“آرمان ملي” الإيرانية تناقش .. ربط القوة الصاروخية بالقدرات النووية !

“آرمان ملي” الإيرانية تناقش .. ربط القوة الصاروخية بالقدرات النووية !

خاص : ترجمة – د. محمد بناية :

نفذت “الجمهورية الإيرانية” تجربة صاروخية ناجحة، أثارت أصداء واسعة في وسائل الإعلام العالمية، التي كتبت عن جودة هذا الصاروخ؛ (المحمرة-4)، المعروف باسم: (خبير)، وهو أحدث إنتاجات “منظمة الصناعات الفضائية الجوية”؛ التابعة لـ”وزارة الدفاع”؛ بحسب “إحسان اسقايي”، في تقريره المنشور بصحيفة (آرمان ملي) الإيرانية.

يعمل الصاروخ بالوقود السّائل بمدى يبلغ: 2000 كيلومتر؛ ويمكنه حمل رأس حربي وزنه: 1500 كيلوغرام، بجانب مزاياه الاستراتيجية الأخرى مثل الخصائص التكنيكية لمنظومة الرداد والتحكم في المرحلة الوسطى من عملية الاقلاع.

وهذه المنظومة ومحركات التوجيه في الرأس الحربي تُسّاعد في السّيطرة على الوضع وتصحيح المسّار في الغلاف الجوي.

وهذه الميزات تجعل الصاروخ (خيبر)؛ في غنى عن أنظمة التوجيه والسّيطرة في الجو، وبالتالي هو محمي تمامًا من الهجمات الإلكترونية.

وفي إطار ردود الأفعال على التجربة الإيرانية، ادعى “ماثيو ميلر”؛ المتحدث باسم “وزارة الخارجية” الأميركية؛ في مؤتمر صحافي: “أن تطوير إيران لصواريخ باليستية يُشكل تهديدًا خطرًا للأمن الإقليمي والدولي”.

وأضاف: “رغم قيود المفروضة على البرنامج الصاروخي الإيراني بموجب قرار مجلس الأمن رقم (2231)؛ ماتزال إيران للحصول على التكنولوجيا الصاروخية المختلفة مع الاستمرار في تجاربها الصاروخية دون الالتفات إلى قرار مجلس الأمن”.

من جانبه؛ علق المتحدث باسم “الخارجية الفرنسية”، في تصريحات تُمثل تدخلًا في الشأن الإيراني على استعراض الجيل الرابع من صواريخ (المحمرة-4)؛ وأدان الاختبارات الإيرانية. وادعت “فرنسا”؛ حسّبما ذكرت وكالة أنباء (رويترز) انتهاك “إيران” باختبار صاروخ باليستي طويل المدى، قرار “مجلس الأمن”؛ التابع لـ”الأمم المتحدة”، الذي صادق على “الاتفاق النووي”؛ الذي أبرم عام 2015م، وأن هذا الاختبار يُثير القلق بسبب التوسّع المتواصل للبرنامج النووي الإيراني.

الاستفادة من آلية الكماشة..

تأتي الادعاءات “الأميركية-الفرنسية” بانتهاك “إيران” القرار رقم (2231)، فيما يعتقد البعض بقدرة الغرب على تطبيق آلية الكماشة ضد “إيران” كرد فعل على الاختبارات الإيرانية الأخيرة.

وتنص هذه الآلية على عدم حاجة الدول التي وقّعت على “اتفاق فيينا”؛ على إحالة الملف الإيراني إلى “مجلس الأمن”؛ حال الإخلال بالتعهدات المنصوص عليها في “الاتفاق النووي”، وإحياء كافة العقوبات التي كانت مفروضة على “الجمهورية الإيرانية”.

من جهة أخرى، ووفق هذا القرار لن تتمكن “إيران” لفترة محددة من شراء أسلحة عسكرية.

توزيع الأعباء لتفعيل آلية الكماشة..

للتعليق يقول “حشمت الله فلاحت ݒيشه”؛ رئيس لجنة الأمن القومي بالبرلمان العاشر: “لا يجب أن نتعامل مع مسألة الاتفاق النووي من منظور قانوني فقط، لأن الملف النووي الإيراني ينطوي على أبعاد قانونية وسياسية. ولو نناقش أبعاد المواقف الغربية الأخيرة، فسوف نكتشف أنها تمثل نوعًا من تقسيم الأعباء بين الدول الغربية والكيان الصهيوني. وهم يسعون بتلك المواقف وربما من خلال فرض عقوبات على الأبعاد العسكرية الإيرانية المعروفة، إلى إنشاء آلية جديدة ضد إيران، بغرض تفعيل آلية الكماشة ضد إيران”.

على الجانب الآخر؛ يُثير “الكيان الصهيوني” الشّبهات حول مهاجمة المنشآت النووية الإيرانية، بل تقوم بمناورات مشتركة مع “الولايات المتحدة” للتدريب على مهاجمة المنشآت النووية الإيرانية.

على صعيد متصل لطالما أعلن “بنيامين نتانياهو”؛ رئيس وزراء “الكيان الصهيوني”، حتمية الهجوم على المنشآت النووية الإيرانية. كذلك بدأت “الولايات المتحدة” مؤخرًا الاستفادة من عبارة: (كل الخيارات ضد إيران مطروحة على الطاولة).

التعامل مع “هرمجدون النووي”..

أكد “فلاح ݒيشه” أنه لو لم ينسّحب الرئيس الأميركي السابق؛ “دونالد ترامب”، من “الاتفاق النووي”، وحرص الأطراف الغربية على تفعيل آلية الكماشة ضد “إيران” بأي ذريعة، لما كانت المسّألة بهذه السّهولة.

وأضاف: “لو تُريد الأطراف الغربية تفعيل آلية الكماشة ضد إيران، لما انتظرت إيران انفراجه مدة شهور حتى يتشكل قرار ضد إيران في مجلس الأمن، في هذه الحالة من المحتمل أن تتعامل إيران بالمثل ليس فقط في المجال الصاروخي؛ وإنما في المجالات النووية كذلك. لقد أثبتت إيران في التعامل مع الحرب الباردة التي يقودها الكيان الصهيوني، من قدارتها للدفاع الجوي، لكن في حال جرى تفعيل آلية الكماشة فسوف تدخل إيران مرحلة المواجهة النووية”.

لأنه في حال تتعرض المنشآت النووية الإيرانية للتهديد من طرف كـ”الكيان الصهيوني”، فسوف تُضطر “إيران” إلى إعادة التعريف الدفاعي عن منشآتها النووية التي قد تؤدي إلى تعارض غير مسّبوق في المعادلات الدولية.

بعبارة أخرى؛ سوف تقع “هرمجدون”؛ (نهاية الزمان السياسية)، في العلاقات النووية، وكذلك سوف تفشل الدبلوماسية النووية.

أخبار ذات صلة

أخبار ذات صلة