خاص: ترجمة- د. محمد بناية:
بينما نعيش أسبوعًا عصيبًا وأجواء من عدم اليقين؛ حيث تخل جميع الدول والأطراف في مفاوضات ومردودات مع “الجمهورية الإيرانية”، يتعيّن علينا أن نتخذ قرارات مصيّرية خلال الأيام المقبلة. بحسب ما استهل “مرتضى مكي”؛ محلل الشأن الدولي، مقالته التحليلية المنشورة بصحيفة (آرمان ملي) الإيرانية.
من جهتها؛ اتخذت “الجمهورية الإيرانية” مواقف تمتاز بالوضوح والشفافية؛ حيث أعلنت رفضها التفاوض في ظل الحرب، وأن على “الولايات المتحدة” تقديم ضمانات بشأن عدم القيام بهجوم عسكري على “إيران” أثناء المفاوضات.
من جهة أخرى؛ أمام الدول الأوروبية مهلة: (60) يومًا لتفعيل آلية الكماشة، بالنظر إلى اقتراب الموعد النهائي من عُمر القرار رقم (2231)، ويبدو أن (الترويكا الأوروبية) تتشاور حاليًا مع “الولايات المتحدة” و”إسرائيل” لاتخاذ قرار في هذا الشأن.
ويستغل الأوروبيون هذا الموضوع كأداة للضغط السياسي على “إيران” بهدف فرض مطالبهم المتعلقة بوقف التخصّيب أو تقيّيد القُدرات الصاروخية.
ارتفاع وتيرة التناقضات الأميركية..
بالوقت نفسه؛ ربما تكون التصريحات الأميركية أكثر تناقضًا مما سبّق، ورُغم إشاراتها الإيجابية لـ”الجمهورية الإيرانية”، لا تطرح أي آراء حاسمة وحازمة حول شكل الجولة الجديدة من المفاوضات مع “إيران”، وإنما تتحدث بعمومية، وتقول على لسان “ترمب”؛ نحن نتفاوض.
على سبيل المثال؛ من المَّقرر أن يُجري “ستيف ويتكوف”، المبعوث الأميركي الخاص، مفاوضات الأسبوع المقبل، لكنه لم يتخذ عمليًا أي موقف واضح وشفاف في هذا الصدّد.
هكذا مواقف أدت إلى خلق حالة من الغموض وعدم الحسم، ومن ثم لا يمكن لا تحديد اتجاهات تحرك الأوضاع.
شفافية الموقف الإيراني..
وما أعلنه السيد “عباس عراقجي”؛ وزير الخارجية الإيراني، في لقاء سفراء الدول الأجنبية في “إيران”، أوضح شفافية الموقف الإيراني، وأثبت إلى حدٍ ما ماذا تُريد “إيران” من المفاوضات، وشروط استعدادها للتفاوض. والكرة الآن في ملعب “الولايات المتحدة” و”أوروبا”، ماذا ستتخذ من مواقف حيال الموقف الإيراني الواضح.
وقد حذر السيد “عراقجي”؛ الحكومات الأوروبية، من أن تفعيل آلية الكماشة سوف يُضارع إعلان الحرب، وسيُفرض على “إيران” اتخاذ قرارات بالغة الصعوبة. ورغم عدم اتخاذ إجراءات بشأن هذه القرارات حتى الآن، لكن ذلك يعكس أن “إيران” في وضع غير مستَّعدة فيه لمنح أي تنازلات للأوروبيين فيما يتعلق بتقييّد التخصيّب في “إيران”، أو الحد من القدرات الصاروخية والردع، حتى لو كانت الظروف أكثر صعوبة من الوضع الحالي.
الاستعداد لأي تهديد وعدم الاستهانة به..
لكن في ضوء الحرب التي استمرت (12) يومًا والمفاجأة التي حدثت؛ لا ينبغي الاستهانة بأي تهديد، خاصة وأن “نتانياهو” يواجه أوضاعًا داخلية صعبة، واعتماده على “ترمب” قد لا يمنحه حرية الحركة الكافية.
لا يجب تجاهل احتمال تورطه بعمل عسكري آخر، ولكن في الوقت نفسه، يجب مراعاة أن المواقف التي اتخذتها الشبكات السياسية في “أوروبا” و”أميركا”؛ خلال الحرب العدوانية ضد “إيران”، تثبّت أن كلًا من الأميركيين والإسرائيليين أصبحوا على دراية جيدة بالقدرات الصاروخية والعسكرية الإيرانية، وأن اختبار هذه القدرات مرة أخرى سيضعهم في موقف أكثر صعوبة.
ولهذا يُمكن القول إن احتمال قيامهم بعمل عسكري آخر ضد “إيران”؛ في الوقت الحالي، ربما ليس مرتفعًا، لكن من المؤكد أن حربهم النفسية والإعلامية والسيبرانية ستسّتمر بكثافة أكبر، وسيُحاولون في هذه الأثناء تعزيز روايتهم حول تقييّد وتدمير البُنية التحتية الإيرانية، فضلًا عن زيادة الضغط على “إيران” من خلال هذه الحرب النفسية لفرض مطالبهم.