27 يوليو، 2024 2:45 ص
Search
Close this search box.

من الحرب الروسية إلى غزة .. كيف استفادت شركات “وادي السيليكون” من ارتباطها بأجهزة الأمن الأميركية !

Facebook
Twitter
LinkedIn

وكالات – كتابات:

منذ العقد الأول من القرن الـ (21)؛ تضاعفت أرباح الشركات التكنولوجية الكبرى، مثل (غوغل) و(آمازون) و(مايكروسوفت) و(ميتا)؛ المالكة لكل من: (فيس بوك وإنستغرام وواتس آب)، جراء استخدامنا لها بشكلٍ يومي.

إلا أن هذه الشركات توفر العديد من الأدوات للجيش والحكومة الأميركية من مساعدات عسكرية؛ من بينها أحداث 11 أيلول/سبتمبر 2001؛ إلى الأوضاع الأخيرة الناتجة عن العدوان الإسرائيلي على “قطاع غزة” والحرب “الروسية-الأوكرانية”، حصّدت هذه الشركات أرباحًا خيالية.

الشركات التكنولوجية والأرباح خلال 20 عامًا..

ربما يتذكر عمالقة التكنولوجيا؛ حدث 11 أيلول/سبتمبر، الذي غيَّر مجرى الأحداث حول العالم، ولكن أهم ما تغيَّر هو مصير بعض المؤسسات والشركات الكبرى ومالكيها.

حسّب تقرير نُشر على موقع (bigtechsellswar) الأميركي؛ والذي يوضح بالتفصيل كيف استفادت كل من (آمازون ومايكروسوفت وغوغل)؛ بالإضافة إلى كل من: (فيس بوك وتويتر)، بشكلٍ كبير من الحروب على مدى 20 عامًا.

يوضح هذا التقرير؛ كيف سّعت الشركات التكنولوجية إلى متابعة العقود الفيدرالية مع الجيش والاستخبارات الأميركية؛ بالإضافة إلى وكالات إنفاذ القانون، فمنذ سنة 2004 إلى يومنا الحالي؛ تضاعفت عدد العقود المُبّرمة في مجال “الداتا” بين الحكومة الفيدرالية والشركات التكنولوجية مثل: (غوغل ومايكروسوفت).

أما منذ عام 2007 إلى 2019؛ زادت عقود “وزارة الأمن الداخلي” مع عمالقة “وادي السيليكون”: 50 ضعفًا. وأكثر من استفاد من هذه الزيادة (آمازون ومايكروسوفت)، فما بين عامي: 2015 و2019، شهدت (آمازون) زيادة بنسّبة: 400% في جميع العقود الفيدرالية، وتمتعت (مايكروسوفت) بزيادة قدرها: 800%.

فيما ربحت (غوغل) – حسّب نفس التقرير – قرابة: 16 مليون دولار أميركي من العقود مع (البنتاغون)، بالإضافة إلى مليونين آخرين من “وزارة الأمن الداخلي”؛ وحوالي: 04 ملايين من “وزارة العدل”.

حسّب موقع (vice) الأميركي؛ منذ عام 2004، أنفقت: 05 وكالات حكومية، ما لا يقل عن: 44.7 مليار دولار على خدمات من شركات التكنولوجيا الخمس تلك. وكان نصيب الأسد من (البنتاغون) أي: “43.8 مليار”؛ تليه “وزارة الأمن”: بـ”348 مليون دولار”؛ ثم “وزارة الخارجية”: بـ”258 مليون دولار”، تليها “إدارة الخدمات العامة”: “244 مليون”، وأخيرًا “وزارة العدل”.

