9 أبريل، 2024 2:44 م
Search
Close this search box.

من الذي أضاع العراق .. بوش أم أوباما ( 2-2 ) ؟

Facebook
Twitter
LinkedIn

واشنطن – خاص
في لحظة سعيدة لكن قصيرة ومضللة، توقف معظم الأميركيين عن التفكير في العراق. فبعد انسحاب القوات الأميركية في أواخر عام 2011، أعلن الرئيس باراك أوباما أن البلاد “ذات سيادة ومستقرة وتعتمد على نفسها”.
وبعد أن عاد العراق مرة أخرى إلى حالة من الفوضى مع قيام داعش باقتحام البلاد والسيطرة على ثلث مساحتها أسئلة، نهضت اسئلة حول كيف يمكن إنقاذ العراق؟ لا بل دار نقاش حاد: من الذي أضاع العراق .. بوش أم أوباما؟، وهو ما عرضت إليه مجلة “بوليتيكو” الصادرة في العاصمة واشنطن.
بالأمس نشرنا الجزء الأول من قراءة “كتابات” لهذا التحقيق المهم، واليوم نواصله بالجزء الثاني والأخير.

الشيعة ؟
ويقول الكاتب والصحافي توماس ريكس، صاحب كتاب “الفشل التام: المغامرة العسكرية الأميركية في العراق”، منتقدا سياسة بلاده “لقد ساعدنا صدام حسين بالأمس على إضاعة العراق، وساعدنا اليوم في تسليمه إلى الإيرانيين – على الأقل العاصمة بغداد والجنوب. ولكني أعتقد أن الناس الذين أضاعوا العراق حقا هم قادة شيعة قصر النظر. كان لديهم اليد العليا ولكن فضلوا لعبة المستضعفين. كان بإمكانهم جلب السنة إلى عروض سخية من الحكم شبه الذاتي واحترام الاختلافات الطائفية. وبدلا من ذلك، بمجرد خروج (العم سام) من البلاد، اتخذوا سلسلة من الخطوات لإبعاد السنة وبالتالي لتشجيع نمو داعش.

المالكي
ويقول وكيل وزارة الدفاع الأميركية للشؤون السياسية للفترة من 2012 إلى 2014، جيمس ميللر، كانت حرب العراق خيارا استراتيجيا سيئا، بتنفيذ ضعيف من قبل إدارة بوش. ضاعفت الإدارة خطأ حربها التي اختارتها بعدم تحديد استراتيجية كافية واجبة التنفيذ. ويلفت “لقد ساعدت استراتيجية جديدة، بدأت في عام 2007 مع زيادة عديد القوات الأميركية للوصول إلى نوع من النجاح بمساعدة زعماء القبائل السنية، بشكل كبير، ولكن الحقيقة تبقى أن عدم الاستقرار الناجم عن الحرب قد مكن إيران وزاد من التهديد الإرهابي العالمي”.
ويضيف ميللر إن رئيس الوزراء السابق نوري المالكي “فشل في البناء على المكاسب الأمنية التي قدمها الجيش الأميريكي من خلال إنشاء جيش عراقي وطني حقا، فيما العراق يحتاج تحقيق توازن سياسي مستدام يشمل السنة”. وسيتطلب تحقيق هذا دعما مستمرا بل ومتزيدا على أرض الواقع من الجيش الأميركي، ومشاركة مستمرة من جانب الرئيس وكبار أعضاء إدارته مع العراقيين.

الزمان هو من سيقول ؟
من جهته يقول جون نيغروبونتي، سفير الولايات المتحدة في العراق في عامي 2004 و 2005 ومدير الاستخبارات الوطنية الأميركية من 2005 إلى 2007، “كان العراق حربنا بين منذ 2003 وحتى 2011، وبدعم من القوات الأميركية فالحرب اليوم هي حرب العراقيين. لا يزال هناك العديد من العراقيين الوطنيين الذين يرغبون في الموت دفاعا عن بلادهم. ومن الواضح أنه يمكنهم استخدام مساعدتنا في مجالات مثل التدريب والمعدات واللوجستيات والدعم الجوي والاستخبارات. إن أمتنا لديها مصلحة طويلة الأمد في المعركة ضد داعش في العراق من أجل اقصاء أتباع أبو مصعب الزرقاوي من المنصة السياسية التي يمكنهم من خلالها إرهاب باقي دول الشرق الأوسط وخارجها”.
ويركز السياسي والمسؤول الأمني الأميركي السابق، على أهمية أن تسود حكومة العراق في المعركة على المدى الطويل، مستدركا “ولكن سيكون من الأفضل بكثير لموقفنا في المنطقة إذا كان العراق قادرا على القيام بذلك مع مساعدتنا الاستباقية وليس بمساعدة إيران فقط. العراق لم يضع بعد”.

بوش وأوباما : شراكة الأخطاء
وترى ويندي أندرسون التي شغلت عدة مناصب عليا في وزارة الدفاع الأميركية في الفترة من 2010 إلى 2014، إن “لرئيس بوش أرتكب خطأ غزو العراق في المقام الأول. ونال الرئيس أوباما نصيبه من الأخطاء، حيث كان سحب القوات الأميركية من العراق في عام 2011 أمرا مبكرا للغاية. ولكن العراقيين، وخاصة رئيس الوزراء السابق المالكي، و دعونا لا ننسى السنة، لعبوا أدوارا سيئة. كما أن دول الجوار استخدمت باستمرار الفوضى في العراق للنهوض بمصالحها الخاصة”.

استراتيجية أوباما لم تكن كاملة في مواجهة داعش في العراق لكنه عمل جاهدا على تجنيد المنطقة لدعم رئيس الوزراء حيدر العبادي. وواصل الضغط على القيادة العراقية من أجل المصالحة السياسية الداخلية، التي بدونها لن يكون هناك شيء نفعله دائما. وهو ينظر إلى تنظيم الدولة الإسلامية باعتباره مشكلة إقليمية وليس مجرد مشكلة عراقية وسورية”.
وتضيف أندرسون إن بلادها يمكن أن تسرع من وتيرة تزويد العراقيين بالتدريب والمعدات، وتعزيز إرادتهم للقتال، لتخلص إلى القول “ما إذا كان العراق قد ضاع، لا نستطيع أن نحكم لننتظر ونرى”.

من الذي اضاع العراق .. اوباما ام بوش – القسم الأول 

أخبار ذات صلة

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب