خاص : ترجمة – د. محمد بناية :
لطالما شكى الأصوليون في “إيران” من عدم العثور على الحلقة المفقودة، وعجزوا عن القضاء على هذه المشكلة والتخلص من كعب أخيل؛ بحسّب “حميد شجاعي”، في التقرير التحليلي المنشور على موقع (آرمان ملي) الإيراني.
وتوضح الدورات الانتخابية المختلفة بداية من عقد التسعينيات مسألة هامة؛ وهي أن الأصوليين كانوا في أغلب الحالات على مقربة من الاتفاق بخصوص تعدد المشاكل نتيجة انعدام (الوحدة) وأن تقدم أكثر من مرشح في الانتخابات الرئاسية المختلفة، وكذلك عدم وجود قائمة موحدة في الانتخابات البرلمانية، أتاح الفرصة في الغالب للتيار المنافس. والفوز في فترات قليلة إمام بسبب عزوف التيار المنافس عن المشاركة أو رفض صلاحية المتقدمين، وتشكيل الأغلبية البرلمانية، فقد تسببت الخلافات الداخلية في القضاء على الوحدة الهشة بين الأصوليين.
على سبيل المثال في الدورة السابعة من الانتخابات البرلمانية؛ والتي اقترنت برفض صلاحية بعض الإصلاحيين، تمكن الأصوليين من تحقيق الأغلبية وكذلك الحال في الانتخابات البرلمانية التاسعة والحادية عشر.
وقد تبنى نفس التوجه “مجلس تحالف قوى الثورة”، و”مجلس الوحدة”، وجبهة (ݒايداري)، وتيار “قاليباف”، والأصوليين المعتدلين، وحزب (المؤتلفة)، وحتى الفصائل التي من المحتمل أن تُشارك بشكلٍ مستقل في الانتخابات، ما أدى إلى انتظار وفق روايات الأصوليين أنفسهم تحركات واستعدادات الأحزاب والفصائل المختلفة داخل هذا المعسكر السياسي للانتخابات المقبلة؛ رغم بقاء أقل من 06 أشهر، حيث برزت عدة قوائم انتخابية.
وتحالف أنصار “قاليباف” الهش مع جبهة (ݒايداري) في الانتخابات البرلمانية السابقة؛ حيث لم يكن للتيار المنافس وجود قوي، لم يستمر لأكثر من عام، حيث برزت الاختلافات داخل برلمان الأصوليين بشكلٍ أسرع من المتوقع وما تزال مستمرة.
لذا يبدو أن على بعض الوجوه الأصولية المطروحة البحث عن حلول للخلافات الحزبية الداخلية، وانعدام الوحدة، والتشّتت حتى لا يأتي يوم يخرج فيه اثنين من هذا التيار ويدعون الاستقلال.
التيارات الجديدة لا تمتلك جذور..
علق “أمير رضا واعظي آشتياني”؛ الناشط السياسي الأصولي، على هذه الخلافات الداخلية بالتوازي مع اقتراب موعد الانتخابات، قائلًا: “جزء من هذه الخلافات يرتبط بحصص الفصائل عديمة الجذور؛ حيث يمتلكون حصص كبيرة. وهناك جزء آخر يتعلق بالأنانية. هذه الخلافات كانت موجودة قديمًا، لكن طفت على السطح في هذه الدورة الانتخابية، وتنحو باتجاه قناعة الأحزاب الأصولية بتقديم قوائم منفصلة”.
ولا يمكن إنكار أهمية دور المال والثروة؛ ومن المحتمل دخول البعض للبرلمان من خلال تقديم المال. وحين يمتلك تيار معين الإمكانيات أو المال الكافي للدعاية، فإنه يستطيع القضاء على الجدارة والكفاءة.
مضيفًا: “وأعتقد أنه لو لم يتوحد الأصوليين في الانتخابات، فالمؤكد سيواجهون تحديًا فيما يخص الأصوات؛ وليس الأمر كما لو أن فصيل يستطيع القول: إذا دخلت وحدي، فسوف أفوز في الانتخابات. مع هذا يعتقد آخرون في ضرورة الدخول بقائمة منفصلة خوفًا من عدم الفوز. لكن لو لم يتمكن الأصوليون من التوحد فإن عليهم تقبل التحديات”.
واعترف عضو حزب (المؤتلفة): “بعض الأحزاب التي برزت فجأة في التيار الأصولي لا تمتلك جذور، وتُريد من مضاعفة حصصها بالمسّاومة”.
نتائج الانتخابات البرلمانية تؤثر على رئاسة الجمهورية..
صرح “غلام علي حداد عادل”؛ رئيس تحالف (قوى الثورة) في إطار الحديث عن انتخابات العام الجاري: “لم يتبلور الفضاء الانتخابي في البلاد حتى الآن؛ حيث تفصلنا مدة كبيرة عن الانتخابات، وبالنظر إلى القانون الجديد وإضافة جزئية تسجيل أسماء المرشحين، فقد بدأت فقط عملية تسجيل الأسماء، لكن لا يمكن حتى الآن تقديم تصريحات واقعية عن الفضاء السياسي للدولة. لكن المقطوع به أن نتائج الانتخابات البرلمانية سوف تؤثر على الانتخابات الرئاسية، مع هذا لا يمكنني القول بحسّم الآن أن أي تيار يفوز بالانتخابات البرلمانية سيفوز بالانتخابات الرئاسية، لكن بالنظر إلى التجارب السابقة، فالفوز في الانتخابات البرلمانية يُمثل مؤشر”.
وعن الاستعدادات السياسية للأحزاب المختلفة أضاف: “نحن نشعر في هذه الدورة الانتخابية بتعدد القوائم المختلفة بشكلٍ كبير. وأنا اعتقد أن بعض الأحزاب في التيار الإصلاحي سوف تشارك في الانتخابات، مثل كوادر البناء، والاعتدال، وربما يتفق الاعتداليون مع بعض الأحزاب الإصلاحية الأخرى ويشاركون بقائمة مشتركة، وربما كشف السيد نوبخت، أثناء المشاركة في برنامج (الصف الأول) عن توجه هذا التيار في الانتخابات المقبلة. كذلك من المحتمل أن تشارك جبهة (ݒايداري) وتيار المطالبون بالعدالة وتقديم قائمة، ومن ثم سوف نشهد منافسة بين الأحزاب المختلفة”.