23 يوليو، 2024 3:59 م
Search
Close this search box.

منقذ إسرائيل المعاصر .. “هنري كيسنجر” مهندس النكبة العربية والشرق أوسطية الحالية !

Facebook
Twitter
LinkedIn

وكالات – كتابات:

“أقوى وزير خارجية في تاريخ أميركا؛ ووزير بسلطات رئيس جمهورية”.. هكذا يمكن وصف “هنري كيسنجر”، الدبلوماسي الأميركي المُثير للجدل، الذي توفي عن عمر يبلغ: (100 عام)، والذي سّاهم في تشكيل العالم الحالي عبر دبلوماسيته المراوغة خلال “الحرب الباردة”، وخاصة دوره في إضعاف تأثيرات الانتصار العربي على “إسرائيل” في حرب تشرين أول/أكتوبر 1973، والانفتاح الأميركي على “الصين”.

“هنري كيسنجر”؛ هو  دبلوماسي أميركي وعالم سياسة، وهو الوحيد في تاريخ “أميركا” الذي جمع بين منصبي وزير خارجية “الولايات المتحدة” ومستشار الأمن القومي في ظل الإدارات الرئاسية لـ”ريتشارد نيكسون” و”غيرالد فورد”، وأول يهودي يتولى حقيبة “الخارجية الأميركية”.

وُلد “هنري كيسنجر”؛ في عام 1923، في ولاية “بافاريا” الألمانية، ثم فّر من “ألمانيا” النازية مع عائلته في عام 1938؛ إلى “لندن”، ومنها إلى “الولايات المتحدة”، حيث تفوّق أكاديميًا، وتخرّج بامتياز مع مرتبة الشرف في “كلية هارفارد” عام 1950، وحصل على الدكتوراه في الفلسفة من جامعة “هارفارد”.

وقدم “كيسنجر” نفسه دومًا بأنه يبحث عن المصالح الأميركية، في مواجهة النفوذ الأميركي، وليس سياسيًا تحركه دوافع انتمائه الديني اليهودي، ولذا صوّر دوره في دعم “إسرائيل” باعتباره مصلحة أميركية بالأساس، وليس إسرائيلية فقط.

كيسنجر” تجسّس على زملائه وتورط في جرائم حرب..

تورط “هنري كيسنجر” في جرائم حرب متعددة، حسّبما ورد في تقرير لموقع (ميدل إيست آي-Middle East Eye) البريطاني.

خلال الخمسينيات؛ تطوَّع “كيسنجر” للتجسّس على زملائه في ندوة “هارفارد” الدولية، التي ساعد في تأسيسها كبرنامج صيفي يجمع قادة المستقبل الشباب من جميع أنحاء العالم، وذلك لصالح “مكتب التحقيقات الفيدرالي”.

وفي عمله الأكاديمي؛ أصرَّ “كيسنجر” على أن شرعية النظام الدولي لا تتطلب سوى موافقة القوى العظمى. أما بالنسبة للأخلاق، فقد قال إنها لا علاقة لها بالموضوع.

وكان أيضًا مديرًا لدراسة الأسلحة النووية والسياسة الخارجية في “مجلس العلاقات الخارجية”؛ في الفترة من 1955 إلى 1956، ونشر كتابه (الأسلحة النووية والسياسة الخارجية)؛ في عام 1957، حيث جادل بأن “الولايات المتحدة” يجب أن تستخدم الأسلحة النووية التكتيكية على أساس منتظم في الحرب لضمان النصر.

ورُغم أن “كيسنجر” كان يؤمن بعدم جدوى الحرب الأميركية في “فيتنام”، فإنه تآمر مع حملة “ريتشارد نيكسون” الانتخابية؛ عام 1968، من خلال تسّريب معلومات إليها من محادثات السلام في “باريس” لإطالة أمد الحرب، خشية فوز الديمقراطيين في الانتخابات.

وبعد توليه منصب مستشار الأمن القومي؛ في 1969، قرر “كيسنجر” تكثيف القصف التكتيكي السّري لـ”كمبوديا”، والذي بدأ في عهد “جونسون”؛ في عام 1965، ليتحول إلى حملة وحشية من القصف الشامل استمرت حتى عام 1973.

