11 أبريل، 2024 1:42 م
Search
Close this search box.

آخر معاقل الديمقراطية في بلدان الربيع العربي .. اليوم “تونس” تختار رئيسًا جديدًا !

Facebook
Twitter
LinkedIn

خاص : كتبت – نشوى الحفني :

للمرة الثانية ينتخب فيها التونسيون رئيس جديد بطريقة ديمقراطية، منذ أن شهدت البلاد انتقالًا سياسيًا، مع ثورة 2011، إثر الإطاحة بالرئيس الأسبق، “زين العابدين بن علي”.

وإنطلقت أولى عمليات الإقتراع في الانتخابات الرئاسية المبكرة التونسية، بالنسبة للناخبين التونسيين المقيمين في الخارج، أمس، لاختيار رئيس جديد خلفًا للرئيس الراحل، “الباجي قايد السبسي”، بينما يتوجه الناخبون في “تونس” إلى مكاتب الإقتراع، اليوم الأحد 15 أيلول/سبتمبر 2019.

ويوجد في الخارج قرابة 400 ألف ناخب تونسي يحق لهم الإقتراع، كما يحق لأكثر من سبعة ملايين ناخب من بين 11 مليون نسمة الإقتراع في الانتخابات داخل “تونس”.

وكان يتنافس على منصب الرئيس ستة وعشرون مرشحًا من الكثير من التيارات؛ يأتي في مقدمتهم رئيس الوزراء الحالي، “يوسف الشاهد” و”عبدالفتاح مورو”، مرشح (حزب النهضة الإسلامي)، والرئيس الأسبق، “منصف المرزوقي”، ووزير الدفاع، “عبدالكريم الزبيدي”؛ الذي قدم استقالته من أجل الترشح، كما ينافس أيضًا رجل الأعمال، “نبيل القروي”، الذي تم القبض عليه قبل الانتخابات بسبب تهم فساد وما زال اسمه بين المنافسين بقوة للفوز بالرئاسة.

إلا أنهم أصبحوا أربعة وعشرون مرشح، وذلك قبل ساعات من بدء الصمت الانتخابي، حيث قرّر مرشحان رئاسيان، مساء أمس الأول الجمعة، الانسحاب من سباق الانتخابات الرئاسية في “تونس”، من أجل عدم تشتيت أصوات الناخبين، وتعزيز حظوظ المرشَّح المستقل، “عبدالكريم الزبيدي”.

ودعا المرشحان المنسحبان، وهما رئيس حركة (مشروع تونس)، “محسن مرزوق”، ورئيس حركة (أمل تونس)، الملاحَق من القضاء بتهم فساد مالي، “سليم الرياحي”، الموجود في المنفى، إلى التصويت لصالح المرشح المستقلّ ووزير الدفاع السابق، “عبدالكريم الزبيدي”، من أجل “المصلحة الوطنية”.

و”الزبيدي” هو آخر وزير للدفاع في الحكومة التونسية، قبل استقالته بعد ترشحه إلى الانتخابات الرئاسية، ويحظى بدعم من حزبي (آفاق تونس) و(حركة نداء تونس) الليبراليين، وعدد من السياسيين المستقلين.

تقليص تشتت الانسحابات وتعزيز فرص “الزبيدي”..

ومن شأن هذه الانسحابات “التكتيكية” من السباق الرئاسي نحو قصر “قرطاج”، تقليص تشتت أصوات الناخبين؛ وكذلك تعزيز فرص المرشح، “عبدالكريم الزبيدي”، للمرور إلى الدور الثاني، مقارنة بمنافسه المباشر مرشح حزب (تحيا تونس) ورئيس الحكومة، “يوسف الشاهد”.

ودخلت “تونس”، أمس السبت، مرحلة الصمت الانتخابي، قبل يوم من بدء الإقتراع بالانتخابات الرئاسية، المقررة، اليوم الأحد.

لن يفوز مرشح “النهضة” بالرئاسة..

“د. علي العلاني”، الأكاديمي والباحث في القضايا الاستراتيجية، علق قائلًا: “إن تأثير الجاليات التونسية في الخارج أقل، ولكنه هام لأن هناك 400 ألف ناخب في الخارج وأي صوت له تأثيره”، مضيفًا إن الجميع يتحدث حول شفافية الانتخابات وهل يمكن تمكين المرشح المسجون، “نبيل القروي”، من أن يتقدم بخطابه للناخبين في آخر يوم؛ وإمكانية إصدار “الهيئة الوطنية” تعليمات بعدم التأثير الانتخابي لإضفاء الشفافية.

وأوضح “د. علي” أن الوضع الاقتصادي والاجتماعي والدبلوماسية التونسية في الخارج سيكون لها دور في ترجيح كفة المترشحين، مشيرًا إلى أن هناك حركات لها مرجعية دينية تحاول استقطاب أكبر عدد من المواطنين، ولأن هناك متطرفون يريدون استغلال ذلك، وأشار إلى أن حركة (النهضة) سيكون لها تأثير، ولكن ليس بالشكل الذي يتخوف منه الآخرون كما حدث في الانتخابات الماضية، منوهًا أن مرشح (النهضة) قد يحصل على أصوات كثيرة، ولكنه لن يفوز بالرئاسة.

وأشار “العلاني” إلى أن أصوات المرأة في “تونس” لها تأثير؛ لأن الرئيس الراحل، “السبسي”، نجح بأصوات المرأة، فهي تتمتع بالكثير من المكاسب ولن تنحاز إلى تيارات لا تحترم حقوقها، وأكد الأكاديمي التونسي على أن الصراع على منصب الرئاسة التونسية لن يخرج عن وزير الدفاع، “عبدالكريم الزبيدي”، و”يوسف الشاهد”، مع التأكيد على إمكانية وجود مفاجآت يمكن أن تحدث في اللحظات الأخيرة.

تعدد المرشحين ظاهرة صحية..

من جانبه؛ أشار “عبدالحميد الجلاصي”، القيادي في حركة (النهضة) أن هناك عددًا كبيرًا من المواطنين في الخارج وهذا له دور في ترجيح كفة المرشحين، معتبرًا أن تعدد المرشحين ظاهرة صحية، وخاصة أن هناك تنوع في المعسكرات الليبرالية والعلمانية والإسلامية، قائلًا إنه يأمل أن يصل مرشح (النهضة)، “عبدالفتاح مورو”، إلى قصر الرئاسة، مشيرًا إلى أن للحركة حظ كبير في هذه الانتخابات لأنها قامت بحملة انتخابية كبيرة وجابت كل “تونس” من خلال اجتماعات ومؤتمرات في كل مكان.

وصول “القروي” للمرحلة الثانية قد يعصف بالمشهد كله !

كما أشار “المنجي الخرباوي”، الناطق باسم حزب (نداء تونس)؛ إلى أن هناك حوالي 10% من التونسيين في الخارج ومشاركتهم في هذه الانتخابات مهمة جدًا لأن لهم دور فاعل في سياسة “تونس”، مؤكدًا على أن هناك ظاهرة وهي وجود مرشح هو، “نبيل القروي”، يتقدم مرة تلو الأخرى على الآخرين برغم أنه مسجون في قضايا فساد ومازال في المرتبة الأولى في الاستطلاعات؛ وهذه تعتبر سابقة تاريخية في العالم وقد يصل للمرحلة الثانية وهذا ما قد يعصف بالمشهد ككل.

وقال “الخرباوي” إن هناك بجانب ذلك؛ “يوسف الشاهد” و”عبدالكريم الزبيدي”، وراهن الناطق باسم حزب (نداء تونس) على وعي الشارع التونسي لاختيار مرشح له صفات الرئيس الراحل، “الباجي السبسي”، مؤكدًا على أن الصندوق هو الفيصل والحسم لم ينته بعد لأنه قد تحدث تنازلات من مرشحين لآخرين وقد يحدث كشف لأسرار وتقديم مستندات ما يمكن أن يقلب الطاولة ونرى مرشحًا غير متوقع بالمرة.

المرشحون يعانون من نظرة المجتمع لهم..

وفي تقرير لـ (الفاينانشيال تايمز) بعنوان: “الانتخابات تلقي الضوء على الديمقراطية التونسية الوليدة”.

يستعرض التقرير أبرز المرشحين في الانتخابات الرئاسية المنتظرة، اليوم الأحد، ويشير إلى أن الناخبين سيختارون من بين 26 مرشحًا، لكن تشتت الناخبين قد يؤدي في النهاية إلى ضعف الإقبال على صناديق الإقتراع.

