15 يناير، 2025 10:22 ص

مسيحيو العراق يلغون احتفالات الميلاد ويرفضون دعوات تحجيب نسائهم

مسيحيو العراق يلغون احتفالات الميلاد ويرفضون دعوات تحجيب نسائهم

 الغى مسيحيو العراق احتفالاتهم بعيد ميلاد السيد المسيح هذا العام وعبروا عن نقمتهم من الدعوات التي انطلقت لنسائهم بأرتداء الحجاب ومن سيطرة مافيات على دورهم وعدم الاهتمام برعاية النازحين منهم .. فيما تم نصب اكبر شجرة ميلاد في الشرق الاوسط وسط بغداد وأخرى في باحة مبنى مجلس النواب.
وقال رئيس الكنيسة الكلدانية في العراق والعالم لويس روفائيل ساكو ان مسيحيي العراق سيحتفلون بعيد ميلاد المسيح الآتي بالصمت والدموع من دون مظاهر ولا استقبالات. واشار الى ان  ظروف احتفال المسيحيين في العراق هذا العام “هي الأسوأ بسبب ما يجري في البلاد من تدهور للأحوال على شتى الصعد وما حصل لهم من الغبن بسبب احتلال بلداتهم وتمييزهم وإقصائهم”. واضاف “كنا ننتظر إعلان عيد الميلاد عيدا رسميا لجميع العراقيين كما كان قد سبق ان أعلنه دولة رئيس الوزراء الأسبق وحكومة إقليم كردستان ومحافظ كركوك لكن يبدو ان هذه المبادرات التي تعزز العيش المشترك والمواطنة وتنشر الأخوة لا تخطر على بالهم”.
وحول الدعوات التي انطلقت في العراق لارتداء المسيحيات للحجاب فقد انتقدها ساكو قائلا في بيان صحافي اليوم “ان المسيحيين في بغداد فوجئوا يوم الأحد 13 كانون الأول الحالي بقيام بعض المجاميع في أحياء الكرادة والغدير وزيونة (في بغداد) بثبيت ملصقات على جدران بيوتهم تحمل صورة العذراء مريم وتدعو المسيحيات الى ارتداء الحجاب دون ان يفكروا ان ذلك كان قبل ألفي عام وان الحجاب الحقيقي هو حجاب العقل والأخلاق”.
واكد ان بيوت المسيحيين في بغداد أصبحت عرضة لسطو مافيات تزور السندات وتسلب أموالهم كما حدث قبل أيام لعائلة مسيحية في شارع فلسطين بوضح النهار.. واشار الى أن النازحين المسيحيين يعيشون منذ سنة ونصف السنة ظروفا قاسية في مخيمات من دون عناية تذكر سوى رعاية الكنيسة ومنظمات المجتمع المدني .
وانتقد ساكو مجلس النواب الذي قال انه لم يعدل لحد الان قراره بخصوص قانون البطاقة الموحدة القاضي بتسجيل الأولاد المسيحيين القاصرين والصابئة والايزيديين مسلمين قسرا عند إشهار أحد الوالدين إسلامه “مما جرحهم في الصميم وحرمهم وأولادهم من فرحة العيد خصوصا من قبل من يرددون على مسامعنا اننا أهل البلاد الاصلاء لكنهم في الواقع يعاملوننا كمواطنين من درجة ثانية ويشعروننا ان الحرية والحقوق في هذا البلد هي لطرف واحد وليست للجميع”.
وشدد رئيس الكنيسة الكلدانية في العراق والعالم بالقول “نعلن للجميع أننا لن نستسلم للظلم بل سنبقى متمسكين بأرضنا ووطنيتنا ومحبتنا لسائر مواطنينا لأنهم اخوتنا”.

نصب أكبر شجرة ميلاد في الشرق الاوسط ببغداد
ومن جهته شارك رئيس مجلس النواب سليم الجبوري ونائبيه وجمع من النواب بنصب شجرة الميلاد في باحة مبنى المجلس ببغداد تزامنا مع حلول أعياد الميلاد ورأس السنة الميلادية الجديدة .
وهنأ الجبوري المسيحيين في العراق العالم بمناسبة أعياد الميلاد متمنيا لهم الامن والاستقرار والسلام وعودة المهجرين الى ديارهم ووطنهم . وشدد على أهمية التكاتف والتعاون بين ابناء الشعب العراقي في ظل الظروف الصعبة التي يمرون بها وفي مقدمتها محاربة الارهاب منوها الى تزامن ذكرى المولد النبوي الشريف وميلاد السيد المسيح في وقت واحد هذا العام .
كما أعلنت أمانة بغداد عن نصب اكبر شجرة ميلاد في منطقة الشرق الأوسط احتفالاً بعيد الميلاد المجيد
حيث يصل ارتفاعها 25 متراً بهدف مشاركة المسيحيين أفراحهم بهذه المناسبة السعيدة . وقد تم تزيين  الشجرة بمنظومة حديثة من الانارة المبهجة.
كما اعدت مدينة ألعاب الزوراء في بغداد خطة لاستقبال العائلات من مختلف محافظات البلاد في مرافقها الترفيهية خلال اعياد الميلاد المجيد ورأس السنة الميلادية متضمنة تهيئة عشرات الألعاب الحديثة للأعمار الصغيرة والمتوسطة والكبيرة والألعاب العائلية.
يذكر ان اعداد المسيحيين في العراق قد بدأت بالتناقص بعد عام 2003 بسبب الهجرة التي يلجأ اليها عدد كبير منهم نتيجة الوضع الامني السئ واستهدافهم المباشر من قبل جماعات مسلحة.
ويقول ديوان الوقف المسيحي ان اكثر من نصف مليون مسيحي ترك العراق منذ عام 2003 وهذا الرقم يقترب من نصف عدد المسيحيين الذين كانوا يعيشون في العراق قبل ذلك العام . واشار الى ان عدد المسيحيين في العراق حاليا يتراوح ما بين 400 ألف و500الف في حين كان عددهم قبل سقوط نظام صدام حسين بحدود مليون و200 الف حيث ان الاوضاع الامنية واستهدافهم المباشر من قبل الميليشيات والجماعات المتطرفة دفعهم الى الهجرة بهذا العدد سواء الى دول الجوار او الولايات المتحدة واوروبا.
ويضم العراق أربع طوائف مسيحية رئيسية هي : الكلدان أتباع كنيسة المشرق المتحولين إلى الكثلكة  والسريان الأرثوذكس والسريان الكاثوليك وطائفة اللاتين الكاثوليك والآشوريين أتباع الكنيسة الشرقية إضافة إلى أعداد من أتباع كنائس الأرمن والأقباط والبروتستانت.

 

أخبار ذات صلة

أخبار ذات صلة