وفي أوائل آّار/مارس 1969، قال “كيسنجر”؛ لـ”نيكسون”: “اضربهم !”. وبحلول عام 1973، قُتل ما بين: (150) ألفًا ونصف المليون كمبودي. وقد تباهى “كيسنجر” بوحشية هذا القصف.

وأيَّد حرب الإبادة الجماعية التي شّنها الديكتاتور الإندونيسي؛ “سوهارتو”، على شعب “تيمور الشرقية”، والتي قُتل فيها ثُلث السكان. وكان “سوهارتو” قد وصل إلى السلطة من خلال انقلاب دعمته “الولايات المتحدة”؛ في عام 1965، والذي أطلق العنان لمذابح ضد ما يصل إلى مليون إندونيسي باعتبارهم شيوعيين مشّتبه بهم.

وعندما انتُخب الاشتراكي؛ “سلفادور الليندي”، في عام 1970؛ رئيسًا لـ”تشيلي”، علق “كيسنجر” قائلاً: “لا أفهم لماذا يتعين علينا أن نقف مكتوفي الأيدي ونُراقب بلدًا يتحول إلى الشيوعية بسبب عدم مسؤولية شعبه”. ودفع “نيكسون” لتنظيم انقلاب عنيف ضد “الليندي”، ما أخضع البلاد للحكم الفاشي على مدى العقد ونصف العقد التاليين، مع مقتل الآلاف على يد المجلس العسكري المدعوم من “الولايات المتحدة”.

فشله الأول.. صُدم من الهجوم “المصري-السوري” في حرب تشرين 1973..

كانت “الحرب الباردة” في أوجها؛ في مطلع السبعينيات من القرن الماضي، حيث دعمت “الولايات المتحدة الأميركية”؛ “إسرائيل”، التي احتلت الأراضي العربية عام 1967، بينما دعم “الاتحاد السوفياتي”؛ “مصر وسورية”، مما جعل الصراع أزمة عالمية.

ولم يُعّر “كيسنجر” اهتمامًا كبيرًا لمحاولات الرئيس المصري في ذلك الوقت؛ “أنور السادات”، للابتعاد عن الروس والاقتراب من “أميركا”، ولم يُحاول إيجاد حل سياسي للأزمة كما ناشده “السادات”، مكتفيًا بأحاديث دبلوماسية غير ذات جدوى.

ولكن “كيسنجر” كالساسة الإسرائيليين والأميركيين، فشلوا فشلاً ذريعًا في توقع الهجوم “المصري-السوري” المشترك؛ خلال حرب 06 تشرين أول/أكتوبر 1973، رُغم أنه على اتصال بالقيادة المصرية في ذلك الوقت.

وشكّل الهجوم “المصري السوري” المفاجيء والناجح صدمة كبيرة للإدارة الأميركية، التي كانت غارقة في “فضيحة ووترغيت”، التي تورط خلالها الرئيس الأميركي الأسبق؛ “ريتشارد نيسكون”، في التجسّس على منافسيه الديمقراطيين عام 1972، وكانت “واشنطن” متورطة في حرب “فيتنام” وتُريد الخروج منها بشكلٍ غير مهين.

ورُغم وجود مؤشرات على تورط “كيسنجر” في “فضيحة ووترغيت”؛ ورُغم فشله في التنبؤ بالحرب، حول الدبلوماسي الماكر الفشل إلى فرصته الدبلوماسية والسياسية التي ستُغير التاريخ أو بمعنى أدق ستوقف عملية تغيّير التاريخ التي كان أن تتسبب فيها الحرب العربية ضد “إسرائيل”.

توقع أن تهزم “إسرائيل” العرب قبل أن يتبّين حجم الكارثة المحدقة بها..

في الأيام الثلاثة الأولى عقب اندلاع الحرب؛ توقع المسؤولون الإسرائيليون والأميركيون، بمن فيهم “كيسنجر”، أن “إسرائيل” سترد المصريين والسوريين على أعقابهم، وتُلحق بهم هزيمة منُكرة، ولكن سرعان ما جاءت الاستغاثات من “تل أبيب” أن “إسرائيل” في خطر قد يكون وجوديًا، وهنا جاء دور “كيسنجر” الأخطر في تاريخ “أميركا” و”إسرائيل”.

