خاص: ترجمة- د. محمد بناية:
يبدو أن ترشح “دونالد ترامب”؛ للرئاسة الأميركية، أسعد نخبة الحكم في عدد من الدول؛ مثل “إسرائيل والسعودية” وغيرهما من دول الخليج. بحسب تقرير أعدته ونشرته صحيفة (آرمان ملي) الإيرانية.
وبالنظر إلى أن الرئيس الأميركي الحالي؛ “جو بايدن”، قد انتقد “الرياض” بشدة في إطار المنافسات انتخابات الرئاسة للعام 2020م، فقد لا يُثير دعم المملكة للمرشح؛ “ترامب”، العجب؛ لا سيما وأن المملكة لم تنس انتقادات الإدارة الأميركية الحالية.
وبالنسبة لـ”الكيان الإسرائيلي”، فالأوضاع مع إدارة “بايدن” معقدة كذلك، لأنه ورغم دعمه “الكيان الإسرائيلي” بكل الوسائل، بعد هجوم (حماس)؛ بتاريخ 07 تشرين أول/أكتوبر 2023م، إلا أن انتقادات أعضاء الحزب (الديمقراطي)؛ وبخاصة الجناح التقدمي، لـ”الكيان الإسرائيلي”، يضع المرشحة؛ “كامالا هاريس”، بداخل لعبة معقدة.
وتدعم دول المنطقة مثل: “البحرين، ومصر، والإمارات”، المرشح الجمهوري، وإن سّعت هذه الدول إلى إخفاء حقيقة ميولها فيما يخص هذه المسألة.
وأحد أهم أسباب دعم هذه الدول المرشح؛ “ترامب”، هو عدم اهتمامه في فترته الرئاسية السابقة بموضوعات حقوق الإنسان. أضف إلى ذلك، أن هذه المجموعة من الأطراف اللاعبة تعتقد أن بمقدور المرشح الجمهوري للرئاسة الأميركية إنهاء الحرب على “غزة” بدبلوماسيته غير التقليدية، وهو ما فشلت فيه إدارة “بايدن”.
عودة شهر عسل “ترامب” والعرب..
يتذكر السعوديون؛ اختيار “ترامب”، “المملكة”، لتكون وجهته في أول زيارة خارجية يقوم بها بعد انتخابه رئيسًا لـ”الولايات المتحدة الأميركية”.
وقد كانت “الرياض” تتشكك حيال؛ “ترامب”، طول فترة المنافسات الانتخابية عام 2016م، واستهداف المهاجرين من الدول الإسلامية، وحظر دخولهم إلى “الولايات المتحدة” بعد الفوز بالانتخابات الرئاسية، إلا أن “السعودية” تفهمت رسايل خطاب “ترامب”؛ في آيار/مايو 2017م جيدًا؛ حيث أيقن القادة في المملكة والدول العربية الأخرى، أنهم لن يكونوا عُرضة للضغوط الأميركية للالتزام بمراعاة مباديء الديمقراطية وحقوق الإنسان.
كذلك وللارتقاء بالعلاقات الاقتصادية؛ مهد “ترامب” الأجواء وعقد صفقة مع “المملكة” بقيمة: (400) مليار دولار، ووفر آلاف الوظائف في “الولايات المتحدة” و”السعودية”. وعرض في آذار/مارس 2018م، أمام الشاشات مجسم كبير يظهر شراء “المملكة” معدات عسكرية أميركية، كما لو كان للبيانات المتعلقة بالعلاقات التجارية والدبلوماسية بين البلدين.
وأسند “ترامب” إلى صهره؛ “غيرارد كوشنر”، مسؤولية ملف السلام “العربي-الإسرائيلي”. ورُغم عدم انضمام “السعودية” إلى مشروع (السلام)، والذي يصب بحسّب ادعاءات “ترامب” في صالح الطرفين الفلسطيني والإسرائيلي؛ (وإن يصب بقوة في صالح الطرف الثاني)، هذا المشروع الذي عُرف فيما بعد باسم (الاتفاقيات الإبراهيمية)، والذي عُقدت بموجبه: “البحرين والمغرب والسودان والإمارات”، علاقات دبلوماسية مع “الكيان الإسرائيلي”، إلا أنها أعلنت موافقتها الضمنية في الغرف المغلقة؛ لا سيما بعد دور “ترامب” الرئيس في دعم ولي العهد؛ “محمد بن سلمان”، في أعقاب مقتل المعارض السعودي المقيم بـ”الولايات المتحدة”؛ “جمال خاشقجي”، في تشرين أول/أكتوبر 2018م.
ورغم إعلان “وكالة المخابرات المركزية” بشكلٍ صريح إصدار ولي العهد أمر القتل، إلا أن “ترامب” أنكر دوره في هذا الملف، كما تغاضى عن الدور السعودي في الحرب على “اليمن”؛ واستخدم حق (الفيتو) ضد قرار سابقه؛ “باراك أوباما”، بشأن وقف صادرات السلاح إلى “المملكة”.
ويعتقد المراقبون أن ترشح “ترامب” للمنافسة في انتخابات الرئاسة الأميركية 2024م، قد يؤثر على موقف “ابن سلمان” بشأن التغلب على شكوك خبراء الاستثمار السعوديين، ومصير مبلغ ووضع: (02) مليار دولار من الثروة السيّادية لـ”السعودية” في شركات الاستثمار الجديدة التي كان “كوشنر” قد أسسها. لذلك يتأهب “ابن سلمان” ليكون مصرف؛ (بالمعني الواقعي والمجازي)، في فترة “ترامب” الرئاسية الجديدة.
لعبة خسارة “بايدن” المزدوجة..
يُرجح السعوديون؛ “ترامب” على “هاريس”؛ التي لم تُعارض على مدار السنوات الأربع الماضية، مواقف “بايدن” العدائية ضد العرب.
من جهة أخرى، كان فريق “بايدن” يأمل في تمهيد مجالات تفعيل (الاتفاقيات الإبراهيمية) باعتبارها السبيل لتحقيق “انتصار” دبلوماسي في الشرق الأوسط، لا سيما بعد انسحاب “الولايات المتحدة” الكارثي من “أفغانستان”.
علاوة على ذلك؛ علقت الإدارة الأميركية الآمال على تغييّر معادلات اللعبة حال انضمام “السعودية” إلى (الاتفاقيات الإبراهيمية)، بعد توقف آلية السلام بين “إسرائيل” و”فلسطين”. لكن الحرب على “غزة” زادت من تعقيد العلاقات “الأميركية-السعودية”، وفشلت إدارة “بايدن” إلى اقناع “السعودية” ودول الخليج بالمشاركة في مشروع إعادة إعمار “غزة” بعد انتهاء الحرب.
في غضون ذلك؛ تعمل أسرة “ترامب” على تقديم ضمانات لإبرام صفقات تجارية كبرى في “السعودية”؛ حيث أعلن “إيرك”؛ نجل المرشح الجمهوري “ترامب”، في حوار مع صحيفة (فايننشال تايمز)، أن مجموعة والده لن تُشارك فقط في تطوير برج (ترامب) بمدينة “جدة”، وإنما ستشارك مع (دار غلوبال) العقارية في بناء استراحة فاخرة وملعب غولف في “عُمان”.