28 ديسمبر، 2024 8:32 ص

“آرمان ملي” توجه صرخة لـ”بزشكيان” .. سيدي الرئيس: قم بالخطوة النهائية !

“آرمان ملي” توجه صرخة لـ”بزشكيان” .. سيدي الرئيس: قم بالخطوة النهائية !

خاص: ترجمة- د.محمد بناية:

بلغت ظاهرة تقييّد “الإنترنت” ذروتها خلال السنوات الستة الأخيرة، علمًا أن هذه الظاهرة تعود إلى فترة الثمانينيات. لكن حقيقة الأمر؛ ورغم أننا شاهدنا خلال هذه السنوات حجب منصات: (إيكس) و(يوتيوب) و(فيس بوك)، لكن بدأت عملية التقييّد بشكلٍ واضح وشامل في حزيران/يونيو 2018م، بحظر تطبيق (التلغرام)، وعقب ذلك بأربعة سنوات صدر قرار حجب جميع منصات التواصل الاجتماعي مثل (إنستغرام، وواتس آب)، ثم (كلاب هاوس). بحسّب تقرير “حميد شجاعي”؛ المنشور بصحيفة (آرمان ملي) الإيرانية.

اختلاف وجهات نظر الحكومات المتعاقبة..

وقد اختلفت وجهات نظر الحكومات الإيرانية المتعاقبة تجاه الموضوع؛ فعلى سبيل المثال لم تكن حكومة الرئيس؛ “حسن روحاني”، تميل إلى فكرة تقييّد “الإنترنت”، وقد دفعت أحداث خريف العام 2017م، إلى تقييّد تطبيق (تلغرام) في عهد هذه الحكومة بحكم قضائي.

ثم أعقب ذلك الضغط على؛ “آذري جهرمي”، وزير الاتصالات بحكومة “روحاني” الثانية بهدف حجب جميع شبكات التواصل الاجتماعي. ثم جاء المرحوم؛ “إبراهيم رئيسي”، وكان يتبنى وجهة نظر مختلفة؛ حيث حجت حكومته الشبكات الاجتماعية في آتون تطورات خريف العام 2022م، ولم تبذل الحكومة بعد ذلك أي محاولات تُذكر لإلغاء الحجب والقضاء على المشكلة التي كانت سببًا في انهيار الكثير من الأعمال التي تقوم على الفضاء المجازي.

لكن هذه الرؤية تغيّرت مع صعود؛ “مسعود بزشكيان”، للسلطة؛ حيث كشف عن إدراج هذه الموضوع على قائمة الأولويات المطروحة للحل على المدى القصير، وقد أكد وزير الاتصالات وسائر المسؤولين بالحكومة هذا الموضوع.

لذلك كان من المرتقب وبالنظر إلى رسوخ قناعة الحكومة، حُلت المشكلة في أقصر وقت، لكن كان ينبغي إلغاء حجب جميع مواقع التواصل الاجتماعي دفعة واحدة.

وهي خطوة أثارت تفاؤل الكثيرين الذين تحدثوا عن خطوة الحكومة الكبرى بإلغاء حظر الفضاء المجازي بتوافق وطني.

إلغاء القيود والمخاوف..

(واتس آب وغوغل بلاي) متاح، وتعتبر خطوة الحكومة بإلغاء الحظر إيجابية جدًا، وتعكس عزم الدولة في هذا المسار، لكن المجتمع لم يبدي سعادة على هذا الإجراء، ربما بسبب أنه كان من المتوقع رفع الحظر عن جميع الشبكات دفعة واحدة، إلا أن تحرك “المجلس الأعلى للفضاء الإلكتروني” التدريجي يثبت أنه لا يتحرك للأمام بناء على نهج الحكومة فحسّب، بل إن لديه أيضًا خطة لإلغاء الحجب.

تلك الخطة التي يبدو تنفيذها لا يختلف كثيرًا عن الحجب، الأمر الذي يثَّير سؤالًا بشأن عدم البدء بإلغاء حجب الشبكات الشعبية مثل (إنستغرام) أو (التلغرام)، إذا كان من المقرر التقدم بشكل تدريجي ؟ للإجابة تُجدر الإشارة إلى أن “المجلس الأعلى للفضاء الإلكتروني” ربما اختار إلغاء حظر تطبيق (واتس آب) باعتباره الأقل شعبية بين الإيرانيين حتى يرى طبيعة تعاطي المجتمع مع الموضوع ويقوم بإلغاء حظر باقي المنصات بعد الإحاطة برد الفعل الشعبي.

مع هذا فالأهم من إلغاء حظر (واتس آب) أو سائر المنصات الأخرى، هو شروط “المجلس الأعلى للفضاء الإلكتروني”.

ووفق تصريحات؛ “حسن علي أخلاقي أميري”، عضو اللجنة الثقافية بـ”البرلمان الإيراني”، تشتمل الشروط على (10) سياسات و(30) إجراء، يقول: “سيتم إلغاء حجب المنصات التي تقبل شروط النظام، وبموجب السياسات ذاتها، سيتم تفعيل هذه الخطوات التنفيذية الثلاثين وتنفيذها خلال (14) شهرًا. وبعد (واتس آب) سوف يحين موعد المنصات التالية، وقد بدأت بالفعل المشاورات مع ملاك هذه المنصات”.

والطريف في تصريحات هذا النائب، أنه اشترط على هذه المنصات تسهيل إمكانية الوصول إلى معلومات المستخدمين الإيرانيين.

من جهة أخرى، فقد ساهمت ظروف “المجلس الأعلى للفضاء الإلكتروني” العجيبة في تأجيج الغموض. إذا يتوقف إعادة فتح المنصات مثل (تلغرام) أو (يوتيوب) على النقاشات مع ملاك هذه المنصات والقبول بالقوانين، وفي حالة، ستتم إتاحة هذه المنصات من خلال منافذ داخلية قابلة للإدارة.

بمعنى أن استخدام (التلغرام) أو (اليوتيوب) سيكون متاح عبر منصات داخلية؛ بحيث يمكن السيّطرة على أنشطة المستخدمين.

الفضاء الإلكتروني وقوة الحجب..

تعليقًا على إلغاء حجب بعض المنصات؛ قال “سيد محمود ميرلوحي”، الناشط السياسي الإصلاحي: “وفاء السيد رئيس الجمهورية؛ بوعوده حتى الآن يستدعي الشكر. والحقيقة لدينا في إيران استثمار بشري كبير في حوزة تكنولوجيا المعلومات، وأغلب المؤسسات والشركات تستفيد من هذا الاستثمار على مختلف المستويات. يجب أن نشكر الرئيس (بزشكيان) على البدء بهذه الخطوة الأولى، وإن شاء الله سوف نشهد إلغاء حجب جميع المنصات الاجتماعية والقضاء على هذه المشكلة”.

أخبار ذات صلة

أخبار ذات صلة