فلقد أصبح الإسرائيليون؛ الذين كانوا يُعتبرون ذات يوم قوة لا تُقهر عسكريًا، في موقف دفاعي؛ والعرب، الذين كانوا موضع سخرية ذات يوم باعتبارهم غير أكفاء عسكريًا، كانوا في حالة هجوم. وكانت الدبابات السورية تحفر فجوات كبيرة في الخطوط الإسرائيلية التي تُعاني من نقص الجنود في “مرتفعات الجولان”.

وعلى “جبهة سيناء”، كانت هناك أخبار أكثر دراماتيكية، حيث عبر الآلاف من القوات المصرية، مدعومة بمئات الدبابات والعربات المدرعة، “قناة السويس” في خطوة مفاجئة، فاجأت الإسرائيليين تمامًا، كما تسّاقطت الطائرات الإسرائيلية أمام حائط الصواريخ المصري الذي بُني بمساعدة الروس.

وبين عشية وضحاها، هز هذا الهجوم العربي المنسّق بشكلٍ جيد على الدولة العبرية افتراض “كيسنجر” القائل إن روح الانفراج الأميركي على “موسكو”؛ الذي قاده هو شخصيًا، من شأنها أن تُشجع “الاتحاد السوفياتي” على استخدام نفوذه لتجنب الحرب.

وبدلاً من ذلك؛ تبّين أن الروس لم يكونوا على علمٍ بالحرب مقدمًا، ولكنهم ساهموا بشكلٍ مباشر في النجاحات العربية الأولية من خلال شّحن كميات هائلة من الذخيرة إلى “القاهرة ودمشق”؛ في الأسبوعين أو الأسابيع الثلاثة السابقة، مباشرة على اندلاع الحرب.

كان “كيسنجر” غاضبًا وخائب الأمل؛ من الروس.

ولكنه كانت لديه خطة، وهي تحويل التفوق العربي العسكري الذي تحقق بالأسلحة السوفياتية لفرصة لإضعاف نفوذ “موسكو” وتفتيّت الصف العربي.

أطلق جسرًا جويًا غير مسّبوق من المساعدات العسكرية لـ”إسرائيل”..

ومؤخرًا؛ اعترف وزير الخارجية الأميركي الأسبق؛ “هنري كيسنجر”، بأنه والرئيس في ذلك الوقت، “ريتشارد نيكسون”، وبقية طاقمه، عملوا بشكلٍ قوي وحثيث في حرب تشرين أول/أكتوبر 1973، على توفير الدعم المباشر والخدمات الحاسّمة لـ”إسرائيل”، حتى لا يتحقق نصر عربي عليها. وفي الوقت نفسه، أدى ذلك، ليس فقط للتأثير على سّير المعارك على الأرض، بل كان له وزن كبير في المحادثات اللاحقة التي انتهت إلى اتفاق السلام بين “مصر وإسرائيل”.

وقال “كيسنجر”؛ في مقابلة مع صحيفة (معاريف) الإسرائيلية، مؤخرًا: “استغرق الأمر: 03 أيام حتى يتمكن الجيش الأميركي من جمع المعدات اللازمة. ولم يكن لدينا حليف محظوظ إلى هذا الحد مثل إسرائيل”.

إذ أطلقت “أميركا” موجة مساعدات لـ”إسرائيل” غير مسّبوقة في الأغلب منذ الحرب العالمية الثانية لحليف أميركي، وفي الوقت ذاته البقاء على اتصال مع القادة العرب، لتعظيم النفوذ الدبلوماسي الأميركي، ولكي تتمكن “واشنطن” في التحكم بمسّار الأحداث وتضعف التأثير السوفياتي.

ولكن “كيسنجر” كرر أخطاءه؛ حيث قلل في البداية من شأن التهديدات العربية بفرض حظر نفطي وخفض الإنتاج، ولكن دول الخليج؛ بقيادة “السعودية والكويت”، حذرت الغرب من مواصلة دعم “إسرائيل”، وبدأ فرض حظر نفطي على “الولايات المتحدة”.

هل دعا “كيسنجر” إلى احتلال حقول نفط الخليج.. وكيف كاد يتسّبب في حرب عالمية ثالثة ؟

أدى الجسّر الجوي الأميركي والدعم الاستخباراتي والتسّليحي الإسرائيلي لتعرض السوريين لنكسة في “الجولان”، وكانت “دمشق” مهددة من قبل القوات الإسرائيلية لولا النجدة العراقية.

