17 أبريل، 2024 1:02 ص
Search
Close this search box.

من الذي أضاع العراق .. بوش أم أوباما ( 1-2 ) ؟

Facebook
Twitter
LinkedIn

واشنطن – خاص

في لحظة سعيدة لكن قصيرة ومضللة، توقف معظم الأميركيين عن التفكير في العراق. فبعد انسحاب القوات الأميركية في أواخر عام 2011، أعلن الرئيس باراك أوباما أن البلاد “ذات سيادة ومستقرة وتعتمد على نفسها”.
وبعد أن عاد العراق مرة أخرى إلى حالة من الفوضى مع قيام داعش باقتحام البلاد والسيطرة على ثلث مساحتها أسئلة، نهضت اسئلة حول كيف يمكن إنقاذ العراق؟ لا بل دار نقاش حاد: من الذي أضاع العراق .. بوش أم أوباما؟، وهو ما عرضت إليه مجلة “بوليتيكو” الصادرة في العاصمة واشنطن.
هل كان العراق سيبقى مستقرا لو ترك أوباما وحدة صغيرة من القوات؟ هل أدت “زيادة” بوش إلى استقرار البلاد حقا؟ وللإجابة على هذه الأسئلة جمعت مجلة “بوليتيكو” 12 خبيرا، بما في ذلك قدامى العاملين في كلتا الإدارتين من وزارة الخارجية، البيت الأبيض، البنتاغون و وكالة الاستخبارات المركزية – ضمن فكرة بدت بسيطة: من أضاع العراق؟
جروح العراقيين غير المندملة
السفير الأميركي الأسبق زلماي خليلزاد، كان في العراق للفترة 2005 إلى 2007، وصف المسار الذي كان عليه العراق عندما غادره، والعراق الذي ورثه أوباما حين بدأ مسؤولياته في كانون الثاني/يناير 2009، قائلا “كانت فترة صعبة جدا. خصوصا في أعقاب تفجير المسجد العسكري في سامراء عام 2006، أصبح العنف الطائفي جبهة ومركزا – عدد كبير جدا من القتلى والجرحى، الشيعة والسنة – وصعود تنظيم القاعدة في العراق. وبدأنا جهودا أكبر لتدريب القوات العراقية، مما أسفر عن نمو كبير في حجمها وقدراتها. وأبدت الحكومة العراقية الجديدة برئاسة رئيس الوزراء نوري المالكي استعدادا أكبر لاستخدام القوة ضد الميليشيات الشيعية في البصرة ومدينة الصدر في بغداد. بالإضافة إلى ذلك، فإن التجاوزات التي ارتكبتها القاعدة في العراق ضد الطائفة السنية بدأت تحول بعض السنة ضدهم. مع زيادة التواصل مع السنة، بدأنا لدينا أعداد كبيرة منهم يعملون معنا”.
لكن خليلزاد يستدرك “ما زالت هناك بعض القضايا التي لم يتم حلها – فليس هناك قانون نفطي لتوزيع الموارد، ولا يوجد إصلاح لعملية اجتثاث البعث. كانت هذه جروح ذاتية، إذا أردت – الأخطاء التي قطعناها على أنفسنا، في رأيي، في البداية. ولكني أعتقد أن العراقيين كانوا يسيرون في الاتجاه الصحيح. كان لديك حكومة اكتسبت شرعية وطنية أكبر. وكانت هناك مشاركة سنية أكبر في الحكومة مقارنة بفترة سابقة. وكان مستوى العنف، بحلول نهاية إدارة بوش، قد انخفض بشكل ملحوظ مقارنة بعام 2006، ومطلع عام 2007”.
وردا على سؤال هل سيصل العراق إلى ما كان عليه في بداية ولاية أوباما الأولى، وهل هو في مسار يمكن أن يقوده إلى مكان يمكنه أن يقف فيه بمفرده؟ نوه السفير الأميركي السابق إلى بغداد كريس هيل، إلى أن المالكي كان يتصرف وكأنه قد حصل على كل شيء، ولكن علاقاته بالسنة على الأرض كانت تتجه إلى الركود، وهذا هو نقيض علاقته بالسياسيين السنة في حكومته.
الجنرالات الأميركيون
ويقول الجنرال المتقاعد دانيال بولجر الذي خدم في العراق وأفغانستان ووضع كتاب “حساب عام للحرب العراقية وأفغانستان”، أن أميركا أضاعت العراق لأن “الجنرالات – مثلي – أساءوا استخدام جيشنا الكبير. نقوم بتدريب وتنظيم وتجهيز قتالنا لسحق قوات العدو التقليدية، الزي الرسمي. الذهاب في، قتل ‘م والحصول على الجحيم بها. في عام 2003، حاولنا استخدام أكثر من 100.000 من قواتنا لهزيمة التمرد الراسخ وبناء مؤسسات ديمقراطية قابلة للحياة في بلد لم نكن نفهمه سوى بالكاد”.
ويضيف بولجر في ما يشبه التحية المتأخرة للشعب العراقي “ومع مرور الوقت، تعلمنا كيفية مطاردة القادة الإرهابيين. لقد حصلنا على نسبة معرفة للمجتمع والثقافة العراقية، ولكننا لم نحصل أبدا على مستوى أفضل من معرفة الشعب العراقي المحاصر، المحزون. انهم الخاسر الحقيقي من هذه الحرب الصعبة، وأنها كانوا يعيشون في حالة من الكرب والضنك لعقود. إن آخر من قام باضطهادهم هم مسلحو داعش الذين تركناهم في الميدان عندما تراجعنا في عام 2011”.
الشعب العراقي
سفير الولايات المتحدة في العراق من 2010 إلى 2012، جيمس جيفري، والباحث الزائر في معهد واشنطن للسلام ، يرى أن “العراق لم يضع، لأننا اذا وافقنا على فكرة ضياعه فعلينا أن نسال من أضاع يوغوسلافيا؟ بل من أضاع فيتنام؟ لكن يجب الإعتراف “إنه ليس بلدا ناجحا”، ملقيا باللائمة على “الشعب العراقي الذي فرط بالشريك الأميركي، فالغالبية العظمى من السكان العراقيين لم يفهموا القيم الأميركية أو الغربية أو إظهار رغبة عميقة في رؤية نظام وطني في بلادهم مماثل للأنظمة الغربية. وعلى الرغم من ذلك، ظلت الولايات المتحدة تعمل لنحو ما يقرب من ثماني سنوات في محاولة لتحقيق الهدف المذكورة أعلاه، دون نجاح في نهاية المطاف”.
غدا الجزء الثاني من التحقيق

أخبار ذات صلة

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب