آخر صيانة لها كانت عام 1945 .. آثار الأنبار تستغيث: “مئذنة الفاروق” على وشك الانهيار

آخر صيانة لها كانت عام 1945 .. آثار الأنبار تستغيث: “مئذنة الفاروق” على وشك الانهيار

وكالات- كتابات:

حذر مدير آثار محافظة الأنبار؛ “عمار علي”، من خطر داهم الذي يُهدّد “منارة هيت” التاريخية؛ (مئذنة الفاروق)، فيما أشار إلى أن: “المنارة تُعاني من تصدَّعات وتشَّققات واسعة وميلان في القاعدة، ما يجعلها مهدَّدة بالانهيار في أي لحظة”، وبيّن أن آخر صيانة أجريت لها كانت في العام 1945، وعلى يد الأهالي وبطرق بدائية وغير مدروسة.

وأوضح “علي”؛ لوسائل إعلام محلية، أن: “المنارة يعود تاريخها إلى ما قبل الفتوحات الإسلامية، وكانت تستخدَّم كفنار لمراقبة القوافل التجارية بين بلاد الشام وبلاد الرافدين، قبل أن تُلحق مع مسجد صغير في زمن الخليفة عمر بن الخطاب؛ وتتُخذ مئذنة له”، مشددًا على أن: “أعمال الصرف الصحي والرطوبة المتراكمة أثرت سلبًا على بُنيتّها، رغم ارتفاعها عن مستوى المدينة”.

وأشار إلى أن: “الهيئة العامة للآثار؛ خاطبت عدة جهات رسمية لصيانة المنارة، لكن ملكيتها التابعة لديوان الوقف السَّني؛ بموجب قانون الآثار رقم (55) لسنة 2002، تُحتّم أن يتولى الوقف أعمال الترميم تحت إشراف الهيئة”، مبيَّنًا أن: “الوقف وعدّ مرارًا بتمويل أعمال الصيانة، لكن تلك الوعود لم تُنفذّ حتى الآن”.

وأضاف: “نحن بانتظار تخصيّصات الوقف للبدء بصيانة علمية بمشاركة خبراء آثار ومهندسين متخصصين، بعد إعداد دراسة فنية دقيقة، لكن التأخير المستَّمر في التمويل يُعدّ العائق الأكبر، رغم جاهزية الهيئة للإشراف الكامل على المشروع”.

وأكد مدير “آثار الأنبار” أن: “محافظة الأنبار طالبت بإعداد خطة صيانة هندسية عبر مراكز استشارية متخصصة، إلا أن المخاطبات والإجراءات ما تزال تراوح مكانها، والمنارة التي صمدَّت قرونًا تقف الآن على حافة الانهيار”.

من جانبه؛ اتهم الناشط المدني؛ “علي أحمد”، من سكان مدينة “هيت”، الجهات المعنية بالتقاعسَّ والإهمال المستَّمر تجاه “مئذنة الفاروق” التاريخية، مبينًا أن: “المنارة مهدَّدة بالانهيار في أي لحظة، ومع ذلك لا تزال الوعود الحكومية بترميمها وتأهيلها معلّقة دون تنفيذّ فعلي”.

وقال “أحمد”؛ إن: “أهالي هيت؛ يشعرون بخيبة أمل كبيرة بسبب التجاهل الواضح لهذا المعلم الأثري الذي يُمثّل هوية المدينة وذاكرتها الحضارية”، مضيفًا أنه: “رغم تحذيرات المتخصصين والمخاطبات الرسمية، لم نشهد أي خطوة ملموسة من ديوان الوقف السَّني أو الجهات الفنية للبدء بأعمال الصيانة”.

وأكد أن: “المئذنة لا تحتاج فقط إلى ترميم، بل إلى خطة إنقاذ عاجلة تُشرف عليها جهات هندسية واستشارية متخصصة”، مطالبًا الحكومة المركزية و”ديوان الوقف” بتحمل مسؤولياتهم قبل فوات الأوان.

وتُعدّ “مئذنة الفاروق”؛ في “هيت”، من أبرز المعالم الأثرية في “الأنبار”، ويعود تاريخها إلى ما قبل الإسلام، حيث كانت فنارًا للقوافل بين “الشام والعراق”. بعد الفتح الإسلامي، أُلحقت بمسجد في زمن “عمر بن الخطاب”، وظلت شامخة لقرون رغم غياب الصيانة العلمية.

أخبار ذات صلة

أخبار ذات صلة