26 أبريل، 2024 12:20 ص
Search
Close this search box.

“آبي” في طهران الأربعاء .. هل تستطيع الوساطة اليابانية نزع فتيل الصراع “الأميركي-الإيراني” ؟

Facebook
Twitter
LinkedIn

خاص : كتبت – نشوى الحفني :

رغم ما يحدث من تناقضات على صعيد الصراع “الأميركي-الإيراني”؛ فتارة يميل الطرفان للاتفاق والتفاوض وتارة يشد الطرفان معًا، وآخر تلك التناقضات ما فعلته “واشنطن” من فرض عقوبات جديدة على “قطاع البتروكيماويات” الإيراني، وترفض الأخيرة تصرفات “واشنطن” وتهديداتها؛ وترفض أيضًا اقتراح “فرنسا” للوساطة بينهما، إلا أنها وافقت على وساطة “اليابان” التي سيقوم بها رئيس الوزراء الياباني، “شينزو آبي”، الذي سيزور “طهران”، الأربعاء القادم، ويبدو أنها تضع عليها آمالًا كبيرة.

إلا أن “إيران” أستبقت، تلك الزيارة أو الوساطة، بإشتراط ثلاث ضمانات، فقد أعلن المتحدث باسم المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني، “كيوان خسروي”، أن “طهران” تريد ضمانات لقبول وساطة رئيس وزراء اليابان، “شينزو آبي”، الذي من المرتقب أن يزور “إيران”، الأربعاء المقبل، للتحدث حول المفاوضات مع “الولايات المتحدة”.

ونقلت وكالة (فارس)، عن “خسروي”، قوله إن: “آبي سيأتي إلى طهران كوسيط من واشنطن”، مشددًا على أن نجاح هذه الوساطة مرتبط بثلاثة ضمانات، وهي: “عودة أميركا إلى الاتفاق النووي، وإلغاء العقوبات، والتعويض عن الخسائر التي لحقت بإيران”.

وتُعد هذه الزيارة أول زيارة لرئيس وزراء ياباني إلى “إيران”، خلال العقود الأربعة الماضية، حيث زار رئيس الوزراء الياباني الأسبق، “تاكئو فوکودا”، إيران، قبل 41 عامًا.

آمال إيرانية في تخفيض الزيارة لحدة التوتر..

وأعرب مساعد وزير الخارجية الإيراني، “عباس عراقجي”، عن أمله في أن تخفض زيارة رئيس وزراء اليابان، “شينزو آبي”، المرتقبة إلى العاصمة الإيرانية، “طهران”، من حدة التوتر في المنطقة، على حد تعبيره.

ونقلت وكالة أنباء (تسنيم)، الناطقة بالفارسية، ما جاء في مقابلة أجراها “عراقجي”، مع قناة (إن. إتش. كي) اليابانية، الأربعاء الماضي؛ حيث قال: “قد تتمكن اليابان من أن تجعل الأميركيين يدركون الظروف الراهنة”، معربًا عن أمله في أن تؤدي زيارة “شينزو آبي”، إلى “طهران”، من حدة التوتر في المنطقة.

وأشارت القناة اليابانية إلى تصريحات مساعد وزير الخارجية الإيراني، الذي قال إن: “إيران لم تكن ترغب في أن يتدخل طرف ثالث كوسيط بين إيران وأميركا”، واعتبرت أقوال “عراقجي”، بخصوص زيارة رئيس الوزراء الياباني، بمثابة ترحيب “طهران” بالوساطة اليابانية بين “طهران” و”واشنطن”.

انقسام القادة السياسيين حول المفاوضات..

ويأتي هذا؛ بينما انقسمت مواقف كل من المرشد الأعلى، آية الله “علي خامنئي”، والرئيس، “حسن روحاني”، حيال المفاوضات مع “الولايات المتحدة”، خلال إلقائهما خطبتين عقب صلاة “عيد الفطر”، الأربعاء الماضي.

وبينما شدد “خامنئي” على “التمسك بالمقاومة ورفض الإستسلام”، أكد “روحاني” على أن “إيران” تعتمد “الصبر الإستراتيجي”، وتنتظر ظروفًا أفضل للمفاوضات.

ومع تصاعد التوتر العسكري بين “واشنطن” و”طهران”، أعلنت “الولايات المتحدة” أنها ستزيد عدد قواتها في المنطقة بـ 1500 جندي، بعد إرسالها حاملة طائرات (إبراهام لينكولن)، وقاذفات (بي 52) ومعدات وتجهيزات أخرى في الخليج العربي لردع “إيران”.

العقوبات الجديدة تكشف زيف واشنطن تجاه المفاوضات..

كما فرضت “وزارة الخزانة” الأميركية عقوبات جديدة، الجمعة الماضية، استهدفت 39 شركة تابعة لمجموعة “الخليج للبتروكيماويات” في “إيران” وخارجها، والتي تنتج 50% من صادرات “إيران” لـ”البتروكيماويات”.

وهو ما اعتبره المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية، كشف لـ”زيف” موقف “الولايات المتحدة”؛ التي أبدت استعدادًا للتفاوض مع “طهران”.

وقال “عباس موسوي”، في بيان صدر غداة إعلان “واشنطن” فرض عقوبات اقتصادية على “شركة الخليج الفارسي للبتروكيماويات، إن: “أسبوعًا واحدًا فقط كان كافيًا لإثبات زيف مزاعم الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، بالتفاوض مع إيران”.

