“آرمان ملي” ترصد .. استراتيجية السياسة الخارجية الإيرانية الجديدة

“آرمان ملي” ترصد .. استراتيجية السياسة الخارجية الإيرانية الجديدة

خاص: ترجمة- د. محمد بناية:

تلعب “مصر”؛ رُغم انعدام العلاقات الدبلوماسية مع “إيران”، دورًا هامًا في الوسّاطة وتسهيّل الاتصالات الإقليمية. بحسّب ما استّهل “محمد مهدي مظاهري”؛ محلل الشؤون الدولية، تحليله المنشور بصحيفة (آرمان ملي) الإيرانية.

وفي هذا الصدّد؛ زادت زيارة “عباس عراقجي”، وزير الخارجية إلى “مصر” من قوة التكهنات بشأن احتمال تدخل “القاهرة” في المسّاومات بين “إيران” و”الولايات المتحدة الأميركية”؛ بالنظر إلى قوة التحالف “المصري-الأميركي”.

الملاحظة الأخرى؛ تتعلق بتأكيد “الجمهورية الإيرانية” المستَّمر على ضرورة عدم ربط المفاوضات النووي بالقضايا الإقليمية.

من ثم؛ تتقدم السياسة الإقليمية الإيرانية الجديدة على إبرام “اتفاق نووي” بالتوازي مع عقد اتفاقيات سياسية مع الأطراف الإقليمية المهمة مثل: “السعودية وتركيا ومصر”، التي تتخوق من التداعيات الأمنية للبرنامج النووي الإيراني.

إدارة مخاوف دول المنطقة..

وفي هذا الصدّد يبدو أن زيارة “القاهرة”، عقب زيارات وزير الخارجية إلى “الرياض وأنقرة”، هي بمثابة مسّعى لإدارة هذه المخاوف أو على الأقل توجيه رسالة تتضمن التأكيد على اهتمام “إيران” بالأبعاد الإقليمية للمفاوضات، وتسعى في إطار حل مشكلتها النووية، إلى بلورة مبارة تعاونية بنتيجة غير صفرية في النقطة.

كما التقى وزير الخارجية؛ على هامش زيارة “القاهرة”، مع “رفائيل غروسي”؛ مدير عام “الوكالة الدولية للطاقة الذرية”، وهو لقاء يحظى بالأهمية في حد ذاته.

لقاء “غروسي” في القاهرة..

واختيار “القاهرة” لاستضافة هذا اللقاء بدلًا من “فيينا” أو “طهران”، إنما يؤشر إلى عدة نقاط هامة. ويبدو بالدرجة الأولى، إن “إيران” ربما أرادت بهذه الخطوة، توجيه إشارات بشأن استعدادها للتعاون وخفض التوتر مع الوكالة، في أجواء شبه رسمية بعيدًا عن الضغوط المباشرة للمفاوضات النووية.

وقد شهدت الأيام الماضية، انتشار تقارير الوكالة السلبية بخصوص البرنامج النووي الإيراني، والتعبير عن القلق من تسريع وتيرة التخصيّب بنسبة: (60%). وانتشار هذا التقرير في آتون المفاوضات “الإيرانية-الأميركية”، إنما يؤشر إلى مسّعى المدير العام للوكالة الدولية و(الترويكا الأوروبية) للتراجع عن استياءها من تجاهلها في المفاوضات النووية مع “إيران”.

وفي هذا الصدّد سّعى وزير الخارجية الإيراني للتأكيد مجددًا على أهمية ومكانة “الوكالة الدولية للطاقة الذرية” عبر لقاء “غروسي” في “مصر”، وهو المسّار الذي يقضي على الغموض ويُمهد لاتفاق محتمل مستقبلًا، ويقوي دور الوكالة التفتيشي.

أهمية التوجه إلى “بيروت”..

من جهة أخرى؛ تكتسّب زيارة “عراقجي”؛ إلى “لبنان”، أهمية خاصة؛ لا سيّما مع التغييّرات الأساسية التي طرأت على علاقات البلدين في ضوء تطورات مع بعد الحرب “اللبنانية-الإسرائيلية”، واستشهاد السيد “حسن نصر الله”، وانتخاب رئيس جديد للبلاد.

وحاليًا يقف تعلق “بيروت”؛ بـ”الولايات المتحدة”، بهدف السيّطرة على هجمات الجيش الإسرائيلي التي تستهدف الأراضي اللبنانية، وضغوط الأطراف الأوروبية والتي تشترط نزع سلاح (حزب الله)، والحد من النفوذ الإيراني، للمشاركة في إعادة إعمار “لبنان”، حجر عثرة كبير على مسّار استئناف العلاقات “الإيرانية-اللبنانية”.

بالتالي يميّل المسؤولون اللبنانيون للمحافظة على العلاقات مع “إيران” في مستوى تحت السيّطرة، بدعوى حاجة “لبنان” إلى الاستقرار وإعادة الإعمار.

في ضوء ما تقدم يبدو أن زيارة وزير الخارجية الإيراني إلى “لبنان”، كانت بمثابة مسّعى لإحباط الضغوط والحيلولة دون فتور العلاقات “الإيرانية-اللبنانية”. بعبارة أخرى، يسّعى جهاز الدبلوماسية الإيراني للمحافظة على العلاقات الدبلوماسية، والتأكيد على التعاون الاقتصادي، ومسألة إعادة إعمار “لبنان”، عبر المحافظة على علاقات “إيران” الإيجابية مع هذا البلد الهام في الشرق الأوسط.

إدارة الملفات الحساسة بوقت واحد..

بشكلٍ عام؛ وبالنظر إلى رحلات وزير الخارجية الإيراني الإقليمية الأخيرة، يُمكن تحديد أهداف ومصالح أشمل في السياسة الخارجية الجديدة لـ”إيران”؛ إذ تُدير “الجمهورية الإيرانية” حاليًا عدة ملفات دبلوماسية حساسة في وقتٍ واحد، بما في ذلك المفاوضات النووية والملفات الإقليمية.

وتعكس هذه الزيارت سعى جهاز السياسة الخارجية الإيرانية، لخلق روابط وتآزر بين هذه الملفات وتعزيز مصالح البلاد على الجبهتين، وكذلك إبراز قدرة “إيران” على المناورة والمرونة الدبلوماسية؛ حيث تُحاول “طهران”، من خلال اختيار وجهات غير تقليدية للزيارات المهمة، استغلال قدراتها الدبلوماسية المتنوعة.

وأخيرًا؛ تسهيل المفاوضات النووية وإزالة العقبات؛ وتمهيد الطريق للوصول إلى اتفاق مرضي في المجال النووي.

أخبار ذات صلة

أخبار ذات صلة