“آرمان ملي” تكشف حجم .. الدبلوماسية الاقتصادية الإيرانية في قلب “إفريقيا”

“آرمان ملي” تكشف حجم .. الدبلوماسية الاقتصادية الإيرانية في قلب “إفريقيا”

خاص: ترجمة- د. محمد بناية:

تُعرف القارة الإفريقية بما تمتلك من مصادر غنية بأرض الفرص؛ والتي لطالما كانت ولا تزال محل اهتمام وتنافس القوى العالمية الكبرى. بحسّب ما استهل “علي مرتضوي شريف”؛ خبير الشأن الدولي، مقاله التحليلي المنشور بصحيفة (آرمان ملي) الإيرانية.

و”إفريقيا”؛ هي ثاني أكبر القارات من حيث المساحة، والثانية من حيث عدد السكان البالغ: (1.33) مليار نسمة. وتُشّكل بما تمتلك نسبة: (18%) من مجموع الكتلة الشبابية في العالم.

جلسات التعاون “الإيراني-الإفريقي”..

وقد بينّت السياسات الإيرانية مع القارة الإفريقية على تطوير العلاقات الاقتصادية، ومن هذا المنطلق بدأت بالأمس جلسات التعاون “الإيراني-الإفريقي”؛ بحضور الرئيس؛ “مسعود بزشكيان”، وعدد من المسؤولين الأفارقة.

تلك الجلسات التي تعكس قطع “إيران” طريقًا طويلًا جدًا، للوصول إلى النقطة المطلوبة في التعاون مع “إفريقيا”.

وعليك أيها القاريء أن تأخذ في الاعتبار دعوة دول غير إفريقية من “آسيا وأوروبا وأميركا” للمشاركة رُغم أن عنوان الاجتماع: “التعاون بين إيران وإفريقيا”، ويُعتبر بعضها منافسًا لـ”الجمهورية الإيرانية” مثل: “بريطانيا، وتركيا، والإمارات، وروسيا، والسعودية، وكوريا الجنوبية، وأستراليا، والنرويج” وغيرها.

والأسوأ من ذلك؛ أن واحد من مدراء إحدى شركات البتروكيماويات المهمة، قد بدأ بحضور الضيوف الأفارقة، في التعريف بالمنافسين لـ”الجمهورية الإيرانية” في السوق الإفريقية ! وكأن بعض مدراء الشركات الحكومية وشبه الحكومية لا يعرفون أبجديات التجارة، بينما القوى العالمية تعمل سريعًا على إنشاء بُنية تحتية وتقوية علاقاتها في “إفريقيا”.

وقد شارك في هذه الجلسة نائب رئيس “جمهورية زيمبابوي”، ووزير التجارة التونسي، ووزير الصناعة والتعدين بدولة “بوركينا فاسو”، ومساعد وزير الزراعة بدولة “سيراليون”؛ كممثلين رفيعي المستوي عن الحكومات الإفريقية؛ بينما أثار غياب مندوبي الدول صاحبة أكبر عشر اقتصاديات في “إفريقيا” التعجب !

ضعف الدبلوماسية الاقتصادية الإيرانية..

وانخفاض مستوى المشاركين من الدول الإفريقية، يعكس ضعف الدبلوماسية الاقتصادية الإيرانية، الأمر الذي يستّدعي إعادة النظر في الاستراتيجيات البيّنية. والنتائج الضعيفة للدبلوماسية الإيرانية الاقتصادية في “إفريقيا”، يبَّرز في حجم التجارة الإيرانية مع “إفريقيا”، التي تُشّكل حتى الآن نسبة: (3%) فقط من الصادرات، و(10%) من الواردات، بما لا يتجاوز مبلغ: (800) مليون دولار، ووفق وزير الصناعة والتجارة.

وانعدام المعلومات عن القُدرات العامة الاقتصادية للقارة الإفريقية دفع الوزير؛ “محمد أتابك”، للحديث برؤية متفائلة وفخر عن التخطيط للوصول إلى مبلغ: (10) مليار دولار سنويًا في التجارة مع ثاني أكبر قارة في العالم من حيث الكثافة السكانية؛ بينما بلغ حجم التجارة الإيرانية مع “العراق”؛ خلال العام الماضي: (12) مليار دولار.

وكانت القوى الناشئة مثل “الصين، والهند، وتركيا، والإمارات”؛ قد تمكنت خلال السنوات الأخيرة مع أفول القوى الاستعمارية السابقة، من امتلاك حصة مناسبة من السوق الإفريقية عبر تبّني استراتيجية صحيحة تقوم على المعرفة في ضوء النمو الاقتصادي السريع للعديد من الدول الإفريقية.

كذلك لـ”الاتحاد الأوروبي” مكانة هامة في التجارة الإفريقية نتيجة العلاقات التاريخية والاستثمارات الكبيرة في قطاعات الزراعة والتعدين والطاقة المتجدَّدة.

حجم استثمارات القوى المنافسة مع القارة السمراء..

وتحولت “الهند”؛ من خلال التركيز على واردات المصادر الطبيعية؛ (مثل النفط، والماس، والفلزات)، وتصدير المنتجات الدوائية وتكنولوجيا المعلومات، إلى شريك رئيس للقارة الإفريقية؛ حيث بلغ حجم التبادل التجاري الهندي مع “إفريقيا”؛ خلال الأعوام الأخيرة، نحو: (100) مليار دولار، وتوسيّع دائرة الاتفاقيات النقدية المباشرة (باستخدام الروبية) للحد من الاعتماد على الدولار أيضًا.

كذلك تتعاون “الولايات المتحدة” مع دول مثل: “نيجيريا وأنغولا وإفريقيا الجنوبية” في مجال الطاقة (كالنفط والغاز) والتكنولوجيا.

كما شمل التعاون بين “الولايات المتحدة” والدول الإفريقية مؤخرًا مشروعات الأمن الغذائي، ومكافحة التغيَّيرات الإقليمية.

بدورها تتعاون “روسيا” مع دول مثل: “مصر، وإفريقيا الجنوبية، والسودان”، من خلال التركيز على مبيعات السلاح، والتعاون النووي، والمشاركة في مشاريع المعادن (مثل الألماس والذهب).

وتعمل القوى الكبرى سريعًا على احتكار وتطوير وجودها في السوق الإفريقية، بينما واجهت التجارة الإيرانية مع “إفريقيا” تراجع بنسبة: (50%) خلال العام 2023م.

ختامًا نأمل أن يتمكن المسؤولون عن الدبلوماسية الاقتصادية في “إفريقيا”، من تثبيّت مكانة “إيران” في “إفريقيا” باعتبارها شريك اقتصادي رئيس، من خلال التخطيط الذكي، والدبلوماسية الفعالة.

أخبار ذات صلة

أخبار ذات صلة