20 سبتمبر، 2024 12:04 ص
Search
Close this search box.

“آرمان ملي” الإيرانية .. وقف إطلاق النار في “غزة” مقدمة عودة المفاوضات النووية !

“آرمان ملي” الإيرانية .. وقف إطلاق النار في “غزة” مقدمة عودة المفاوضات النووية !

خاص : ترجمة – د. محمد بناية:

تسّارعت وتيرة التطورات “الحربية-الدبلوماسية” في المنطقة، وكما قال “محمد جواد ظريف”؛ أثناء تصّديه للخارجية الإيرانية: “تختلف أميركا اليوم عن الغد”، ولا شك أن التطورات الإقليمية هي السبب في هذا التغييّر. بحسّب “إحسان أسقائي”؛ في التقرير المنشور بصحيفة (آرمان ملي) الإيرانبة.

والحقيقة أنه غداة اندلاع (طوفان الأقصى) تغيّرت الأجواء الإقليمية عما كانت عليه قبل ساعة من الحرب، ويوميًا تتأثر المعادلات “السياسية-الأمنية” الإقليمية بتطورات العمليات في الأرض المحتلة.

ومن الملفات الهامة التي كانت بمثابة حالة عاجلة لكل دول المنطقة قبيل (طوفان الأقصى)؛ الملف النووي الإيراني، الذي كان يحظى طوال الفترة الماضية باهتمام دول المنطقة؛ خاصة ما يتعلق بالمفاوضات الجادة المباشرة وغير المباشرة حول كيفية العودة إلى “الاتفاق النووي”، وكان القطريون بصدد الشروع في إطلاق خطوة جديدة من المفاوضات غير المباشرة وغير المعلنة بين “إيران” و”أميركا” لحّلحلة الملف النووي “خطوة-خطوة”، وذلك عقب تنفيذ عمليات تبادل السجناء بين الجانبين والافراج عن المصادر المالية الإيرانية، لكن (طوفان الأقصى) سحب جميع الأنظار إلى سواحل “البحر الأبيض المتوسط”.

“أوروبا” بصدد عرقلة “إيران”..

بعد هدوء (طوفان الأقصى)؛ توجهت الأنظار الأوروبية من جديد إلى “الجمهورية الإيرانية” والملف النووي، وسّعت دول (الترويكا الأوروبية)؛ في رسالة توضيحية ضد “إيران” وأخرى إلى أمين عام “الوكالة الدولية للطاقة الذرية”، إلى وضع “إيران” في وقف سلبي من تعهداتها بحسّب “الاتفاق النووي”، وطالبت في التفتيش للحد من تخصّيب (اليورانيوم).

ومن خلال ثنايا البيانات المختلفة يتضح أن “أوروبا” كانت قد اتخذت موقفًا إزاء العقوبات على المجالات العسكرية الإيرانية وأعلنت أنها لن تسّمح بإلغاء هذه العقوبات، بل جدد بيان ثلاث دول أوروبية التأكيد بقرار المحافظة على العقوبات الإيرانية في مجال الأسلحة والصواريخ، وادعت بالمخالفة للقرار رقم (2231)؛ أنها لن تقبل حال قررت “الجمهورية الإيرانية” العودة للالتزام بـ”الاتفاق النووي”.

وأضاف البيان: “بكل أسف، أكد تقرير الوكالة مرة أخرى تجاهل إيران للكثير من تعهداتها وتستمر في الأنشطة النووية. والإجراءات الإيرانية الأخرى، مثل إلغاء تصريح مفتشي الوكالة، إنما يُثبّت قطع التعاون مع الوكالة”.

الدخول في مفاوضات مباشرة يتطلب وقتًا..

الحقيقة لطالما أعلنت “إيران”؛ في مفاوضاتها مع الأطراف الأوروبية والعربية الإقليمية استعدادها للعودة إلى “الاتفاق النووي” والفصل في الملفات العالقة مع الوكالة، لكن خلق العقبات مثل الحرب في “غزة” وغيرها من التطورات في العالم؛ مثل الحرب الأوكرانية، تسبب في تعليق المفاوضات “الإيرانية-الأميركية” التي تهدف إلى إغلاق الملف النووي، ويبدو من خلال النظر إلى البنود المختلفة في البيان الأوروبي، موقف هذه الدول المناويء لـ”الجمهورية الإيرانية”، وإطلاق أحجية معقدة بين “إيران” و”أميركا” على صعيد استئناف المفاوضات النووية في دول الخليج أو حتى في “فيينا”.

فقد أعلنوا بشكلٍ صريح أنه في حال التزام “إيران” بتعهداتها المنصوص عليها في “الاتفاق النووي”، فإن هذه الدول على استعداد لإلغاء العقوبات الخاصة بقطاع التسّليح.

وعقب “فداحسين مالكي”؛ عضو لجنة الأمن القومي بـ”البرلمان الإيراني”: “الاتفاق النووي؛ بالتأكيد موضوع منفصل، ويجب أتباع هذا الملف عبر مسّاره، لكن للأسف يتعرض لتأثير جميع التطورات. على سبيل المثال تُلقي الحرب على غزة والدعم الأميركي للكيان الإسرائيلي بظلالها على الاتفاق النووي. هناك واسطة في المفاوضات بين إيران والغرب بخصوص الملف النووي وإلغاء العقوبات، لكن الدخول في مفاوضات مباشرة يتطلب المزيد من الوقت”.

وقف إطلاق النار في “غزة” مقدمة عودة المفاوضات النووية..

إذا نظرنا بشكلٍ مختلف للقتال في “غزة” وتأثيره على الملف النووي، فسوف يتضح تأثير الجهود الإيرانية لوقف الحرب وإطلاق النار على المفاوضات النووية.

لقد ثبت طوال هذه الفترة؛ أن “إيران” تؤيد التفاوض والسلام، ولطالما اعتبرت “الدفاع عن المقاومة” أساس للتفاوض.

يقول “علي مطهري”؛ الناشط السياسي: “ما جرى خلال الأيام الماضية؛ بما يشمل نوعًا ما التعاون (الإيراني-الأميركي) للحيلولة دون اتسّاع نطاق حرب غزة، قد يؤثر على العلاقات المستقبلية بين الجانبين وتحديدًا موضوع الاتفاق النووي”.

بعبارة أفضل؛ يبدو أنه كلما هدأت الأوضاع في “غزة” سوف يعود الاهتمام الأميركي بمسألة المفاوضات غير المباشرة مع “إيران”، ومن المعلوم أن “واشنطن” لا تمتلك خيارات أخرى حيال “طهران” سوى السيّطرة على الملف النووي، وسوف تعود بلا ريب إلى طاولة المفاوضات سواءً في “فيينا” أو “الدوحة”.

أخبار ذات صلة

أخبار ذات صلة