وعلى “الجبهة المصرية”؛ شّكلت عملية إعادة التسّليح الأميركية لـ”إسرائيل”، وإبلاغ الجيش الأميركي لـ”إسرائيل” بالثغرة التعبوية بين الجيشين الثالث والثاني المصريين لتنفيذ “إسرائيل”؛ “عملية الثغرة”، التي هددت الداخل المصري ومحاصرة الجيش الثالث الميداني المصري، استفزازًا أميركيًا للعرب حتى أشدهم تحالفًا مع “أميركا”.

فبسبب إصرار “كيسنجر” على توسّيع الجسّر الجوي الأميركي لـ”إسرائيل”، فرضَ منتجو “النفط” العرب، بقيادة “المملكة العربية السعودية”، حظرًا على من يُساعد الدولة العبرية، ما أثار مشاكل اقتصادية في “الولايات المتحدة”.

ووقع آنذاك؛ واحد من أخطر فصول العلاقات “الأميركية-الخليجية”، حيث كشفت وثائق، أفرجت عنها الحكومة البريطانية عام 2004، عن أن “الولايات المتحدة”: “فكرت في احتلال حقول النفط” في الخليج؛ بعد فرض الحظر النفطي، ويُعتقد أن “كيسنجر” هو من طرح هذه الفكرة.

في المقابل؛ هددت “موسكو” بالتدخل نيابةً عن الجانب العربي، خاصة بعد محاصرة الجيش الإسرائيلي للجيش الثالث الميداني، واستدعاء القوات المحمولة جوًا والبرمائية وتوسيّع قواتها البحرية في “البحر الأبيض المتوسط”.

وأفادت المخابرات الأميركية بأن السفن السوفياتية المتجهة إلى الشرق الأوسط قد تحمل أسلحة نووية.

واستخدم الرئيس السوفياتي السابق؛ “ليونيد بريغنيف”، الخط الساخن مع “الولايات المتحدة” للاحتجاج على انتهاكات وقف النار من قبل “إسرائيل” ومحاصرة الجيش الثالث المصري.

وأصدرت “واشنطن”؛ (Defcon III)، وهو أعلى مستوى من الإنذار العسكري في جميع أنحاء العالم، ردًا على رسالة “بريغنيف”؛ في 24 تشرين أول/أكتوبر، وإدخال السوفيات الأسلحة النووية إلى “البحر المتوسط”.

كان جزء من هذه التطورات سببه رفض “كيسنجر” تعليمات “نيكسون” بالتنسّيق المشترك مع “الاتحاد السوفياتي” لفرض تسّوية سّلمية.

وحتى عندما تم التوصل لوقف إطلاق النار بوسّاطة أممية، أعطى “كيسنجر” ما يُعتقد أنه ضوء أخضر لانتهاكات إسرائيلية لبعض الوقت، رُغم تواصله المكثف مع الجانب المصري.

وعادة في الغرب يتم تجاهل أن “كسينجر” مسؤول بسياسته عن الحظر العربي النفطي؛ الذي أدى لأسوأ أزمة اقتصادية في تاريخ الغرب منذ الكسّاد الكبير في الثلاثينيات.

ورُغم ذلك؛ كان هناك خطة لدى “كيسنجر” بأن يجعل الحرب سببًا لوضع بلاده في: “موقع مركزي” بالشرق الأوسط، مقابل هزيمة السوفيات السياسية رُغم تألق سلاحهم في الحرب.

ركَّز سياسته على تفتيّت الموقف العربي والوصول لاتفاقات مؤقتة..

كان “كيسنجر” يعلم أن هدف الرئيس المصري؛ “أنور السادات”، استعادة “سيناء”؛ وعلى استعداد لنقل “مصر” من التحالف مع “الاتحاد السوفياتي” إلى المعسكر الأميركي والانتهاء من الصراع برمته. كما كان “السادات” يعتقد أن ما هو جيد لـ”مصر” هو جيد للعالم العربي، حسّب تقرير لمجلة (بوليتيكو-Politico) الأميركية.

وهذا ما مكّن “كيسنجر” من ممارسّة دبلوماسيته بمجرد بدء إطلاق النار؛ حيث توافق نهجه مع أهداف “السادات”، وفقًا للمجلة الأميركية.

