11 مارس، 2024 9:04 م
Search
Close this search box.

“محلل إسرائيلي” يعلن .. الثورة السورية في ذمة الله !

Facebook
Twitter
LinkedIn

خاص : ترجمة – سعد عبدالعزيز :

تبدلت الأمور وتغيرت الأحوال في “سوريا”؛ وكأن ثورة لم تندلع في ذلك البلد المنكوب.. فبعد سبع سنوات من الإقتتال الداخلي، عاد الرئيس “بشار الأسد” منتصرًا، يبسط هيمنته من جديد على أغلب المناطق بعدما أوشك على السقوط؛ لولا التدخل العسكري الروسي ومساندة “إيران” و”حزب الله” والميليشيات الشيعية.

وفي هذا السياق نشرت صحيفة (إسرائيل اليوم) العبرية مقالاً تحليليًا للكاتب الإسرائيلي، “إيال زيسر”، رأى فيه أن الثورة السورية قد انتهت دون أن تحقق أهدافها، وخسر المتمردون الرهان بعد أن خذلتهم “الولايات المتحدة الأميركية”.

 دفن الثورة السورية..

يقول “زيسر”: في مدينة “درعا”، الواقعة جنوبي سوريا، والتي إنطلقت منها شرارة الاحتجاج الأولى قبل أكثر من سبع سنوات، تم الأسبوع الماضي الإعلان عن دفن “الثورة السورية”.

ورفع المتمردون، الذين سيطروا على المدينة وضواحيها، “الراية البيضاء” مستسلمين لقوات “الأسد”. ولم تكن للمتمردين أية فرصة لتحقيق النصر منذ البداية، في ظل استمرار الغارات الجوية التي شنها النظام السوري وحلفاؤه الروس.

واشنطن تخذل معارضي “بشار”..

أضاف “زيسر” أن الخيانة الأميركية لقوى المعارضة لم تكن أقل وطأة عليهم. فبعد أن تعهدت الولايات المتحدة، قبل ستة أشهر، بتوفير الحماية لهم، إذا بها في اللحظة الفارقة تفضل إبرام صفقة مع الرئيس الروسي، “فلاديمير بوتين”، وتسمح للرئيس السوري ببسط سيطرته على جنوب سوريا ومرتفعات “الجولان”.

إسرائيل تقبل عودة “بشار”..

بحسب “زيسر” فقد تقبلت “إسرائيل” عودة قوات “الأسد” من جديد إلى مناطق السياج الحدودي في مرتفعات “الجولان”. وليس بإمكان إسرائيل، في كل الأحوال، وقف تقدم قوات “الأسد” إلا عبر التدخل العسكري الذي لم تُقدم عليه حتى الآن.

وجدير بالذكر أن الرئيس “بشار”، ووالده من قبله، قد حرصا خلال العقود الأربعة الماضية، على حفظ الأمن والاستقرار في المناطق الحدودية. وهذا ما حرص عليه “بشار” أيضًا خلال أحداث الحرب الأهلية السورية، حتى حينما شنت إسرائيل هجمات على الأراضي السورية ضد أهداف تابعة لإيران و”حزب الله”.

انتصار منقوص..

لقد خرج “الأسد” منتصرًا في الحرب السورية، لكنه انتصار منقوص لأنه يحتاج لسنوات عديدة حتى يمكنه إعمار بلاده وإعادة بناء جيشه. ولا يزال مصيره، حتى الآن، في يد حلفائه الذين يرجع الفضل إليهم في تحقيق النصر، وعلى رأسهم “روسيا وإيران وتنظيم حزب الله”.

ويبدو أن هنا مكمن الخطر بالنسبة لإسرائيل: إذ لن يعود “الأسد” وحده إلى المناطق الحدودية، بل سيصحبه في هذه المرة وكلاء “إيران”.

القوات الإيرانية باقية !

صحيح أن “إسرائيل” تطالب بإبعاد وكلاء “إيران” عن المناطق الحدودية كمرحلة أولى، إلى أن يتم طردهم لاحقًا من “سوريا”، لكن مطلبها هذا قوبل بالتأييد والتعاطف من قبل “موسكو وواشنطن” دون التعهد أو الإلتزام بتنفيذه.

بل على العكس؛ فأي بيان من هذا القبيل كان يُرد عليه بشكل مُناقض. كما هو الحال مع بيان “وزارة الخارجية الروسية”، الذي نص على مشروعية الوجود الإيراني في سوريا، وأنه ليس منطقيًا أن نتوقع قيام إيران بسحب قواتها من سوريا.

من الواضح إذًا أن أحدًا لا يريد ولا حتى يستطيع طرد الإيرانيين – لا من المنطقة الحدودية، ولا من أي منطقة سورية. لأن الإيرانيين لم يُنفقوا عشرات المليارات ولم يُضحوا بآلاف القتلى في سوريا، كي يخرجوا منها لمجرد أن طلبت إسرائيل منهم ذلك.

طهران تهدد..

يرى “زيسر” أن إسرائيل أصبحت أمام تحد متعاظم في ظل اعتزام إيران خوض مواجهة شاملة، أو على الأقل محاولة للي ذراع الرئيس الأميركي، “دونالد ترامب”.

فقد حذر الإيرانيون من أنه إذا حاول الرئيس الأميركي خنقهم ومنع تصدير النفط الإيراني، فإن ردهم سيكون قاسيًا وسيوقفوا صادرات النفط من دول الخليج العربي إلى الغرب. ولم يصدر مثل هذا التهديد، الخطير وغير المسبوق، من مسؤول صغير في “الحرس الثوري”، بل من الرئيس “روحاني” شخصيًا، الذي من المفترض أنه يمثل الفصيل المعتدل في بلاده.

غير أن الضغط الرهيب الذي يتعرض له الإيرانيون، وخشيتهم من تصرفات “ترامب” تجعلهم يلوحون بسلاح التهديد. ومن غير المؤكد أن تسعى إيران فعليًا لخوض مواجهة عسكرية مباشرة مع الولايات المتحدة في منطقة الخليج، فهذا سيناريو خطير وباهظ الكُلفة للإيرانيين. إلا أن أي مواجهة محدودة ضد إسرائيل في “الجولان”، بتدخل غير مباشر من إيران، قد تحمل رسائل رادعة إلى الرئيس “ترامب” وحلفائه، مما يُسهل على الإيرانيين إبرام صفقة تضمن الهدوء في “الجولان”، إلى جانب رفع العقوبات القاسية المفروضة عليهم من قبل الأميركيين.

ختاما يؤكد “زيسر” أن عودة قوات “الأسد” إلى مرتفعات الجولان لا تعني بالضرورة عودة الهدوء إلى المنطقة. فمن الممكن أن يستغل الإيرانيون تلك المنطقة كساحة للمناورة – ليس فقط لمواجهة إسرائيل بل أيضًا لمواجهة الولايات المتحدة، على الرغم من أن إسرائيل تقف الآن وحدها في طليعة المواجهة، وسيكون على عاتقها مهمة التصدي لإيران.

أخبار ذات صلة

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب