“آستانا-11” .. بين آمال طريق التسوية السلمية وانخفاض مستوى طموحات المعارضة !

“آستانا-11” .. بين آمال طريق التسوية السلمية وانخفاض مستوى طموحات المعارضة !

خاص : كتبت – نشوى الحفني :

نحو مباحثات جديدة حول الأزمة السورية، قد تخرج بالجديد أو تكون مثل سابقتها، إنطلقت صباح أمس أعمال الجولة الحادية عشرة من اجتماعات “آستانا” حول الأزمة السورية، في العاصمة الكازاخستانية.

وأكدت الخارجية الكازاخستانية اكتمال وصول كافة الوفود.

ويشارك في المحادثات؛ المبعوث الأممي الخاص إلى سوريا، “ستافان دي ميستورا”، كما يشارك مراقبون عن المفوضية العليا لشؤون اللاجئين في “الأمم المتحدة”، واللجنة الدولية للصليب الأحمر، إضافة إلى ممثلي الدول الثلاث الضامنة: “روسيا وتركيا وإيران”.

وأجريت لقاءات ثنائية وثلاثية بين مختلف الأطراف المشاركة في الاجتماع، على أن تعقد الجلسة العامة، اليوم.

واستضافت العاصمة الكازاخستانية، “آستانا”، منذ كانون ثان/يناير من عام 2017، تسعة اجتماعات حول الأزمة في “سوريا”، فيما عُقد الاجتماع العاشر في مدينة “سوتشي” الروسية، أواخر حزيران/يوليو الماضي، بصيغة “آستانا”.

الوضع السوري يتحسن تدريجيًا..

ونقلت وكالة (سبوتنيك) الروسية، عن مبعوث الرئيس الروسي إلى سوريا، “ألكسندر لافرينتيف”، قوله أنه: “يوجد العديد من الأسئلة المطروحة للنقاش، ولكن الوضع في الجمهورية العربية السورية يتحسن تدريجيًا نحو الاستقرار”.

وأضاف: إن العديد من المسائل ستبحث في هذه الجولة، من بينها اللجنة الدستورية واللاجئين والأوضاع في “إدلب”.

وقال “لافرينتيف”، للصحافيين: “سيتم بحث اللجنة الدستورية، والوضع في إدلب، ووضع اللاجئين، ومواجهة الإرهاب”.

إقامة منطقة منزوعة السلاح تحتاج وقت..

وخلال مؤتمر صحافي أجراه في اليوم الأول من أعمال “آستانا-11″، أعلن “لافرينتييف” أن إقامة منطقة منزوعة السلاح في “إدلب” تحتاج إلى وقت إضافي، مؤكدًا استعداد “موسكو” لمساعدة المعارضة في تطهيرها من (النصرة).

وقال، حول التسوية السورية؛ إن المجتمعين أكدوا استقرار الوضع في المناطق الخاضعة لسيطرة الحكومة السورية، بما فيها جنوب البلاد على الحدود مع “العراق”.

وأضاف: أننا “نأمل في أن تتمكن الفصائل المسلحة للمعارضة السورية المعتدلة من ضبط الوضع في هذه المنطقة المضطرة بأنفسها، وإذا اقتضت الضرورة، فإننا مستعدون لتقديم مساعدتنا، بما في ذلك مع إشراك القوات الحكومية”.

يوجد 15 ألف عنصر من “النصرة” في “إدلب”..

مشيرًا إلى وجود أكثر من 15 ألف عنصر من (النصرة) في “إدلب”، مؤكدًا على أن محاربة (النصرة)، وغيرها من التشكيلات الإرهابية، ستتواصل حتى القضاء التام عليها.

وأضاف أن “اتفاق مناطق خفض التصعيد” لا يزال متماسكًا رغم بعض الخروقات التي وقعت مؤخرًا لا سيما في مدينة “حلب”، فقد تعرضت، يوم 24 تشرين ثان/نوفمبر الجاري، لقصف المسلحين بقذائف محشوة بـ”غاز الكلور”، وفق “وزارة الدفاع الروسية”.

وطالب “لافرينتييف”، منظمة حظر الأسلحة الكيميائية، بإجراء تحقيق دقيق في ملابسات الهجوم وإرسال خبرائها على الفور إلى الأحياء المستهدفة في المدينة لفحصها وتوثيق حقيقة خرق القانون الإنساني الدولي هناك.

آمال في النجاح لتشكيل لجنة صياغة الدستور..

وأعرب عن أمله في أن تنجح الأطراف المشاركة في تشكيل “لجنة صياغة الدستور السوري”، مهمتها في أسرع وقت كي تكون لجنة آلية مستقرة وفعالة لا تنهار بعيد تشكيلها.

وأكد “لافرينتييف” أن الدول الثلاث، الضامنة لمسار “آستانا”، تبذل جهودًا من أجل مساعدة المبعوث الأممي الخاص إلى سوريا، “ستيفان دي ميستورا”، في اختيار نمط عمل يتيح إنتقاء قائمة المجتمع المدني للجنة وإطلاق العملية السياسية في البلاد.

تفاهمات جديدة حول الأسرى..

وبخصوص تبادل الأسرى والمحتجزين بين الحكومة السورية والمعارضة، قال “لافرينتييف” إن خبراء عملية “آستانا” يعملون على التوصل إلى تفاهمات جديدة بهذا الشأن، متوقعًا تنظيم جولة تبادل جديدة تشمل 50 – 60 شخصًا، في غضون الأشهر المقبلة.

وفيما يتعلق بموضوع عودة اللاجئين السوريين، أعلن “لافرينتييف” أن الدول الضامنة تعمل بالتعاون مع المنظمات الدولية لعقد مؤتمر دولي حول اللاجئين.

وتوقع “لافرينتييف” عقد جولة جديدة لاجتماعات “آستانا”، نهاية كانون ثان/يناير المقبل.

صعوبات أمام تشكيل اللجنة الدستورية..

فيما، أعلن مصدر في الوفد الروسي إلى محادثات “آستانا” حول “سوريا”، أن تشكيل “اللجنة الدستورية السورية” يتم بصعوبة، معربًا عن أمله في الموافقة على قائمة أعضائها قبل نهاية العالم الجاري.

ونقلت وكالة (إنترفاكس كازاخستان)، عن مصدر مطلع على سير جولة المحادثات، قوله: “عملية تشكيل اللجنة الدستورية تتم بصعوبة من كلا الجانبين. ولا نريد الإستعجال في هذا الأمر، وسنسعى لإقرار قائمة أعضاء اللجنة الدستورية مع حلول نهاية العام الجاري”.

وأضاف: “لقد تمت الموافقة على 75% من قائمة الأعضاء، ويتعين علينا حاليًا الموافقة على 15 أو 16 مرشحًا لعضوية اللجنة من ممثلي المجتمع المدني”.

وأعرب رئيس وفد المعارضة السورية إلى محادثات “آستانا”، “أحمد طعمة”، عن أمله في تحقيق تقدم بشأن تشكيل “اللجنة الدستورية” وملف المعتقلين خلال هذه الجولة من المحادثات​​​.

وقال “طعمة”، عقب إنتهاء اليوم الأول من المحادثات: “أملنا أن يحقق مؤتمر (آستانا) في هذه الجولة من المفاوضات إنجازًا ما، لأن تحقيق أي إنجاز يدفعنا قدمًا للتفاؤل، وبنفس الوقت يدفع الناس إلى التفاؤل وبالتالي يتفاعلون مع الحلول السياسية”.

وأشار “طعمة” إلى أنه “مع نهاية اجتماعات اليوم الأول، حتى الآن يبدو أنه لا يزال الأمر، (المتعلق باللجنة الدستورية)، فيه شيء من الصعوبة”.

