5 أكتوبر، 2024 7:59 م
Search
Close this search box.

مندوب “خامنئي” يُحرض على السفارة الأميركية في “بغداد” : لماذا لا تغلقون وكر الجاسوسية ؟

مندوب “خامنئي” يُحرض على السفارة الأميركية في “بغداد” : لماذا لا تغلقون وكر الجاسوسية ؟

خاص : ترجمة – محمد بناية :

“جون نيغروبونتي”، هو أحد الساسة الأميركيين البارزين، والذي تولى مناصب رئيسة مختلفة في الحكومات الأميركية المتعاقبة. وقد خلف “بول برايمر”، أول رئيس أميركي للحكومة العراقية المؤقتة، وتولى رئاسة الحكومة الأميركية في “العراق”، خلال الفترة، (أيار/مايو 2014 – نيسان/أبريل 2015). وأنضم بعد ذلك إلى جهاز الاستخبارات الأميركي بموجب قرار، “جورج دبليو بوش”، الرئيس الأميركي آنذاك.

يقول مسؤول عراقي رفيع المستوى: “سألني، نيغروبونتي، قبل إنهاء مأموريته بالعراق: لماذا لا يحدث أي انقلابات في الولايات المتحدة الأميركية ؟!.. عددت له بعض الأسباب حسبما رأيت. رفضها جميعًا؛ وقال: السبب الوحيد أن أميركا لا تمتلك سفارة في واشنطن” !. بحسب “حسين شريعتمداري”، رئيس تحرير صحيفة (كيهان) الإيرانية الأصولية المتشددة.

تظاهرات ذات شعارات مشبوهة..

والاحتجاجات العراقية الأخيرة؛ وإن حملت لافتات الاعتراض على الفساد الاقتصادي والمشكلات المعيشية وضعف الخدمات العامة، ولذلك لم ولن تنفي الحكومة العراقية مشروعية مطالب المحتجين، وكذلك أصدر حضرة، آية الله “السيستاني”، بيانًا طالب فيه بحل المشكلات المشار إليها، لكن اللافتات التي حملها بعض المحتجين تحولت، على نحو غير متوقع وغير قابل للتبرير، إلى شعارات لا تتناغم ومطالب المحتجين ولا الواقع العراقي القائم.

وهذا التغيير يُنم عن محاولات البعض لركوب الموجة والصيد في المياه الضحلة !.. ونظرة بسيطة على الشعارات المنحرفة يعكس بوضوح أن هذه الشعارات إنما هي تكرار للأمنيات الغابرة، والتي لطالما نادى بها صراحةً أعداء الشعب العراقي دون تنفيذ على أرض الواقع.

أمعنوا النظر في هذه الشعارات !.. إنها تتعارض والصداقة بين الشعبين، الإيراني والعراقي، شعارات مناوئة لـ (الحشد الشعبي)، والأهم وما يمكننا اعتباره الهدف الرئيس للأعداء من اختراق الاحتجاجات الأخيرة هو إعلان معارضة “مسيرات الأربعين الحسيني” المليونية !.. تلك الحشود الجماهيرية المهيبة بمشاركة عشاق، (أبا عبدالله الحسين)، حول العالم، والذين تؤرق أصواتهم قوى الإستكبار وتحالف الحقد (الغربي-العبري-العربي)..

أهداف مريبة تكشف أصحابها..

ورغم وجود الكثير من الوثائق التي تكشف بوضوح الوقوف المشترك للعملاء، الأميركيين والإسرائيليين والوهابيين والبعثيين، خلف مشهد الاحتجاجات العراقية ومحاولاتهم الإستيلاء على مطالب الشعب العراقي المشروعة، لكن ودون الحاجة إلى الوثائق والأدلة المذكورة؛ فإن نظرة سريعة على الشعارات التي أطلقها البعض، (وإن كانت قلة)، خلال المظاهرات؛ تكشف ببساطة ماهية التيارات والأهداف المرجوة من استغلال هذه المظاهرات ونقلها إلى سائر المدن العراقية.

والسؤال: هل تتخوف أي حكومة أو تيار أو حزب سياسي، سوى “أميركا” و”أوروبا” و”إسرائيل” و”آل سعود” وعناصر تنظيم (داعش) التكفيري من التحالف (الإيراني-العراقي-السوري) ؟..

ومن هم المستاؤون لمشاركة أبناء “العراق” المؤمن في (الحشد الشعبي) وبطولاتهم في القضاء على إرهاب (داعش) الوحشي ؟!.. من إستحالت بالنسبة لهم المشاركة الملحمية والمليونية ومنقطة النظير للشيعة حول العالم في “مسيرات الأربعين الحسيني” كابوسًا مرعبًا ؟!..

وعليه، وحتى لو إنعدمت شواهد تورط الأميركيون والإسرائيليون والسعوديون والدواعش والبعثيون في الاضطرابات العراقية الأخيرة، (وهي كثيرة)، فإن نظرة بسيطة على الشعارات المنحرفة لا تدع مجالاً للشك في تورط تحالف الشر (الغربي-العبري-العربي) في المشهد.

والواقع أن الشعب العراقي لم ينس سنوات الوحشة لـ”البعث”، لا سيما فترة “صدام” الرئاسية. تلك السنوات التي أتسمت بالدم والتعذيب والقتل ونهب الشعب العراقي المظلوم. لكن من كان يدعم “صدام” ؟.. أما كانت “أميركا وإسرائيل، وفرنسا، وبريطانيا، وألمانيا”، بل و”الاتحاد السوفياتي” السابق ؟!.. ألم تتدفق دولارات “السعودية، والكويت، والإمارات” وغيرها على خزائن “صدام” ؟!.. وهل كان نصيب الشعب العراقي المظلوم إلا الدم والألم ؟!..

الآن تنزل هذه الحكومة والتيارات الدموية للميدان مجددًا وتحاول الركوب على مطالب الشعب العراقي المشروعة، ورغم علمهم بحقيقة استحالة عودة فترات الرعب والقمع، لكنهم يسعون إلى التورية، (ولو بعرض واحد بعد تضخيمه)، على هزائمهم المتوالية في المنطقة !

سفارة “الشيطان الأكبر”..

دعونا الآن نعود إلى الملاحظة التي وردت في بداية المقال. وهي تعليق، “جون نيغروبونتي”، للمسؤول العراقي قائلاً: “السبب الوحيد، (لعدم وجود انقلابات في الولايات المتحدة)، أن أميركا لا تمتلك سفارة في واشنطن” !.. وهذا التعليق، وإن كان على سبيل السخرية، إلا أنه ينطوي على حقيقة لا يمكن إنكارها.

فالشواهد التاريخية تؤكد أن السفارات الأميركية في كل دول العالم، حتى المتحالفة مع “الولايات المتحدة”، هي نادي للمؤامرات. و”السفارة الأميركية”، في “إيران”، هي نموذج واضح على هذه الحقيقة المريرة.

والسؤال الآن للشباب العراقي المؤمن والثوري، الذي سطر خلال السنوات الأخيرة بالفداء والإيثار عشرات الملاحم الكبرى: لماذا لا تقضون على “السفارة الأميركية”، في “بغداد”، التي هي وكر التجسس والتآمر على الشعب العراقي المظلوم ؟.. وتطردون هذا الدمل القذر من بلادكم المقدسة ؟.. فلقد تمخض احتلال وكر الجاسوسية الأميركي في “إيران الإسلامية” عن الكثير من الإنجازات. فلماذا يُحرم شباب “العراق” الثوري من هذه الإنجازات ؟!

أخبار ذات صلة

أخبار ذات صلة