خاص: ترجمة- د. محمد بناية:
بمقدورنا تقسيم البرلمان الثاني عشر إلى ثلاث جزر؛ حيث يبحث كل فصيل عن المصالح ومطالب الفئات التي كانت سببًا في حصولهم على عضوية البرلمان. ويبدو البرلمان من جهة بيد؛ “محمد باقر قاليباف”، باعتباره المسؤول عن توجيه برلمان ما يُعرف بالأصوليين الجدَّد، ويسعى بالجلوس على مقعد رئاسة البرلمان، لاستمرار نظريته للحكم الحديث. بحسّب تقرير “سياوش پورعلي”؛ المنشور بصحيفة (آرمان ملي) الإيرانية.
من جهة أخرى، يتجمع الإصلاحيين، والأصوليين المعتدلين، والقوى المعروفة باسم المستقلين، في الجانب الداعم للحكومة. ويتمتع ذلك الطيف بالنظر إلى حضوره المؤثرة للقوى المقربة من؛ “قاليباف”، في قصر الرئاسة، بعلاقة وثيقة نوعًا ما مع الأصوليين الجدَّد.
جزر وتحالفات..
في الجهة المقابلة؛ تتواجد شخصيات في جزيرة المتشدّدين، وربما عددهم أقلية ولكن أثبتوا أنهم في حال أرادو الضغط على المنافس السياسي، وأعني الحكومة الرابعة عشر، لا يأبهون بمشروعه للوفاق مع البرلمان.
والطيف البرلماني المتشدَّد الذي يحمل علم جبهة (پايداري)، وحزب (شريان)، وجبهة (صبح إيران) وغيرها، يسعى بذرائع مختلفة إلى عرقلة أداء الحكومة ورئيس البرلمان الذي يدعم؛ “بزشكيان” نوعًا ما.
وفي هذا الإطار؛ يمُكننا الإشارة إلى “قانون الحجاب”، والضغط لإقالة المساعد الاستراتيجي، وعرقلة الميزانية، وتهميش النائب الأول، وإعمال النفوذ في المجالس العُليا، والتشكيك في إدارة البرلمان وغيرها.
وأحداث البرلمان حاليًا تثُبت أن موقف “قاليباف” من المحافظة على التوجه العام للبرلمان؛ فيما يخص مشروع الوفاق ضد المتشدَّدين لن يكون من السهولة بمكان؛ حيث يسعى الجناح المتشدّد لتسوية الحسابات مع الحكومة، وما تزال اعتراض شخصيات مثل: “حميد رسائي”، وآخرين على التعينات الحكومية تتوالى.
وبالنظر إلى جميع الموضوعات الهامشية يمكن القول إن الحكومة والبرلمان يُعاني دوامة المتشدّدين. وبخلاف الفجوة بين جزيرة المتشددين وأنصار الحكومة، يجب الإشارة للفجوة بين الأصوليين الجدد والنواب الراديكاليين الذين نزلوا الشارع في انتخابات رئاسة الجمهورية، ومازال بعض الأصوليين يرى أن “قاليباف” سبب خسارة؛ “سعيد جليلي”، في انتخابات الرئاسة، لأنه نأى بالأصوليين الجدد في الانتخابات الرئاسية عن المتشددين.
عدم إرضاء الشعب..
للإجابة على سؤال بشأن المسار الذي سوف يتبناه رئيس البرلمان مع رئيس الجمهورية والمتشدّدين، يقول “جواد آرمين منش”؛ المحلل السياسي والنائب البرلمان سابقًا: “إذا أعدنا النظر في انتخابات رئاسة الجمهورية، سوف نرى أن (قاليباف) لم يكن في المرحلة النهائية من الوضع غير الموات، وكان يعتقد أن القوى المتشددة التي سوف تدعم (سعيد جليلي) لن تقف ضده. وهو أقرب للأصوليين المعتدلين والأصوليين الجدد من جبهة (بايداري). ويسعى بالتقارب مع الحكومة إلى تعويض بعض مشكلاته. ولا يمتلك رئيس البرلمان اختيارات خاصة، إلا في بعض الحالات؛ حيث كلفه مرشد الجمهورية ببعض المهام. مع هذا يبذل (قاليباف) جهده حتى يتمكن من تقوية الحكومة، وليس التحول باتجاه (بايدارى). وبالنسبة له لا مفر من الاستفادة من إمكانيات بعض النواب المتشددين، كما حصل على مساعدتهم من قبل في الوصول إلى رئاسة البرلمان. ويتشابه أسلوب حياة (قاليباف) مع (بزشكيان)، لكن لا بد من الاعتراف بأن تركيبة الأغلبية البرلمانية تميل إلى موقف المتشددين. ورئيس البرلمان يسعى إلى توطيد سلطته بتدعيم الحكومة”.
وأضاف ردًا على سؤال بشأن تداعيات المارثون بين (بزشكيان-قاليباف) والمتشدَّدين: “مازال هناك وقت طويل في عمر البرلمان، وهو ما يوحي بأن المشاكل سوف تزداد. وفي المستقبل سوف تنمو الآفات ويريد البرلمان أن يقدم الحكومة باعتبارها المسؤول عن ذلك، وفي المقابل سوف تتبنى الحكومة نفس الاستراتيجية في التعامل مع البرلمان. وسيكون نتاج هذه الازدواجية، ازدياد الاحتجاجات، واتساع الفجوة بين الحكومة والشعب، ولن تحقق أي جماعة أهدافها، لأن الشعب غير راضٍ عن الجميع”.