وفي عام 2020؛ تمكنت (مايكروسوفت) من الفوز بعقد قيمته: 230 مليون دولار من “وزارة الأمن الوطني”، وسّعت للحصول على عقد آخر للحوسبة السّحابية؛ “وهي مصطلح يُشير إلى المصادر والأنظمة الحاسوبية المتوافرة تحت الطلب عبر الشبكة؛ والتي تستطيع توفير عدد من الخدمات الحاسوبية المتكاملة دون التقيّد بالموارد المحلية بهدف التيسيّر على المستخدم”، بقيمة: 3.4 مليار دولار أعلنت عنه الوزارة كجزء من عقد (البنتاغون) للحوسبة السّحابية بقيمة: 10 مليارات دولار.

الحرب “الروسية-الأوكرانية” والشركات التكنولوجية..

حسّب موقع (scientific American) الأميركي، أعلنت شركة (ميتا)، الشركة المالكة لـ (فيس بوك) و(إنستغرام)، أنه يمكن للأشخاص إنشاء منشورات تدعو إلى العنف ضد “روسيا” على منصات التواصل الاجتماعي الخاصة بها منذ سنة 2022.

كان هذا القرار غير مسّبوق؛ إذ تختار إحدى أكبر شركات التكنولوجيا في العالم أحد الجانبين علنًا في صراع جيوسياسي.

خلال الحرب “الروسية-الأوكرانية”؛ لم تكن “روسيا” في صراع مع دولة وحيدة، بل تتصارع أيضًا مع الشركات متعددة الجنسيات التي تمتلك مصالح مالية في نطاقها الجغرافي. وكاستجابة لهذا الوضع، أقرت “روسيا” حظرًا على منصة (إنستغرام) داخل حدودها خلال سنة 2022.

كانت الآثار الناجمة عن هذا القرار ذات أهمية كبيرة؛ حيث أدى الحظر، الذي اتسع ليشمل في نهاية المطاف منصة (فيس بوك)، إلى خسائر مالية تُقدَّر بحوالي: 02 مليار دولار لشركة (ميتا).

تُظهر شركات التكنولوجيا كيف يمكن لقراراتها أن تؤثر على الجغرافيا السياسية، وهو تحوّل هائل عن الماضي. لقد تم جر شركات التكنولوجيا إما إلى الصراعات بسبب الطريقة التي يستخدم بها العملاء خدماتها أو بسبب اتباعهم للسياسة الخارجية للحكومات على سبيل المثال، شركة (SpaceX)؛ التي تزود “إيران” بالإنترنت بعد أن رفعت “الولايات المتحدة” بعض العقوبات.

الإنترنت هو مثال ساطع. عندما بدأت الحرب، تحركت القوات الروسية لشل “أوكرانيا” من خلال السّيطرة على البُنية التحتية الحيوية، مثل محطات الطاقة النووية. على سبيل المثال، تعمل محطة “زابوريزهيا” للطاقة النووية، والتي سّيطرت عليها “روسيا”، على توليد خُمُس الطاقة الكهربائية في “أوكرانيا”.

هذه الاستراتيجية لم تنجح مع الإنترنت، بعد أيام فقط من بدء حرب “أوكرانيا”، اختارت شركة (سبيس إكس)، والتي يوجد مقرها في “الولايات المتحدة”، أحد الجانبين، وبدأت في تزويد الحكومة الأوكرانية بشركة (ستار لينك)، خدمة الإنترنت عبر الأقمار الاصطناعية، مما سمح لـ”كييف” بالانتقام من القوات الروسية.

فبحلول تشرين أول/أكتوبر 2022، بلغت التكلفة الإجمالية لشركة (SpaceX) لتسّليم محطات (Starlink) إلى “أوكرانيا”: 80 مليون دولار، الشيء الذي منع “أوكرانيا” من سّيطرة “روسيا” على الإنترنت في البلاد.

وخلال نفس السنة صرَّح وزير التحول الرقمي الأوكراني؛ “ميخايلو فيدوروف”، بأن منصة (تويتر) أصبحت هي الأداة لتدمير الاقتصاد الروسي، هذه الحملة أدت إلى حظر شركة (آبل) منصة (VK)؛ والتي تُعتبر الأكبر في “روسيا”.

