خاص: ترجمة- د. محمد بناية:
من غير الواضح طبيعة ما جرى في اللقاء الذي جمع الرئيس الأميركي؛ “دونالد ترمب”، ورئيس الوزراء الإسرائيلي؛ “بنيامين نتانياهو”، بحيث خرج الأول للحديث في مؤتمر صحافي عقب اللقاء عن مقترح تهجيّر الغزاويين. بحسّب تقرير “إحسان اسقايي”؛ المنشور بصحيفة (آرمان ملي) الإيرانية.
وفقًا لهذه الخطة، ينوي “ترمب” التعامل مع “غزة” مثل مشاريع العقارات؛ حيث يُخطط لشرائها ثم إعادة بنائها وتعديلها لصالح “الولايات المتحدة”، ونفسه، و”إسرائيل”، وقال: “أتعهد بشراء وامتلاك قطاع غزة، وربما أمنج أجزاء من القطاع لدول الشرق الأوسط لإعادة بنائها”.
وادعى بحسّب وكالة أنباء (رويترز)، أنه يرغب في تحويل “غزة” إلى موقع جيد للتنمية المستقبلية. كما أعلن نيته لقاء ولي العهد السعودي؛ “محمد بن سلمان”، والرئيس المصري؛ “عبدالفتاح السيسي”، ويتوقع أن يقبل كلاهما باستضافة المهجرين الفلسطينيين.
وقبل ذلك؛ كان “ترمب” قد طالب بإخلاء كامل “قطاع غزة”، وتهجيّر سكانه بشكلٍ إجباري إلى الدول العربية المجاورة وسيّطرة “الولايات المتحدة” على هذه المنطقة.
السخرية من مشروع “ترمب”..
أثار الإعلان عن هذا المشروع ردود فعل واسعة على المستوى الدولي؛ ففي “الولايات المتحدة” أعلنت “الخارجية الأميركية”، أن “ترمب” كان يقصد أنه لا بُدّ من إخلاء “غزة” في البداية، حتى يتسّنى إعادة إعمارها.
لكن تأكيده مجددًا على شراء وامتلاك هذه المنطقة؛ قد أثار ردود فعل واسعة النطاق. فأدان المستشار الألماني؛ “آولاف شولتس”، هذا المشروع ووصفه: بـ”الفضيحة”. بدوره قال الرئيس التركي؛ “رجب طيب إردوغان”، تعليقًا على المشروع: “عديم القيمة. هذا كلام فارغ تمامًا، لا يمكن لأحد فرض نكبه أخرى على فلسطين”.
كفاك جنونًا !
دان القيادي في (حماس)؛ “عزت الرشق”، تصريحات الرئيس الأميركي، واعتبارها دليلًا على: “جهله العميق بفلسطين والمنطقة”.
وكتب زعيم (التيار الصدري) العراقي؛ “مقتدى الصدر”، مخاطبًا “ترمب”: “كفاك جنونًا وغطرسة.. فسمعة دولتك، وشعبك، وديمقراطيتك على المحك”.
وأعلنت “الخارجية المصرية”، تعارض تصريحات “ترمب” مع جهود وقف الحرب على “غزة”، وأن أي محاولة لتهجيّر الفلسطينيين إلى “مصر والأردن” أو “السعودية”، مرفوضة تمامًا.
كذلك عارضت “فرنسا” بوضوح مشروع “ترمب”، ووصفته: بـ”الانتهاك الخطير للقوانين الدولية”، واعتبرته: “هجومًا على تطلعات الشعب الفلسطيني”.
بدورها قالت “إيران” إن هذا المشروع غير قابل للتطبيق ويتعارض وحقوق الشعب الفلسطيني.
مشروع فاشل..
قال “حسن هاني زاده”؛ خبير شؤون العالم العربي: “طرح (ترمب) في العام 2017م، مشروع (صفقة القرن)؛ مما أثار ردود فعل متباينة من جانب العرب. واضطرت دول الخليج، تحت ضغوط وتهديدات أميركية، إلى تطبيع العلاقات مع إسرائيل، لكن هذه العملية بقيت عند مستوى منخفض جدًا. ومع هزيمة (ترمب) في انتخابات 2020م، لم تكتمل هذه الخطة. الآن، يعتبر (ترمب) أن فوزه المحتمل في الانتخابات القادمة يعتمد على دعم إسرائيل، ولهذا السبب، طرح فكرة جديدة تقتضي نقل سكان غزة قسرًا إلى الأردن ومصر، اللتان رفضتا هذه الخطة، كما أعربت الجامعة العربية والدول الأوروبية عن معارضتها لها”.
وأضاف: “تؤكد الدول العربية والغربية على ضرورة تنفيذ حل الدولتين بناءً على قرارات مجلس الأمن، وأن للشعب الفلسطيني الحق في دولة مستقلة وعاصمتها القدس. لذلك، فإن التهجير القسّري للفلسطينيين من غزة يتعارض مع قرارات الأمم المتحدة”.
كذلك أكد هذا الخبير: “أثبت (ترمب) بأطروحات على شاكلة معاقبة محكمة العدل الدولية، أن يعمل متأثرًا تمامًا بالسياسات الإسرائيلية، لكن هذا التوجه يواجه يومًا بعد آخر سخرية ومعارضة متزايدة من المجتمع الدولي”.
ختامًا؛ واجهت خطة “ترمب” الجديدة لشراء “غزة” وتحويلها إلى منطقة متطورة، ردود فعل عالمية شديدة؛ حيث تعتبر العديد من الدول هذه الخطة غير قانونية وغير قابلة للتنفيذ، وتعتقد أن النقل القسّري للفلسطينيين من “قطاع غزة” يُمثل انتهاكًا صارخًا للقوانين الدولية.
ويتوقع الخبراء أيضًا أن تفشل هذه الخطة، مثلها مثل خطط “ترمب” الأخرى المتعلقة بـ”فلسطين”.