ويوضح التقرير أن مرشح حزب (النهضة)، “عبدالفتاح مورو”، يتصدر قائمة المرشحين الأكثر حظًا؛ لأنه أحد مؤسسي الحزب المترسخ في المجتمع التونسي، والذي يمتلك أكبر كتلة برلمانية في البلاد، وبالتالي قد يصل إلى الجولة الثانية من الانتخابات.

ويقول التقرير: “حتى الآن لا يعكس، مورو، الصورة النمطية لرجل الدين الراغب في فرض الشريعة بشكل متشدد على المجتمع، لكن ينظر إليه على أنه محام معتدل يمتلك حسًا كبيرًا للدعابة حتى أنه ذات مرة شارك في أداء أغنية في أحد البرامج التليفزيونية”.

ويضيف التقرير أن حزب (النهضة)، منذ وافق على الدستور الذي لا ينص على الشريعة الإسلامية، كان شريكًا كاملًا للأحزاب العلمانية في “تونس” في تشكيل الحكومات المتعاقبة، خلال الأعوام الأربعة الماضية، لكن هذه هي المرة الأولى منذ الإطاحة بـ”بن علي” التي يدفع فيها الحزب بمرشح للرئاسة.

ويشير التقرير إلى أن المرشحين يعانون من نظرة المجتمع التونسي لهم وللسياسيين من كل الأطياف، لأنهم لم يقدموا الكثير للمواطن العادي الذي يعاني، منذ سنوات، من تردي الأوضاع الاقتصادية وتراجع مستوى المعيشة.

بيرلسكوني” تونس..

فيما ركزت (الغارديان) البريطانية الملف على شخصية “نبيل القروي”، رجل الأعمال الذي يخوض الانتخابات رغم أنه يقبع في السجن بسبب اتهامات بالفساد المالي وغسيل الأموال.

وعنونت مقالها بالمقارنة بين “القروي”، ورئيس الوزراء الإيطالي السابق ورجل الأعمال الشهير، “سيلفيو بيرلسكوني”، قائلًا: “بيرلسكوني تونس؛ بطاقة انتخابية جامحة في آخر اختبار للربيع العربي”.

آخر طرق الديمقراطية في بلدان “الربيع العربي”..

وضحت (الغارديان) إن: “تونس هي آخر المعاقل المتبقية على الطريق الديمقراطي من بلدان الربيع العربي، بعدما إنزلقت مصر مرة أخرى إلى نظام الحكم السلطوي وتحولت الأوضاع في سوريا وليبيا بإتجاه الصدام المسلح”.

مضيفة أن “القروي”، الذي بدأ إضرابًا عن الطعام في محبسه، يُصر على خوض غمار المعركة الانتخابية ملتحفًا بدفاع أنصاره عنه وإصرارهم على أن الاتهامات التي وجهت إليه مسيسة، كما أنه يحظى بدعم بعض وسائل الإعلام وعلى رأسها قناة (نسمة) المتلفزة التي يمتلكها.

وتضيف: “اعتقال القروي يُعد البطاقة الجامحة في الصراع السياسي الطويل داخل النظام الديمقراطي الوليد في تونس بين حزب (النهضة الإسلامي) المعتدل والأحزاب المعارضة للتيار الإسلامي التي انشقت على نفسها”.

وتواصل بالقول إن: “حملة القروي لترشيح نفسه تقف في مواجهة الشعور المتزايد بخيبة الأمل في القادة السياسيين للبلاد الذين فشلوا في تحسين الأوضاع الاقتصادية للمواطنين خلال الحقبة التي تلت الإطاحة بنظام الرئيس المخلوع، زين العابدين بن علي”.

وتشير إلى أنه تجري الإشارة إلى “القروي” في البلاد على أنه “بيرلسكوني التونسي”، ومن جانبه قام “القروي” ببث مقاطع عديدة لنفسه؛ بينما كان يوزع المساعدات على الفقراء في مختلف أنحاء البلاد.

وتختتم بالقول إن الطبقة السياسية العلمانية في “تونس”، والتي كان يدعمها “القروي”، في السابق، أصبحت تنظر إليه على أنه يشكل تهديدًا لها؛ بينما على الجانب الآخر لم يغفر له قطاع كبير من الإسلاميين عرض فيلم (بيرسيبوليس) الإيراني على قناة (نسمة)، التي يمتلكها ويديرها، عام 2011، واتهم بالإساءة إلى المشاعر الدينية للمسلمين.

أخبار ذات صلة

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب