خاص : ترجمة – د. محمد بناية :
لم يطرأ أي تغييّر رئيس على حالة “الاتفاق النووي”، رغم تصريحات ومواقف الطرفين؛ الغربي والإيراني، ولا يبدو أن الإدارة الأميركية جادة في مسألة استئناف المفاوضات. إذ ماتزال المشاكل المتعلقة بالحرب بين “روسيا” و”أوكرانيا”؛ واتهام “إيران” بدعم “موسكو” على قوتها؛ بحسب ما استهل “دیاکو حسیني”؛ تقريره المنشور بصحيفة (آرمان) الإيرانية.
“طهران” في موقف ضعيف..
وتزداد جهود إدارة الرئيس؛ “جو بايدن”، بخصوص إحياء “الاتفاق النووي”، صعوبة كلما اقتربنا من الانتخابات الأميركية. ورغم الصمت لكن يبدو أن الإدارة الأميركية ماتزال تأمل في إمكانية تأثير الضغوط الاقتصادية على “إيران” في إثارة جولة جديدة من الاضطرابات في هذا البلد، وبالتالي تشتاق “طهران” للتفاوض من منطلق ضعف، وتستطيع “الولايات المتحدة” الحصول على الإمتيازات التي ترغب.
وبالنظر إلى الأوضاع؛ لا يبدو حدوث تغييّر إيجابي على موضوع إحياء “الاتفاق النووي”؛ ما لم يطرأ شيء خلال الفترة المتبقية على الانتخابات الأميركية عبر القنوات غير الرسمية لا توجد معلومات عنه.
ونهاية الأمر؛ أنه كلما اقتربنا من نهاية فصل الخريف، بالإضافة إلى بند الغروب الغربي في “الاتفاق النووي” وينص على إسقاط بعض القيود التقنية المفروضة على الأنشطة النووية الإيرانية تدريجيًا اعتبارا من 2025م، وكذلك ما يتعلق بالعقوبات الخاصة بالصواريخ (الباليستيه)، من المتوقع أن يكون من الصعب أن تتقبل “الولايات المتحدة” ذلك.
محاولات يائسة للغاية..
وبينما لم يتم إنقاذ “الاتفاق النووي”، وعدم التزام “إيران” بكل تعهداتها وفق المنصوص عليه في “الاتفاق النووي”، وهو الإمتياز الذي حصلت عليه “إيران” من “الاتفاق النووي” في هذه الحالة.
والطبيعي أن تزيد هذه المسألة من الضغط على إدارة “بايدن” الأميركية، ويبدو أنه في خلال الأشهر المقبلة قد تندلع مرحلة جديدة من التوتر بين “إيران” والأطراف الغربية. وهذا لا يعني بالتأكيد أنه يستفيدون من هذا الأسلوب للقيام بخطوة أسوأ من آلية “كبح الزناد”؛ والتي تقضي بإعادة فرض كل العقوبات الأممية على “إيران”، فذلك مسّتبعد لكنهم يضغطون على “إيران” في هذه المرحلة.
بالوقت نفسه لو كانت الأطراف الغربية تتمتع بالذكاء، فسوف تصل بالتأكيد إلى نتيجة مفادها أنه لا يمكن إجاد بديل أفضل لـ”الاتفاق النووي” بحالته الراهنة، وحتى في حال استمرار العقوبات والضغوط الاقتصادية فلا يخفى على المتابعين للشأن الإيراني أنها قد تؤدي إلى مرونة “إيران” كما تريد الأطراف الغربية؛ وبخاصة “الولايات المتحدة”.
أهمية زيارة السلطان العُماني..
وعليه؛ فلابد من إيجاد طريقة لإحياء هذا الاتفاق، وسوف تلتزم “إيران” بتعهداتها حال تفعيل بند الغروب. وفي هذا الصدد فقد تابعنا زيارة السلطان العُماني لـ”الجمهورية الإيرانية” على رأس وفد رفيع المستوى، ولم يتضح الهدف من الزيارة ولا طبيعة الرسائل التي تبادلها الطرفين، لكن يبدو انطلاقًا من تورط الغرب في قضايا تتعلق بالحرب الأوكرانية، فضلًا عن أهمية الأوضاع الداخلية في “الولايات المتحدة الأميركية”، أنهم لا يسّعون إلى زيادة حالة الاحتقان والتوتر.
من جهة أخرى، لو نُريد تحليل زيارة المسؤولين العُمانيين، فلابد من الاعتراف بأننا دخلنا خلال الأشهر الماضية فصلًا جديدًا من الربيع الإقليمي. وانطلاقًا من انحسّار التوتر المتبادل بين “إيران” و”السعودية”، و”إيران” و”البحرين”، والحديث عن استئناف العلاقات “الإيرانية-المصرية”، وكذلك بين الدول العربية مثل: “السعودية وسوريا”، يتضح أن هذا التوجه إنما يؤشر إلى اتجاه الأوضاع بالمنطقة نحو الحد من التوتر رغم بعض الخلافات.
في غضون ذلك، تستطيع “عُمان” ليس فقط من منطلق علاقاتها البناءة مع “إيران” و”أميركا” فقط؛ وإنما مع كل دول المنطقة، القيام بدور في تطوير علاقات إقليمية أفضل.
و”عُمان”؛ بذاتها دولة هامة في هذه المنطقة، وفي علاقاتها الثنائية مع “إيران” الكثير من الموضوعات المختلفة التي تُتيح للطرفين إمكانية تطوير العلاقات في مجالات الطاقة والنقل. وبغض النظر عن الدور الذي تستطيع “عُمان” القيام به من خلال الوساطة بين “إيران” والعالم العربي، وكذلك بين “إيران” و”الولايات المتحدة”، تحظى “عُمان” بأهمية ملحوظة.