“ناشيونال إنترست” تكشف .. إسرائيل تُزيد اعتمادها على واشنطن وسط فتور متصاعد

“ناشيونال إنترست” تكشف .. إسرائيل تُزيد اعتمادها على واشنطن وسط فتور متصاعد

وكالات- كتابات:

نشرت مجلة (ناشيونال إنترست)؛ تقريرًا يُسلط الضوء على تحولٍ بارز في العلاقة بين “إسرائيل” و”الولايات المتحدة”، حيث باتت “تل أبيب” تعتمد بشكلٍ متزايد على “واشنطن” التي تُظهر تعاطفًا أقل تجاهها، مقارنةً بالماضي.

ويأتي هذا التغيَّر في وقتٍ تحتاج فيه “إسرائيل” إلى دعم أميركي أكثر من أي وقتٍ مضى.

ورُغم المساعدات العسكرية الأميركية السخية التي تلقتها “إسرائيل” عبر العقود، والتي مكنتها من الحصول على أحدث الأسلحة والتقنيات، لم تُشّرك “الولايات المتحدة” قواتها المسلحة، في قتالٍ مباشر نيابةً عن “إسرائيل” منذ نشأتها عام 1948.

وكانت سياسة عدم طلب قوات قتالية أميركية من الاحتلال الإسرائيلي، قد أعلنها “إسحاق رابين” في سبعينيات القرن الماضي، واتبعها جميع رؤساء الوزراء الإسرائيليين بعده.

لكن في حزيران/يونيو الماضي؛ كسر رئيس الوزراء الإسرائيلي؛ “بنيامين نتانياهو” هذه القاعدة، وطلب دعمًا أميركيًا غير مسبّوق يشمل الطيارين والطائرات الأميركية لقصف مواقع نووية إيرانية، في خطوة وصفها محرر صحيفة (هاآرتس)؛ “ألوف بن”، بأنها: “ذروة غير مسبّوقة” في اعتماد “إسرائيل” على “الولايات المتحدة”.

وفي الوقت نفسه؛ يُثّير هذا الاعتماد المتزايد، قلقًا في الكيان وسط تغيَّرات ديموغرافية وسياسية داخل “الولايات المتحدة”.

ووفق التقرير؛ فقد بدأ الجيل الذي شهد الحرب العالمية الثانية ويعرف جيدًا أهمية دعم “إسرائيل” يتراجع، ليحل محله جيل: “أكثر غموضًا في موقفه تجاه المجتمع اليهودي والدولة العبرية”.

كذلك؛ أصبح الحزب (الديمقراطي) الأميركي، الذي كان يعتمد تقليديًا على دعم اليهود الليبراليين، يتّشكل بشكل متزايد من مجموعات متنوعة، تشمل ناشطين سودًا ولاجئين لاتينيين ومسلمين، الذين ينظرون إلى “إسرائيل” من منظور نقدي بسبب سياساتها تجاه الفلسطينيين، ويرونها امتدادًا للمؤسسة البيضاء التي يدعون إلى مواجهتها.

أما الحزب (الجمهوري)؛ ورُغم تعاطفه الظاهري مع “إسرائيل”، فقد تحوّل إلى تيار أكثر شعبوية وانعزالية، مع تراجع نفوذ صقوره المحافظين الجدَّد.

ويظل المسيحيون الإنجيليون المؤيدون لـ”إسرائيل” جزءًا من قاعدته الانتخابية، لكن الجدل داخل حركة (لنجعل أميركا عظيمة مجددًا) حول سياسة التدخل في النزاع “الإيراني-الإسرائيلي”، كشف عن تزايد نفوذ تيار داعم لسياسة خارجية أقل تدخلًا، ويرى أن المصالح الأميركية والإسرائيلية ليست متطابقة دائمًا.

وتدعو هذه الحركة إلى تقليل المساعدات الأمنية الأميركية لـ”إسرائيل”، والاكتفاء بالدعم السياسي الرمزي، مبررةً ذلك بضرورة إعادة توجيه الموارد لمصلحة الأميركيين أنفسهم.

وبذلك؛ بدأت النخب المؤيدة لـ”إسرائيل” في كلا الحزبين الرئيسيين تتراجع عن المشهد السياسي، ما يطرح تساؤلات حول مستقبل السياسة الأميركية تجاه “إسرائيل” في ظل تزايد اعتماد الأخيرة على دعم “واشنطن” الذي يبدو أقل حماسة وتماسكًا من ذي قبل.

أخبار ذات صلة

أخبار ذات صلة