن: “قمة جبل الثلج”.. لماذا ؟…

في الواقع يشكو؛ “حسين كنعاني”، من تجاهل البعض المؤشرات من مثل عدم الاستفادة الدقيقة من الإمكانيات العُمانية في القطاعات التجارية؛ مثل “ميناء تشابهار” الإيراني، وأضاف: “حين نكتفي بملبغ: 1.3 مليار دولار من أصل مبلغ: 1.5 تريليون دولار، فهذا يعني أننا لا نتعرف إمكانياتنا بشكل دقيق أو أننا لا نُدرك أهمية المنطقة التي نعيش فيها. وعلينا وفق قناعاتي ألا نمنح: (دستة العصي) إلى العراق وقطر وعُمان والصين وروسيا، بحيث يعبروننا بمراحل”.

مصدر الصورة: رويترز

والقرار الحكومي الذي أصدره السلطان؛ “هيثم”، وينص على الموافقة على اتفاقية تعاون النقل البحري مع “إيران” يحمل الكثير من التأويلات من مثل، أن القرار أولًا يسعى للاستفادة من الإمكانيات الاقتصادية الإيرانية وهي جيدة جدًا. وثانيًا: الإطلاع على المقدمة؛ والتي تنص على إنشغال “الرياض” و”طهران” بحل الخلافات العالقة، قد تكون بمثابة رسالة توضيح تنص على أنه لا يمكن بأي حالة من الأحوال تجاه “مسقط”.

لطالما كانت “سلطنة عُمان” هامة بالنسبة لـ”الجمهورية الإيرانية”..

يقول “كنعاني”؛ في نهاية الحديث: “يجب الاعتراف بأن عُمان كانت هامة باستمرار بالنسبة للجمهورية الإيرانية؛ وستظل هامة، لكن بخلاف العديد من الملاحظات، يجب أن يكون الأساس هو البحث عن المكاسب الاقتصادية في ضوء المناقشات السياسية والأمنية، لا أن تقتصر على المعاملات الاقتصادية وتجاهل السياسة الأمنية. ونأمل أن تكون زيارة الرئيس الإيراني؛ إبراهيم رئيسي، والوفد الاقتصادي المرافق لسيادته إلى عُمان تفعيل اتفاقيات 2019 المعطلة، وهو موضوع أقل أهمية من الحديث عن الاتفاق النووي”.

أخبار ذات صلة

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب