خاص : ترجمة – بوسي محمد :
يواجه عملاق التكنولوجيا (آبل) دعوات جماعية من جانب أولياء الأمور والمستثمرين؛ الذين لديهم أسهم في الشركة، بتوفير مزيد من الخيارات والأدوات لمساعدة الآباء على كبح جماح استخدام الأطفال المفرط لأجهزة الـ”آي فون”، وضمان استخدام منتجاتها وتطبيقاتها بطريقة مثلى.
ووفقاً لصحيفة (واشنطن بوست) الأميركية، اعترفت (آبل) بأنه لا يوجد حتى الآن أدوات جديدة لمساعدتهم، ولكنها تعهدت خلال الفترة المقبلة بأنها ستتوافر أدوات بإمكانها حماية الأطفال من “الإدمان التكنولوجي” الذي يهدد بصحتهم العقلية والنفسية والجسمانية.
وقد طلب المساهمون والآباء من (آبل)، منذ أشهر، تناول كيفية استخدام الهواتف الذكية بشكل آمن، وتقديم أدوات للتعامل مع المشكلة.
ودعت كل من “غانا” و”كالركس”؛ اللتان تملكان 2 مليار دولار في أسهم شركة (آبل)، بألقاء نظرة جدية على كيفية التخفيف من الآثار السلبية المحتملة الناتجة عن الاستخدام المفرط لهواتف الـ”آي فون”.
وتقول “غانا” و”كالركس” أنه بإمكان (آبل)، بل يجب عليها، مواجهة المشكلات بشكل مباشر، من خلال إنشاء أدوات برمجية جديدة، وأن تقدم (آبل) للآباء مزيدًا من الخيارات والأدوات التي تضمن لهم الحفاظ على سلامة وصحة أطفالهم.
وأضافتا “غانا” و”كالركس” بأن (آبل) من الممكن أن تلعب دورًا رائدًا، من خلال تقديم مثال حول إلتزامات الشركات التكنولوجية لأصدقائها الصغار، وعرض الروح المبتكرة التي جعلت منها الشركة الأكثر قيمة في العالم. وهن يرون أن معالجة هذه المسألة الآن ستعزز القيمة طويلة المدى لجميع المساهمين، من خلال إنشاء المزيد من الخيارات وأدوات الحماية للعملاء اليوم، والمساعدة في حماية الجيل القادم من القادة والمبتكرين والعملاء غدًا.
وقالت “باري روزنشتاين”، مدير إدارة الحوكمة في شركة “كاركس”: “يمكن لشركة (آبل) أن تلعب دوراً محدداً من خلال دعوة رجال الصناعة بالاهتمام بصحة وتنمية الجيل التالي”.
“آبل” تستجيب..
استجابت شركة (Apple) لدعوات المساهمين والآباء، وقامت بنشر صفحة موارد جديدة توضح ما يمكن للآباء فعله الآن لمراقبة استخدام “iPad” و”iPhone” لأطفالهم.
وأشارت الصحيفة الأميركية، إلى أنه لا توجد ميزات جديدة على صفحة الموارد هذه، على الرغم من أن (آبل) قالت في كانون ثان/يناير 2018، إنها تعمل على “تحسينات جديدة” لمعالجة المخاوف المتعلقة باستخدام التكنولوجيا المشكوك فيها، وهي استجابة للمستثمرين الذين يطلبون المزيد من “الخيارات والأدوات لمساعدة الآباء على حماية أطفالهم من الخطر الرقمي”.
وتسرد الصفحة عددًا من إعدادات (Apple)، بما في ذلك أدوات الرقابة الأبوية التي تسمح للكبار بالاختيار بين التطبيقات التي يمكن للأطفال استخدامها ومنع الأطفال من شراء عناصر بدون إذن والديهم، كما توضح (آبل) كيفية استخدام أوضاع عدم الإزعاج أثناء أداء الواجب المنزلي.
وتقدم الصفحة أيضاً نصائح إرشادية للآباء، حول كيفية استخدامهم لأجهزة الجوال لتتبع أطفالهم.
ولفتت الصحيفة الأميركية إلى أن الصفحة الجديدة لا تعالج مشكلة طول المدة الزمنية؛ التي يقضيها الأطفال في تصفح هواتفهم.
وقد وجدت شركة “Common Sense Media”، التي أجرت أبحاثًا موسعة حول استخدام الأطفال للتكنولوجيا الحديثة، أن متوسط عمر المراهقين يقضي سبع ساعات تقريبًا أمام الشاشات كل يوم، والأطفال ثماني ساعات، والأطفال دون السنتين نحو ساعتين في اليوم أمام الشاشات.
وأشارت إلى أنه يزال الباحثون يتناقشون حول مقدار الوقت الذي تستغرقه الأطفال أمام الشاشة.
“سامسونغ” تحارب الإدمان التكنولوجي..
قامت شركات أخرى بخطوات صغيرة للحد من الاستخدام المفرط للهواتف الذكية، منها شركة “سامسونغ” التي قامت بالاتفاق مع الناشرة، “أريانا هافينغتون”، وهي مقدمة برامج إذاعية، وصحافية، وكاتبة، ومدونة، وضليعة بتضاريس الإعلام الرقمي في المكسيك، لإطلاق مشروع لتخفيض استخدام الهاتف من خلال توجيه رسالة إلى أولياء الأمور مفادها إنقطاع التيار الكهربائي الآن. ولكن مستخدمي “iPhone” من جميع الأعمار طلبوا من (آبل) أن تأخذ زمام المبادرة وأن تقدم ميزات جديدة لمساعدتهم.
واحتج الطلاب في “جامعة ستانفورد”، في وقت سابق من هذا الشهر، وطلبوا من شركة (آبل) بتصميم وضع جديد يحجب جميع ميزات “iPhone”، باستثناء المكالمات والنصوص وتطبيقات الخرائط والصور.
وأوضحت (واشنطن بوست)، أن (آبل) لم تقدم أي تفاصيل حول الميزات الجديدة التي قد تأتي على الطريق حسبما تعهدت، ومن المتوقع أن تبدي (آبل) نظام تشغيلها المحمول المقبل في مؤتمرها للمطورين، والذي يبدأ في 4 حزيران/يونيو 2018.