ورُغم ذلك؛ فإن قطع وصول “روسيا” إلى بعض منصات التواصل الاجتماعي لم يؤدّ إلى انقطاع كامل فقد ظهرت بدائل روسية جديدة مثل (Rossgram) لتحل محل (Instagram)؛ المملوك من شركة (ميتا) الأميركية.

التكنولوجيا والعدوان الإسرائيلي على “غزة”..

خلال الحرب الأخيرة على “قطاع غزة”؛ قامت خرائط (غوغل) و(Waze) بتعطيل التحديثات المباشرة لحركة المرور في مناطق الاحتلال الإسرائيلي و”قطاع غزة”؛ بناءً على طلب جيش الاحتلال، وفقًا لتقرير (بلومبيرغ). تمت إزالة أداة البيانات الحية قبل الغزو البري المحتمل على القطاع.

إذ قال متحدث باسم (غوغل): “كما فعلنا سابقًا في حالات الصراع واستجابة للوضع المتطور في المنطقة، فقد قمنا مؤقتًا بتعطيل القدرة على رؤية ظروف حركة المرور المباشرة ومعلومات الانشغال مع مراعاة سلامة المجتمعات المحلية”.

يمكن أن تكشف معلومات حركة المرور المباشرة تفاصيل حول تحركات القوات أو مكان تجمع أعداد كبيرة من الأشخاص. تقوم التقنية بتجميع بيانات الموقع المجهولة لإظهار مكان وجود تأخيرات في حركة المرور.

لم تكن هذه المرة الأولى التي تقوم فيها (غوغل) بتعطيل خدمة الخرائط؛ إذ قامت بنفس الإجراء سنة 2022؛ خلال الحرب “الروسية-الأوكرانية”، خلال هذا الإجراء تحصّد شركة (غوغل) العديد من الأرباح باعتبارها تقوم ببيع الخدمة.

ليس فقط شركة (غوغل)؛ هي المسّتفيد الوحيد من الحرب الأخيرة؛ فمنذ تشرين أول/أكتوبر الماضي؛ حققت شركة (ميتا)؛ المالكة لكل من (فيس بوك) و(إنستغرام).

إذ أعلنت الشركة في 25 تشرين أول/أكتوبر؛ أن إيرادات الربع الثالث ارتفعت بنسّبة: 23% إلى: 34.1 مليار دولار، بينما ارتفعت أرباح السّهم البالغة: 4.39 دولار بنسّبة: 168% مقارنة بالربع نفسه من العام الماضي. أدى ذلك إلى سّحق أهداف المحللين لتحقيق أرباح قدرها: 3.64 دولار للسّهم من مبيعات بقيمة: 33.6 مليار دولار.

على الرُغم من أن شركة (Meta) ليس لديها تعامل مباشر مع الشرق الأوسط، إلا أن إيرادات الإعلانات انخفضت مع بداية الحرب الإسرائيلية على “قطاع غزة”. وقالت المديرة المالية؛ “سوزان لي”، إن الشركة تشهد: “إعلانات أكثر ليونة في بداية الربع الرابع للسنة”، على الرُغم من أنه لم: “يعّز تراجع الطلب بشكلٍ مباشر إلى أي حدث جيوسياسي محدد”.

استعاد سّهم (Meta) بسرعة خط: 50 يومًا وسط دعم شراء قوي في الجلسات الأخيرة. للعام بأكمله، فيما غيّرت الشركة توقعاتها للنفقات الرأسمالية إلى: 28 مليار دولار عند نقطة المنتصف، أقل قليلاً من التقديرات السابقة البالغة: 28.5 مليار دولار.

لا توجد بيانات مفصلة إلى اليوم؛ أن هذه الأرباح جاءت بسبب الحرب الأخيرة على “غزة”؛ إلا أن التاريخ يُظهر ربح شركات التكنولوجيا من الحروب.

أخبار ذات صلة

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب