12 مارس، 2024 6:35 م
Search
Close this search box.

“آسيا تايمز”: رهانات الصين الإقتصادية في إستثمار صراعات الشرق الأوسط

Facebook
Twitter
LinkedIn

كتبت – لميس السيد:

هل تنفرد روسيا الآن بجميع المبادرات في منطقة الشرق الأوسط؟.. وماذا تبقي من دور الولايات المتحدة؟.. وما هي الحدود الملموسة لدور “مجلس التعاوني الخليجي” إزاء مشاكل تلك المنطقة؟، أم تُري بالفعل إسرائيل هي اللاعب الخفي المسيطر في الشرق الأوسط؟، وهل يمكن إغفال دور مصر؟، وأين “داعش” من كل ذلك؟.. وتستمر القائمة بتعدد الأطراف الفاعلة بالمنطقة وأدوارها المؤثرة في الأيام القادمة.

بهذه الأسئلة يستهل الكاتب والمحلل الأمني “شازار شفقات”، مقاله بصحيفة “آسيا تايمز” التايلاندية، حول مدى تأثير الصين كلاعب دولي طارئ علي منطقة الشرق الأوسط في ظل تراجع ملموس لدور أميركا وظهور روسيا بقوة إلى جانب الدور الأصلي لدول الخليج ومصر.

الصين والمصالح المتنافرة

يرأى الكاتب أن الصين على وشك أن تصبح “قوة وحيدة في صناعة القرار بالشرق الأوسط، حيث انها تلعب بطريقة “أمنة وشيقة”، جنباً إلى جنب مع روسيا، نظراً لقيامها بتمويل المنطقة سواء من حيث الموارد العسكرية أو الإقتصادية.

وتعتبر الصين ذات قدرة على ربط المنطقة معاً. فهي لا تريد تدخل إيران في أي مغامرة ضد إسرائيل. ومن شأنها أيضاَ أن تتصدى لأي عدوان ضد إسرائيل من قبل إيران بغية الحفاظ على المصالح الإستراتيجية.

ولا شك أنه من المنتظر أن يكون لإيران دور مهم في مبادرة “حزام واحد، طريق واحد” التي أطلقها الرئيس الصيني في عام 2013، في حين لإسرائيل أهمية لا يجب أن تهمل بالنسبة للطرق التجارية، لذا تعتبر كل من إيران وإسرائيل ودائع إستراتيجية هامة لبكين، فلا عجب من زيادة الإستثمارات الصينية عبر ممرات إسرائيل البحرية.

يؤكد “شفقات”، علي أن طريق الحرير من شأنه أن يسهل الأمر علي الأردن ومصر ليصبحوا جزءاً من المحور الإقتصادي، ما يتطلب التنسيق بين مينائي العقبة الاردني وقناة السويس. بالإضافة إلى إضطرار الصين علي جعل كل من مينائي أشدود وإيلات الإسرائيليين، جزءاً من تلك الخطة. فإذا كانت بكين تتطلع إلى الإستفادة من البحر الأحمر فهي مضطرة للإعتماد على ميناء إيلات الإسرائيلي بشكل أساسي.

رهانات الصين

ويوضح الكاتب رهان الصين في إنجاح خطتها الإقتصادية داخل منطقة الشرق الأوسط علي كل من مصر وإسرائيل وإيران، حيث يرتبط الطريق التجاري الجنوبي مع تلك القوى الإقليمية المذكورة، وعدم التنسيق فيما بينها قد يفسد توقعات رؤية الصين للمنطقة.

تعتبر المناورات البحرية المشتركة التي أجريت مؤخراً في منطقة البحر الأبيض المتوسط من قبل الصين ومصر، بمثابة نظرة واقعية لشئون المستقبل، ويسهل معه توقع مواصلة تعزيز العلاقات العسكرية بين الصين ومصر خلال الفترة القادمة، إلى جانب تنمية الإستثمارات الصينية بقيمة 45 مليار دولار للمشاركة في مشروع العاصمة الإدارية بمصر.

ومن ضمن المشروعات المرتقبة للصين أيضاً خططها المستقبلية مع إيران، حيث تعتبر الصفقة التجارية بين الصين وإيران المقدرة بقيمة 600 مليار دولار حدثاً مثيراً للإهتمام. ولا يخفي “شازار” دهشته، من قدرة الصين علي رسم خططها الإستراتيجية “ببطء ولكن بشكل تدريجي”، مع دول الشرق الأوسط، حيث نجحت في تصميم إطر محددة لوضع كل من مصر وإيران وإسرائيل داخل مشروعها الإقتصادي الأكبر، “طريق الحرير”.

يلفت المحلل الأمني في مقالته، إلي قدرة الصين على تلبية إحتياجات جماعات المصالح الكبرى في المنطقة، حيث يتوقع ان تكون “مبادرة حزام واحد، طريق واحد” دور المغير لقوانين اللعبة في الشرق الأوسط.

مختتماً مقالته، بتشديده علي الإهتمام بمراقبة دور الصين في قهر صراعات الشرق الوسط من اجل تحقيق آمالها الإقتصادية.

أخبار ذات صلة

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب