“آرمان ملي” الإيرانية ترصد .. ذهب الأدميرال وجاء الأميرال !

“آرمان ملي” الإيرانية ترصد .. ذهب الأدميرال وجاء الأميرال !

خاص : ترجمة – د. محمد بناية :

كان الخبر قصيرًا: “على شمخاني؛ يتنحى عن أمانة المجلس الأعلى للأمن القومي”. ثم صُدر بعد ذلك بفترة وجيزة حصول؛ الأميرال “علي أكبر أحمديان”، على عضوية “المجلس الأعلى للأمن القومي” الإيراني، وفق قرار المرشد؛ “علي خامنئي”، ثم رئيسًا للمجلس بقرار الرئيس؛ “إبراهيم رئيسي”.

وكان “شمخاني”؛ قد نشر بيت شعر للشاعر: “محتشم الكاشاني”، على صفحته الشخصية بموقع التواصل الاجتماعي؛ (توتير)، للتعبير عن إقالته من منصبه بعد عشر سنوات، وفيه: “ما كان يتردد في السر… شاع في نهاية المطاف عبر الرموز والإيماءات”.

والسؤال: لماذا ذهب “شمخاني” وجاء “أحمديان” ؟.. بحسب تقرير “مطهره شفيعي”، المنشور على موقع صحيفة (آرمان ملي) الإيرانية.

“شمخاني” وانتقادات المتشّددين..

توقع الأصوليون؛ منذ استلام الحكومة الثالثة عشر للسلطة، الإطاحة بـ”شمخاني” عن أمانة “المجلس الأعلى للأمن القومي”، لكن هذا لم يحدث بل على العكس قام الأخير بعدد من الإجراءات التي حظيت باهتمام كبير؛ مثل دوره الرئيس في تحسّين العلاقات “الإيرانية-السعودية”.

فقد نجحت مشاورات “شمخاني”؛ مع “مساعد بن محمد العيبان”، نظيره السعودي؛ (التي بدأت في عهد حكومة الإصلاح)، إلى تطبيع العلاقات بين “طهران” و”الرياض” بعد 07 سنوات من القطيعة.

بعدها مباشرة زاد قرع المتشّددين من التيار الأصولي، على طبول الإطاحة بـ”شمخاني”.

على سبيل المثال؛ كانت صحيفة (كيهان) قد كتبت: “تطوير مستوى المباحثات إلى درجة أمين عام المجلس الأعلى للأمن القومي، كان مطلبًا سعوديًا. لكن لا يوجد جهاز خاص يتخذ القرارات على شاكلة القرار الأخير؛ وإنما بالتنسّيق بين الأجهزة المختلفة”.

وكان أمين “المجلس الأعلى للأمن القومي” السابق، قد قام بجولة في: “العراق وقطر”؛ في إطار الجهود الإيرانية لتحسّين العلاقات مع دول الجوار.

من جهة أخرى؛ لم يستسّيغ المتشّددون مسّاعي؛ “شمخاني”، للسلام في الداخل والخارج. وعلق “حسين جلالي”؛ عضو (جبهة الثبات) متسائلًا: “لماذا لا يأخذ أمين عام المجلس الأعلى للأمن القومي، الرمز الأمن الواضح على محمل الجد؛ حيث حالت العلاقات العاطفية والصداقة مع شخص محظور، دون التعامل الجاد مع هذا الشخص الفاسد. سيد (شمخاني) المحافظة على النظام أحد الواجبات. لا يجب أن تقدم صداقتك مع (خاتمي) على مبدأ النظام الإسلامي”.

ورغم نشر الكثير من الشائعات على مواقع التواصل الاجتماعي، عن أنشطة أبناء “شمخاني” الاقتصادية، لكنه لطالما تبنى نهجًا معتدلًا، وهو آخر الباقين من حكومة الإصلاح في حكومة “رئيسي”.

حملة “أكبري” باءت بالفشل..

لكن عمليات تشويه ضد “شمخاني” بلغت ذروتها بقضية الجاسوس الذي جرى إعدامه؛ “علي رضا أكبري”، حيث ادعى بعض الأصوليين أن؛ “أكبري”، كان مسّاعد “شمخاني” أثناء شغل منصب وزير الدفاع في حكومة الإصلاح، وأطلقوا آنذاك حملة كبيرة ضد أمين عام “المجلس الأعلى للأمن القومي”، بل ادعى البعض أن قرار إعدام “أكبري” بمثابة مقدمة للإطاحة بـ”شمخاني”. لكن جرى تكذيب هذه الادعاءات.

ووفق موقع (نور نيوز)؛ الموقع المقرب من “المجلس الأعلى للأمن القومي”، فقد كان خبر اعتقال “أكبري”؛ فرصة للبعض لنشر أخبار غير واقعية موجهة والترويج لقضايا جديدة لإثارة الاختلافات في الداخل.

من هو اللواء “أحمديان” ؟

من مواليد العام 1961م؛ وكان رئيس “المركز الاستراتيجي للحرس الثوري”، وعضو “مجمع تشخيص مصلحة النظام”، تولى رئاسة القوات البحرية بـ (الحرس الثوري)؛ خلال الفترة: (1997 – 200م)، ثم رئاسة الأركان المشتركة لـ (الحرس الثوري)؛ في الفترة: (2000 – 2006م).

انضم لـ (الحرس الثوري) منذ تأسيسه، وبدأ النشاط بالمشاركة في عمليات (الفتح المبين). وتولى بالنظر إلى سوابقه عددًا من المناصب، ووصل بعد انتهاء الحرب مع “العراق” إلى منصب نائب القيادة العامة للقوات البحرية بـ (الحرس الثوري)، وكان بالنظر إلى تجاربه البحرية الكبيرة من المؤسسين للقوات البحرية لـ (الحرس الثوري) في ثوبها الجديد، وكان كذلك من أوائل المنظرين لفكرة الدفاع غير المتكافيء.

ثم صدر قرار المرشد الأعلى للجمهورية الإيرانية؛ عام 2000م، بتعيّين “أحمديان”؛ رئيس الأركان المشتركة لـ (الحرس الثوري).

وقد أعد في تلك الفترة؛ خطة التحول التنظيمي لـ (الحرس الثوري) الإيراني. حصل أمين عام “المجلس الأعلى للأمن القومي” الجديد على شهادة الدكتوراه في طب الأسنان من جامعة “طهران”، وكذلك ماجستير العلوم الدفاعية، ودكتوراه في الإدارة الاستراتيجية من الجامعة “العليا للدفاع القومي”.

أخبار ذات صلة

أخبار ذات صلة