وأوضح أن: “نقطة الخلاف الرئيسة تتعلق بالثلث الثالث الخاص بالسيد دي ميستورا، (المبعوث الأممي الخاص إلى سوريا)… نحن نأمل بأن يتم حل هذا الموضوع، اليوم الخميس، لأن النقاش لم ينته بهذه المسألة أمس، وإنما سيتجدد النقاش حول هذه المسألة غدًا.. صحيح أن الأمور لا تزال فيها صعوبة، لكن لدينا أمل”.

ملف الإفراج عن المعتقلين يشهد بطئًا..

وبخصوص ملف المعتقلين، قال “طعمة”: “نحن نريد أن نصل إلى حل من خلال مجموعة العمل، فيما يتعلق بالإفراج عن كل المعتقلين. هذا الملف يشهد بطئًا”، مشيرًا إلى أن مجموعة العمل عقدت ستة اجتماعات، ومع ذلك “حتى الآن لم نصل إلى إنجاز الآلية التي بموجبها يتم الاتفاق على الإفراج عن المعتقلين”.

وطالب: “بالإفراج الفوري عن المعتقلين، وخصوصًا عن السيدات منهم والأطفال، لأن هذه مسؤولية إنسانية”.

دون مستوى الطموحات..

وعن تقييم المعارضة لمسار “آستانا” والنتائج التي خرجت عنه، قال “طعمة” إن: “ما نُجم عنه كان دون مستوى طموحاتنا، ولكن ميزة مسار (آستانا) أنه المسار الوحيد الفعال حاليًا”.

قد تكون طريقًا للتسوية السلمية..

فيما قال الأمين العام المساعد لاتحاد القوى السورية، الدكتور “سعد القصير”، إن الجولة الجديدة من محادثات “آستانا” قد تكون طريقًا للتسوية السلمية.

وأضاف “القصير” أن هناك آمالاً معلقة على الاجتماع، في تفكيك تنظيم (جبهة النصرة) الإرهابي، بالإضافة إلى رسم خارطة طريق لمرحلة ما بعد طرد التنظيمات الإرهابية من “سوريا”.

ولفت “القصير” إلى أن الحاضرين في اجتماعات “آستانا” سوف يحاولون الوصول إلى صيغة، يمكن من خلالها إنهاء الوضع الملتبس في “إدلب”، وتفكيك (جبهة النصرة)، خاصة في ظل الرفض الروسي لوجود ما يقرب من أكثر من 20 ألف مسلح في “إدلب” ينتمون للتنظيم الإرهابي.

وتوقع السياسي السوري أن تصل المحادثات إلى صيغة أخرى، تضمن حل أزمة المحتجزين في السجون السورية، والذين سبق أن وعدت “روسيا” خلال الجولات السابقة بمد يد المساعدة في إطلاق سراحهم، مؤكدًا أن المرونة الروسية في هذا الملف، يمكن اعتبارها بادرة حسنة، تمهد لتسوية سلمية للأزمة السورية.

لا يوجد طرح عسكري.. والتصعيد في “حلب” وسيلة ضغط..

وقال دكتور “بسام أبوعبدالله”، أستاذ العلاقات الدولية في “جامعة دمشق”: “إن ما سيدور في جولة المفاوضات الجديدة حول اتفاق سياسي، وتحديدًا الروسي التركي والإلتزام بما تعهدت به تركيا، خاصة ما يتعلق بسحب الجماعات الإرهابية بعمق 15 كيلومتر وفتح طريق حماه حلب وحلب اللاذقية، وليس أي طرح عسكري”.

وأضاف أن التصعيد العسكري الذي حدث في “حلب” يأتي كنوع من أدوات الضغط قبيل المفاوضات لتحقيق مكاسب سياسية.

أخبار ذات صلة

أخبار ذات صلة