خاص : ترجمة – د. محمد بناية :
تتضح أبعاد كارثة برج “متروپل”؛ في “آبادان”، تدريجيًا بعد مرور عشرة أيام على الحادث.. وقد بلغ عدد الضحايا الأبرياء؛ حتى كتابة التقرير: 37 قتيل، وبالتالي عدد كبير من النساء بلا عائل والأطفال الأيتام.
وفي ظل هذه الأوضاع؛ يزداد الغضب الشعبي يوميًا بحثًا عن حقوقهم. ورغم قرار السلطات الثلاث بتعقب ومحاكمة جميع المتورطين في الحادث التي تحولت إلى كارثة، اندلعت أعمال مثل إشعال النيران في محل مالك البرج المنكوب وغيرها؛ بحسب “منیرة چگینی”؛ في تقرير نشرته صحيفة (آرمان ملي) الإصلاحية الإيرانية.
في الوقت نفسه؛ مازال الناس يبحثون عن جثث ذويهم تحت الأنقاض؛ حيث مايزال الكثير مدفونًا تحت أنقاض الفساد الإداري. ولا توجد حتى الآن إحصائيات دقيقة عن عدد الضحايا تحت الأنقاض، لكن يقول المسؤولون بوجود حوالي: 35 جثة أخرى تحت الأنقاض.
والكثيرون ممن راح ضحية هذا الحادث ينتمون إلى طبقة العمال وغيرها من الطبقات المجتمعية الضعيفة. والكثيرون كانوا يعملون في مبنى البرج؛ الذي كان مايزال تحت الإنشاء، وفقدوا حياتهم في لحظة وتحولت أسرهم التي كانت من أصحاب الراتب الشهري إلى أسر بلا عائل تحتاج إلى دعم.
ووفق التحريات هناك أكثر من: 12 حالة وفاة في جزيرة “مينو”، كلهم كانوا من العمال، ناهيك عن عدد الأطفال الأيتام. وعدم التفكير في أحوال هذه الأسرة التي فقدت العائل، يضعهم في مواجهة مستقبل مليء بالمشاكل.
غضب الشعب..
طبق روايات شهود العيان، تنتشر مشاعر الغضب الشديد والاضطراب بين المواطنين، بل إن بعضهم لم يُغادر الشارع وتجمع الكثيرون في الشوارع المحيطة بالبرج المنكوب؛ والبعض يبكي وينعي؛ والبعض الآخر يشكو، وهناك آخرون كانوا يساعدون رجال الإغاثة.
والأسر التي لم تعثر حتى الآن على ذويهم، يقعون تحت ضغط نفسي وعصبي شديد.
على سبيل المثال؛ تقول إحدى الإمهات التي مر على وجود ابنها تحت الأنقاض خمسة أيام: “إبني كان رياضيًا ومازلت آمل أن يخرج حيًا من تحت الأنقاض”. وهي تخشى فقط أن يكون ابنها قد تعرض لإصابات، بعبارة أخرى بلغت الحالة النفسية لتلك المرأة مرحلة الانفصال عن الأجواء الواقعية.
والحقيقة يصارع كل أهالي “آبادات” نفس المشكلة وقد لا يتمكن بضعهم من العودة إلى حالته الطبيعية قبل ثلاثة أشهر، لكن قد تؤدي هذه التجربة المررية إلى إصابة البعض بالاضطراب الذي يستدعي العلاج.
مساعدات الدولة للمتضررين..
في الوقت نفسه؛ تؤكد التقارير الواردة من “آبادات”، ووفق بعض العناصر الإغاثية، فقد كانت تنتشر فئران كبيرة الحجم بكثرة في بدروم “متروبل” وبعد انتشار صور طفح مياه الصرف الصحى، سرت الشائعات حول آثار إيذاء هذه الفئران على أجساد الضحايا.
وبينما وصل عدد ضحايا العمار المنكوبة إلى: 37 شخصًا، تمكنت عناصر الإغاثة المدنية من الوصول إلى أسفل البرج ونشر الطبيب الشرعي تفاصيل التعرف على؛ “حسين عبدالباقي”، مالك برج “متروبل”.
والفيديوهات والتقارير المنشورة تؤكد مشاركة البعض في إشعال منزل “عبدالباقي”؛ مالك البرج، بعد أيام من إشتعال النيران في محلات المكسرات التي يمتلكها.
وأكد محافظ “خوزستان” وقف كل حسابات “عبدالباقي” المصرفية، وقال: “تم وقف كل الحسابات المالية لمالك برج متروبل حتى الإنتهاء من تعويض المتضررين”.
وأضاف: “وضعت كل أملاك وأموال مالك البرج تحت تصرف النائب العام”.
بدوره؛ أعلن “علي بهادري جهرمي”؛ المتحدث باسم الحكومة، على هامش اجتماعات الحكومة: “لن تتورع الحكومة عن التعامل بحسم مع أي مسؤول محلي متورط في الفساد، وسوف تتعامل مع المتسببين في هذه الكارثة. وقد صدقت الحكومة على تخصيص مبلغ: 700 مليار ريال تُستخدم في تأمين جزء من التكلفة المستحقة لتعويض خسائر المتضررين”.