بعدما حاصرت “إسرائيل”؛ الجيش الثالث المصري، أصر “كيسنجر” على وقف إطلاق النار، (وبعد التهديد السوفياتي بالتدخل)، ما خلق ما يُشبّه توازن القوى العسكرية. مكّن “السادات” من أن يُحافظ على تأثير الانتصارات التي تحققت في البداية ويمضي قدمًا في التفاوض.

وبينما كانت المقاربة المصرية والعربية في البداية هو ضرورة الوصول لحل شامل لمجمل الصراع “العربي-الإسرائيلي”، عبر مفاوضات تُشارك فيها كل الأطراف العربية؛ خاصة بعد الموقف العربي الموحد القوي في الحرب، كان هدف “كيسنجر” تفتيّت المسّارات والوصول لاتفاقات مؤقتة وليست دائمة.

وستكون النتيجة في النهاية اتفاقيات مؤقتة تفاوض عليها “كيسنجر”: (سيناء 1)؛ (في أواخر كانون ثان/يناير 1974)، و(سيناء 2)؛ (في أيلول/سبتمبر 1975).

وجرى تبادل الأسرى وإنشاء مناطق منزوعة السلاح ومناطق عازلة، وضوع محطات إنذار تُديرها “الأمم المتحدة” و”الولايات المتحدة” في أماكن استراتيجية، وبدأوا عمليات انسّحاب إسرائيلية تدريجية. وكان من المقرر إعادة فتح منطقة “قناة السويس” وإعادة سكانها، واستعادة “مصر” حقول “النفط” في “سيناء”، وهي فوائد اقتصادية مغرية للرئيس؛ “السادات”، وكل خطوة جعلت عودة الأطراف المتعارضة إلى الحرب أكثر تكلفة.

وقد ثبت أن الاتفاق على هدنة بين “سورية وإسرائيل” كان صعبًا بشكلٍ خاص، ولكن “كيسنجر” قام برحلات مكوكية ذهابًا وإيابًا؛ في ربيع عام 1974، بين البلدين وحقق نتائج مماثلة، وإن كانت أضيق من تلك التي تم التوصل إليها مع “مصر”.

وكان الرئيس السوري الأسبق؛ “حافظ الأسد”، يُقدم نفسه كمتحدث باسم القومية العربية، ويأمل في فرض أجندة قومية عربية قوية على المنطقة بمساعدة السوفيات في نهاية المطاف. ومع ذلك، كانت “موسكو” منهكة دبلوماسيًا في المنطقة.

دبلوماسيته أفضت للسلام “المصري-الإسرائيلي” حتى لو لم يكن ذلك هدفه !

في الأغلب لم يكن “كيسنجر” ينوي العمل على الوصول لحل نهائي للصراع “المصري-الإسرائيلي”، ولكن ستكون “اتفاقيات كامب ديفيد”؛ لعام 1978، نتيجة غير مباشرة لدبلوماسية “كيسنجر”. عندما دخل الرئيس؛ “جيمي كارتر”، “البيت الأبيض”؛ في عام 1977، كان يُريد أن يترك سياسة: “الخطوة بخطوة” خلفه، وأن يسّعى إلى حل شامل. “كارتر” كان حريصًا على مخاطبة “الضفة الغربية” المحتلة والفلسطينيين.

أدت سياسات “كيسنجر”؛ لاستعادة “مصر” لأراضيها وإبرام أول سلام بين “إسرائيل” وبين أي دولة عربية، ولكن في المقابل، تفتّت وحدة الصف العربي غير المسّبوقة التي تحققت في حرب تشرين أول/أكتوبر 1973، وازداد النفوذ الأميركي في المنطقة بعد تحوّل “مصر” عن المعسكر القومي العربي الحليف لـ”الاتحاد السوفياتي”، ولم تعترف “الولايات المتحدة” بالشعب الفلسطيني ككيان مستقل، وتحولت “سورية” من التركيز على  الصراع “العربي-الإسرائيلي” للتدخل في شؤون “لبنان”، بينما انشّغل “العراق” في مشاكله مع “إيران” والمتمردين الأكراد، لتُصاب “قضية فلسطينية” بنكسّةٍ كبرى، ولم تُعد قضية العرب المركزية حتى لو قالوا عكس ذلك.

أخبار ذات صلة

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب