خاص : ترجمة – د. محمد بناية :
بدأت تدريجيًا أهداف التطهير وفصل أساتذة الجامعات يتضح. ومؤخرًا حيل دون تدريس الأساتذة ممن كان الطلاب يتنافسون على حضور محاضراتهم. وفصل الأساتذة هو الفصل الأول من مشروع الأصوليين المتشددين، وقد بدأت المرحلة الثانية تدريجيًا بتوظيف الموالين فكريًا لجبهة (ݒايداري) والأصوليين المتشّددين؛ بحسب تقرير “مطهره شفيعي”، المنشور بصحيفة (آرمان ملي) الإيرانية.
المداح “حداديان” في جامعة طهران !
وفي أخبار مثيرة للجدل؛ كشف موقع (انصاف نيوز) بالأمس: “عن استخدام جامعة طهران المداح: “علي أصغر حداديان ناييني”، الشهير باسم: “سعيد حداديان”، للتدريس في الفصل الدراسي الجديد لمرحلة الماجستير”.
ويبدو أنه سيقوم بتدريس مقرر تحليل نصوص الصمود المنظومة. وقد بدأ “حداديان” بالتردد على “جامعة طهران”؛ حسّبما ذكر خبر وكالة أنباء (تسنيم)، وفيه: “الحاج “سعيد حداديان” من المداحين المتعلمين، وشغل مدة سنوات منصب مسؤول مكتب الأدب والفن بديوان مقام المرشد في جامعة طهران”.
وبعد تداول الخبر؛ أوضح الدكتور “عبدالرضا سيف”، رئيس كلية الآداب بـ”جامعة طهران”: “حصل “سعيد حداديان”؛ منذ العام 2017م، على تصريح ممثلية مقام المرشد بالجامعات، للقيام بتدريس مقرر الثورة الإسلامية والتعرف على الدفاع المقدس بكليات جامعة طهران كمدرس زائر. وسوف يقوم بوصفه مدرس زائر بتدريس مباديء أدب الصمود وتحليل أشعار الصمود بكلية الآداب والعلوم الإنسانية”.
وقد أثار الخبر موجة انتقادات؛ حيث غرد مساعد وزير الرياضة بالأمس؛ على الموضوع وكتب: “ما حاجة شخص يحظى بالتأثير يضاهي عشرات أساتذة الجامعات، ومن الشخصيات الهامة في الثقافة العامة، للتدريس بالجامعة ؟.. ماذا ستضيف له الجامعة ؟”.
تعييّن بجذور قديمة..
لا يبدو أن هذا التعيّين هو مخطط اليوم أو الأمس، وإنما ثارت من قبل شائعات تعييّن “حداديان” كأستاذ جامعي. ويحرص طيف “حسین شريعتمداري”؛ وأنصاره على تنفيذ هذا الموضوع، وقد سّعى هذا التيار في فترة حكم “أحمدي نجاد” إلى تصعيد هذا المداح إلى رتبة أستاذ جامعي بذريعة أن الحكومة أصولية؛ وأن “حداديان” من المؤيدين لتلك الحكومة، لكن يبدو أن “نجاد” قد رفض؛ وكذلك صهره “اسفنديار رحيم مشائي” هذا الموضوع.
وفي العام 2011م؛ كتبت صحيفة (انتخاب) الأصولية: “قدم أحد المواقع المقربة من؛ (شريعتمداري)، رئيس تحرير صحيفة (كيهان)، المداح الشهير: “سعيد حداديان” باعتباره أستاذ جامعي ! وحاليًا يقوم (حداديان) بتقديم دروس غير جامعية بعنوان (سلسلة نقاشات حول الصلاة)، بالطابق الثالث في كلية الآداب جامعة طهران”.
“نجاد” لم يفعل.. “رئيسي” فعل !
كما سبقت الإشارة؛ فقد فشلت جهود جلوس “حداديان” على مقعد أستاذ الجامعة في عهد “أحمدي نجاد”، لكن تكللت هذه الجهود بالنجاح في عهد؛ “إبراهيم رئيسي”، لكن كيفية تعامل “حداديان” مع رئيس الجمهورية الحالي مثير للتأمل بالفعل.
ففي العام 2017م؛ وحين كان “حسن روحاني”؛ وعلى مشارف انتخابات رئاسة الجمهورية كتبت صحيفة (انتخابات) الأصولية: “ظهر حجة الإسلام؛ رئيسي، بشكلٍ غير متوقع في حفل المداح: سعيد حداديان، في مهدية الإمام حسن مجتبى، بمناسبة ليلة ميلاد السيد علي الأكبر عليه السلام. ويُعتبر حداديان من جملة أنصار رئيسي، الذي كان قد طلب إليه العمل بشكلٍ أكثر ثوري”.
لكن بعد وصوله إلى السلطة؛ سّعى “حداديان” إلى تقديم نفسه بشكلٍ مختلف ونقد رئيس الجمهورية. آنذاك كتبت صحيفة (آفتاب نيوز) الإصلاحية: “المداح الشهير بالتناقض؛ حداديان، ادعى زيادة عوائد الحكومة من مبيعات النفط، ومع هذا يزداد الفارغ في موائد المواطنين، فأين تذهب هذه الأموال ؟.. ألا يمكن نزول سعر الأرز بهذه الأموال ؟.. كما انتقد في العام نفسه موقف الحكومة خلال فترة إغلاق الحدود، وقال: لأي سبب تُغلق الحدود، ألا يجب أن نملك بطانية ونعطيها إلى زائر الإمام الحسين ؟.. وقد أثار تحول هذا المؤيد إلى نقاد الشكوك في ذهن المتلقي باللجوء إلى هذا الأسلوب لتحقيق مطالبه”.