خاص : ترجمة – محمد بناية :
اجتمعت القيادات العربية، الأحد، مجددًا في الجلسة الثلاثون المشتركة للقمة العربية بـ”تونس”، لتبادل وجهات النظر بشأن مختلف القضايا.
وخلال الجلسة؛ تحدثت بعض القيادات العربية؛ مثل “المملكة العربية السعودية”، و”البحرين”، و”الأردن”، و”العراق”، و”لبنان” وغيرها، لكن الجدير بالملاحظة في خطابات بعض القادة العرب، كانت التصريحات المتكررة ضد “الجمهورية الإيرانية” !.. بحسب ملاحظة وكالة أنباء (مهر) الإيرانية شبه الرسمية.
ماذا قالت القيادات العربية في اجتماع تونس ؟
شدد “أحمد أبوالغيط”، الأمين العام للجامعة العربية، خلال اجتماع “تونس”، على ضرورة حل الأزمات الليبية والسورية واليمنية.
وقال في هذا الصدد: “حلول الأزمات السورية والليبية واليمنية سياسية بالأساس”. وأضاف: “تُعتبر الجولان جزءً من الأراضي السورية، وهي تتبع، طبقًا للقوانين الدولية، الجمهورية السورية”.
وأكد “أبوالغيط”؛ عدم قانونية سيطرة “تل أبيب” على “هضبة الجولان”، وسعيها المستمر للسيطرة على الأراضي العربية.
واتهم، في خطابه، “إيران” و”تركيا”، بالتدخل في شؤون الدول العربية، وأدعى أن هذه التدخلات كانت سببًا في إحتدام أزمات الدول العربية الراهنة !
بدوره تطرق الرئيس التونسي، “الباجي قائد السبسي”، إلى إعتراف “الولايات المتحدة الأميركية” بالسيادة الإسرائيلية على “الجولان”.
وشدد أمير الكويت، “صباح الأحمد الجابر المبارك الصباح”، على استخدام الحلول السياسية للأزمة اليمنية.
في حين جدد العاهل السعودي، “سلمان بن عبدالعزيز”، تصريحاته الفارغة بشأن “إيران”، وقال في خطابه المضحك والمثير للتعجب، متجاهلاً دعم الأسرة السعودية للتنظيمات الإرهابية في المنطقة والعالم: “لا تزال إيران مستمرة في دعم الإرهاب (!!)”.
وأدعى، دون الإشارة إلى دعم بلاده لـ”الكيان الصهيوني”: “السعودية تعارض أي إجراء من شأنه تجريح السيادة السورية على الجولان”. وأضاف في إطار المساعي “السعودية” الرامية إلى تهميش القضية الفلسطينية: “لطالما كانت فلسطين على رأس أولويات الرياض” (!!).
أما الرئيس المصري، “عبدالفتاح السيسي”، فقد أكد على أن: “الحل الوحيد لإقرار سلام شامل في المنطقة هو إعادة الأراضي المحتلة مثل الجولان إلى أصحابها”.
موقف سلبي تجاه جرائم الصهاينة..
طلب أعضاء “الجامعة العربية”، في البيان الختامي، إلى المجتمع الدولي الإعتراف بـ”القدس الشرقية” عاصمة لـ”الدولة الفلسطينية”، وفيه: “ستظل فلسطين القضية المحورية للعرب، والتسوية العادلة لتلكم القضية سوف ينعكس على تقوية الاستقرار”.
ووصف البيان سيادة “الكيان الصهيوني” على أجزاء “القدس الغربية”، بـ”غير القانونية”، مطلقًا. وأن “الجامعة العربية” لازالت تعترف رسميًا بـ”القدس الغربية” عاصمة “الكيان الصهيوني” !..
تأتي هذه التصريحات في حين تتسابق القيادات العربية على التطبيع مع “الكيان الصهيوني”. وكان “أنور قرقاش”، وزير الدولة الإماراتي للشؤون الخارجية، قد وجه دعوة، قبل فترة، للتطبيع العربي مع “تل أبيب”.
من ثم فالإزدواجية العربية، حيال “القضية الفلسطينية”، كشفت مجددًا عن الموقف السلبي، منذ سنوات، ضد أهم قضايا العالمين العربي والإسلامي. وما حدث في الاجتماع الثلاثون بـ”تونس”؛ لا يبشر بالتفاؤل بشأن مستقبل الجامعة ودورها المحدد في تطورات العالم العربي، وبخاصة الأراضي المحتلة ودعم حقوق الفلسطينيين.
دعم غير عملي للسيادة السورية على الجولان..
أكد البيان الختامي على تبعية “الجولان” للأراضي السورية طبقًا للقوانين الدولية، وبطلان أي إجراء من شأنه إنتهاك السيادة السورية على “الجولان”، في حين بقيت “الجامعة العربية” عاجزة عن إتخاذ أي خطوة عملية في مواجهة الإجراءات الأميركية العدائية ضد “الجولان” المحتلة.
وقد كان من المتوقع، بعد سيل الانتقادات العربية ضد إعتراف إدارة “دونالد ترامب” بسيادة “إسرائيل” على “الجولان”، أن تتخذ القيادات العربية سريعًا موقفًا موحدًا ضد “أميركا” والصهاينة؛ وإبعادهم عن الأراضي العربية المحتلة.
ورغم ذلك مجددًا؛ صدر بيان مقروء لا يرقى لمستوى إجراءات عملية بغرض طرد الصهاينة من الأراضي المحتلة. ويبدو أن هذا الصمت الممزوج برضا القيادات العربية، جعل “أميركا” و”الكيان الصهيوني” أكثر جرأة على احتلال الأراضي العربية ومنح شرعية للاحتلال.
وعليه لا يمكن تجاهل دور القادة العرب في احتلال “سوريا” و”فلسطين”.
الإدعاءات السخيفة بشأن التدخل الإيراني في الشأن العربي..
علاوة على ما سبق؛ جدد البيان الختامي الإدعاءات الواهية بشأن سيادة “الإمارات المتحدة” على الجزر الإيرانية الثلاث.
ووصف البيان، التدخلات الإيرانية في الشأن الداخلي للدور العربية، بـ”المرفوضة”.
تأتي هذه الإدعاءات في حين تعود قانونيًا السيادة على الجزر الثلاث لـ”الجمهورية الإيرانية”. لكن أثبتت الجامعة الواقعة، تحت تأثير القرارات السعودية وأسرة “آل سعود”، مساعيها لتقديم خدمة إلى حلفاء “الرياض”، خوفًا من الحرمان من الدعم السعودي.
لقد تحولت “الجامعة العربية”، منذ فترة، إلى شعبة بـ”وزارة الخارجية السعودية”.
كذلك فالإدعاءات بشأن التدخل الإيراني في شؤون الدول العربية؛ هي اتهامات مضحكة وسخيفة إعتاد الرأي العام، على الصعيدين الإقليمي والدولي، سماعها. والهدف في الحقيقة هو سعي القيادات العربية إلى تحريف الرأي العام عن الخطر الرئيس للعالم الإسلامي، وهو “الكيان الصهيوني”، وتوجيه الأذهان نحو “إيران”، وهي مؤامرة لا تزال فاشلة حتى الآن.