وتابع: “العقوبات الأميركية الجديدة؛ تجعل الحديث عن استئناف المحادثات فارغًا”.

محاولة إسرائيلية للتأثير على المفاوضات..

وفي محاولة للتأثير على سير الوساطة اليابانية، أجرى رئيس الوزراء الإسرائيلي، “بنيامين نتانياهو”، الجمعة الماضية، مكالمة هاتفية مع نظيره الياباني، “شينزو آبي”.

وأكد “نتانياهو”، أثناء المكالمة، حسب بيان صدر عن مكتبه، ضرورة “مواصلة الضغط على إيران لصد عدوانها في المنطقة”.

زيارة أولى من نوعها..

عن مستقبل الوساطة اليابانية، يقول “محمد عاكف جمال”، في (البيان) الإماراتية: “سيناريو المفاوضات وفق سقف معين – أسمته بعض وسائل الإعلام، شرط تغيير السلوك، للدخول في مفاوضات لإحتواء التصعيد القائم – بدأ يفرض نفسه مع تراجع الحرب الكلامية والتهديد بالذهاب نحو سيناريو المواجهة العسكرية”.

مضيفًا أنه: “لا شك أن الولايات المتحدة، وهي مقدمة، على الأرجح، على التفاوض مع إيران، على قناعة تامة، ويشاركها في ذلك معظم دول العالم، بأن القيادة الإيرانية لا يمكن أن تغير سلوكها، فسياساتها نابعة من دستور ذي طابع ثيولوجي، يضفي على الكيان الإيراني القائم سمات، الثورة، وليس سمات، الدولة”.

من جانبه؛ يقول “فاروق يوسف”، في (العرب) اللندنية؛ إنه: “لا ضرورة للحوار مع إيران”.

ويقول: “لا أحد يثق بإيران سوى أتباعها، الذين ليسوا مغفلين كما يتوهم البعض. أولئك الأتباع يفهمون لغة إيران ويدركون حيلها، وهي تسعى إلى الإلتفاف على الحقيقة. ذلك ما يعجبهم فيها، وهو ما يجعلهم مشدودين إلى عصا الساحر المقيم في طهران. هم محتالون صغار، يمارسون أدوارهم في سياق عملية تخريب شاملة، يرعاها النظام الإيراني من أجل أن تتسع مزرعة الفساد، فلا يبقى هناك مجال للتفكير بوعي وطني، أو ضمير نزيه أو عدالة اجتماعية”.

فيما أبدى موقع (لبنان 24) تفاؤلاً، بزيارة رئيس وزراء اليابان لـ”طهران”، ووصفها في عنوان رئيس بأنها: “الأولى من نوعها”، متسائلاً: “فهل ينجح، شينزو آبي، في حل الأزمة بين إيران وأميركا ؟”.

ويقول إن احتمالات نجاح الوساطة تتمثل في “العلاقة الشخصية القوية بين آبي وروحاني”، وأيضًا بسبب “نأي اليابان بنفسها، عن القرارات الأميركية المتعلقة بالشرق الأوسط، مثل إعتراف واشنطن بسيادة إسرائيل على مرتفعات الجولان المحتلة، ونقل سفارتها إلى القدس المحتلة”.

هل مصير طهران مثل بغداد ؟

ويتساءل “محمد سيد رصاص”، في صحيفة (الحياة) اللندنية: “هل يكون مصير طهران مثل بغداد 2003 ؟”.

ويقول: “إن سلاح العقوبات الاقتصادية هو السلاح الأميركي الرئيس لإقناع طهران بالقبول بالشروط الأميركية. لكن ما أتضح من خلال عملية تخريب ناقلات النفط في ميناء الفٌجيرة الإماراتي، وضربات الطائرات المسيرة الحوثية لأنابيب النفط في السعودية؛ هو أن طهران لا تلجأ إلى المجابهة المباشرة، بل تلجأ إلى تسخين مدروس، من خلال وكلاء معلنين في صنعاء، أو عبر، (المجهول المعلوم)، في عملية الفُجيرة، لترسل رسالة مفادها أنها قادرة على الضرب، خارج نطاق المنطقة الممتدة بين شمال الخليج وجنوبه إلى أبعد من (مضيق هرمز)، وأنها قادرة بالتالي على إشعال عموم المنطقة”.

ويضيف: “ليست إيران اليوم قوية؛ كما كانت أمام أوباما عند توقيع اتفاق العام 2015. ولكنها ليست ضعيفة إلى الحدود التي كان عليها العراق عام 2003″، متوقعًا أن: “الحرب لن تحصل على الأرجح، لا بل إن التسوية (الأميركية-الإيرانية) هي المرجحة، لكنها لن تكون لصالح إيران، كما كانت تسوية (أوباما-خامنئي) في عام 2015”.

يقول “أحمد المرشد”، في (الأيام) البحرينية: “إذا كانت إيران تلعب مع أميركا، وتشاركها في إجراء مناورات عسكرية كل على حدة بالمنطقة، فهي تريد أن تقول لنا ولغيرنا إنها لم تتأثر بعد، بالعقوبات الاقتصادية والتهديدات الأميركية، وإنها عصية على الخضوع لمثل هذه الإجراءات الأميركية، والرسالة واضحة لنا كخليجيين، بأن طهران تحاول إبداء مدى قوتها، وأنها لن تتعرض لأضرار اقتصادية أو عسكرية، وإنها ليست فريسة سهلة لأي محاولة أميركية للنيل منها”.

أخبار ذات صلة

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب