21 ديسمبر، 2024 6:57 م

هكذا يرونها في إيران .. مظاهرات العراق المشبوهة .. “البعث” وأيادي أجنبية في قفص الأتهام !

هكذا يرونها في إيران .. مظاهرات العراق المشبوهة .. “البعث” وأيادي أجنبية في قفص الأتهام !

خاص : ترجمة – محمد بناية :

لم يتصور أحد أن تتخذ المظاهرات العراقية الأخيرة مثل هذه الأبعاد، تلك المظاهرات التي لم يتبناها أي تيار سياسي عراقي؛ ويبدو أنها خرجت بشكل عفوي.

فقبل أسبوع؛ انتشرت على شبكات التواصل الاجتماعي، (فيس بوك) و(تويتر)، دعوات تطلب إلى العراقيين التظاهر. لكن لم يكن معلومًا للرأي العام ووسائل الإعلام، وحتى الحكومة، مصدر هذه الدعوة. عمومًا فقد إنطلقت المظاهرات وكان أهمها في “بغداد”. بحسب موقع (الدبلوماسية الإيرانية) المقرب من وزارة الخارجية.

أعداد غير متوقعة..

لم يكن عدد المتظاهرين، في الساعات الأولى، كبيرًا وتوقع الكثيرون أن تنتهي سريعًا ويتفرق المتظاهرون. لكن إزدادت الأعداد قبيل الغروب؛ واجتمع عدد هائل من المواطنين، (عكس المتوقع)، في “ساحة التحرير”، مع هذا لم يكن العدد كبيرًا كفاية لإطلاق مظاهرات على نطاق واسع.

ومع غروب الشمس انتشرت الأخبار عن مقتل ما لا يقل عن متظاهر واحد وإصابة 200 آخرين. وعليه توحلت المظاهرات إلى العنف؛ وحدث ما لم يكن في الحسبان. واستمرت المظاهرات حتى الأمس وإندلعت الاشتباكات من جديد، ما أدى إلى مقتل شخصان على الأقل، حتى لحظة كتابة هذه السطور.

وأنتقلت عدوى مظاهرات الأمس إلى عدد من المدن العراقية الأخرى مثل “الديوانية”. ودانت معظم التيارات السياسية والمحافل الدولية، مثل “الأمم المتحدة”، أعمال العنف، لكنها أعترفت بحق العراقيين في التظاهر والحركة الديمقراطية.

شبهات وشكوك !

لكن هذه المظاهرات أثارت الكثير من الشبهات والشكوك. فلا يعلم أحد، حتى اللحظة، الداعي للمظاهرات. وهل تحظى هذه المظاهرات بدعم الفصائل المحسوبة على تيار “البعث” ودعاة العروبة المتطرفون على شبكات التواصل الاجتماعي، والذين يسعون إلى إشعال نيران الاحتجاجات.

وما يزيد الشبهات هو الشعارات التي أطلقها المتظاهرون. شعارات تزيد من الشكوك حول حيادية المظاهرات وعفويتها. والبعض يعتقد في تورط عناصر أجنبية في إحتدام الصراعات، لا سيما وأن الأخبار المنشورة في الفضائيات العربية تؤكد أن “مايك بومبيو”، وزير الخارجية الأميركي، كان قد حذر، “عادل عبدالمهدي”، رئيس الوزراء العراقي، من زيارته المرتقبة لـ”الصين الشعبية”؛ وطلب إليه تأجيل القيام بهذه الرحلة.

أيادي أجنبية..

وكذلك قيل إن المظاهرات إندلعت بعد يوم على إعلان، “عادل عبدالمهدي”، تورط “إسرائيل” في الهجوم على مخزن أسلحة (الحشد الشعبي).

هذا بالإضافة إلى تكليف وزير الدفاع العراقي بالرد على مخالفات “الولايات المتحدة” الصارخة؛ فيما يتعلق بشراء منظومة الدفاع الجوي، (s-400)، من “روسيا”. وهي كلها، كما يراه البعض، مؤشرات تثبت تورط أيادي أجنبية في المظاهرات.

والحقيقة أن أداء الحكومة، خلال العام الأخير، لم يكن مقبولاً من أوجه كثيرة، وبخاصة لم تلبي محاولات تقديم الخدمات للمواطنين بمستوى توقعاتهم.

من ذلك الفشل في مكافحة الفساد، والذي يثير حساسية الرأي العام العراقي بشدة، بل قيل إن نطاق الفساد أتسع بحيث اخترق مكتب رئيس الوزراء نفسه، وهذه المسألة كانت سببًا في استياء، “عبدالمهدي”، من دائرة المحطين به واتهمهم باستغلال نفوذهم ومكانتهم الإدارية.

لكن للحقيقة وجه آخر، فالبلد الذي عانى من الفساد سنوات طويلة، بحيث تراكمت المشكلات الخدمية والاجتماعية والاقتصادية المتعددة لا يجب أن يتوقع من حكومته أن يتخطى طريق مئة عام خلال عام واحد، خاصة بعد إعتراف نواب البرلمان والكثير من التيارات السياسية بإجراءات، “عبدالمهدي”، المؤثرة في مجال مكافحة الفساد.

ومازال غامضًا، حتى اللحظة، إذا ما كان المتظاهرون قد أجبروا قوات الأمن على استخدام العنف، أم أن قوات الأمن لجأت لاستخدام العنف دون مبرر. لكن الحقيقة لو أن الحكومة فشلت في السيطرة على الأوضاع وسمحت بالتمادي في العنف لكان مازال مستمرًا وقويًا، ولما كان واضحًا إلى أين قد تصل هذه المظاهرات.

ولا يجدر تجاهل أن الراي العام يتحرك هذه المرة، وكالعادة، دون توجيه التيارات السياسية المؤثرة أو المفكرين أو طبقة النخبة الثقافية، وهذه المسألة قد تتيح، (بخلاف المشاكل العديدة)، الفرصة للكثير من الأفراد الذي يريدون تحقيق أهداف مغرضة.

أخبار ذات صلة

أخبار ذات صلة