20 مارس، 2024 2:52 م
Search
Close this search box.

ما بين الانقلاب الفرنسي والفشل الإميركي .. “إيران” مستمرة في برنامجها الباليستي !

Facebook
Twitter
LinkedIn

خاص : كتبت – نشوى الحفني :

تغييرات مفاجئة تطرأ على الموقف الفرنسي يجعل سياستها غير مفهومة تجاه “إيران”.. فرغم دفاعها الدائم عنها بإلتزامها بـ”الاتفاق النووي”، وإعلانها المساندة لها واقتراب تنفيذ آلية الإنقاذ من “العقوبات الأميركية”، أعلنت “فرنسا” أنها مستعدة لفرض المزيد من العقوبات ضد “إيران”؛ إذا لم يتم إحراز أي تقدم في المحادثات حول برنامج الصواريخ (الباليستية).

وقال وزير الخارجية الفرنسي، “غان إيف لو دريان”، أمس الجمعة: “نحن مستعدون بحزم لفرض عقوبات إذا لم تُسفر المحادثات عن نتائج، وهم، (في إشارة إلى الإيرانيين)، يعرفون ذلك”.

يُذكر أن 3 دبلوماسيين كانوا قد أكدوا، في وقت سابق، لوكالة (رويترز)، أن “فرنسا” و”بريطانيا” ودولاً أخرى في “الاتحاد الأوروبي”، تدرس فرض عقوبات اقتصادية جديدة ضد “طهران”.

وأوضحوا أن تلك العقوبات قد تشمل تجميد أصول وحظر السفر على “الحرس الثوري”، الذي يعمل على تطوير برنامج “إيران” للصواريخ (الباليستية).

لم توقف أنشطتها النووية بأمر من “خامنئي”..

وكان “علي أكبر صالحي”، رئيس “وكالة الطاقة الذرية الإيرانية”، قد كشف أن “طهران” لم توقف أنشطتها النووية؛ حتى بعد الاتفاق الذي أبرمته، عام 2015، مع القوى العالمية الست.

وفي مقابلة أجراها “صالحي” مع القناة الرابعة للتليفزيون الإيراني، مساء الثلاثاء الماضي، برر الاستمرار في هذه الأنشطة المخالفة لنص وروح الاتفاق؛ بأنها جاءت وفقًا لتعليمات “خامنئي”، الذي كان يقول دومًا إنه لا يمكن الوثوق بالأميركيين والأوروبيين، ويجب أن نكون مستعدين لكل الاحتمالات، على حد تعبيره.

ويأتي هذا الكشف عن عدم توقف الأنشطة النووية؛ فيما كانت “طهران” تجادل دومًا بأنها ملتزمة بشكل كامل ببنود الاتفاق، بينما كانت “واشنطن” تطالب بمراقبة أشد من قِبل “الوكالة الدولية للطاقة الذرية”، متهمة “النظام الإيراني” بمواصلة أنشطة سرية خطيرة، وهو أحد أسباب انسحاب الرئيس الأميركي، “دونالد ترمب”، من “الاتفاق النووي” مع “طهران”، في آيار/مايو 2018.

عقوبات أميركية جديدة..

في نفس الوقت؛ أعلنت “وزارة الخزانة الأميركية”، أمس الأول، عن إدراجها للوائي (فاطميون) و(زينبيون)، بالإضافة على شركة طيران خاصة على قائمة العقوبات.

وقالت “الخزانة الأميركية”، في بيان: “تمّ إدراج لواء فاطميون ولواء زينيبون لتقديم الدعم المادي إلى الحرس الثوري الإيراني. كما أدرج مكتب مراقبة الأصول الأجنبية التابع لوزارة الخزانة الأميركية، (OFAC)، شركة فارس إير قشم، (Qeshm Fars Air)، لأنها ممتلكة أو مسيطر عليها من قِبل شركة الطيران الإيرانية، (Mahan Air)، ولتقديمها الدعم المادي إلى قوّات فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني”.

وأضافت : “أدرج المكتب أيضًا شركة (Flight Travel LLC)، التي تتخذ من أرمينيا مقرًا لقيامها بالعمل لصالح شركة الطيران الإيرانية، (Mahan Air)، أو بالنيابة عنها”.

وتلعب شركة الطيران الإيرانية دورًا أساسيًا في دعم (فيلق القدس)، التابع لـ”الحرس الثوري الإيراني”، ووكلائها في “سوريا” عن طريق نقل الأفراد والأسلحة.

ونقل البيان على لسان وزير الخزانة، “ستيفن منوشين”، قوله: “يستغلّ النظام الإيراني المتوحّش مجتمعات اللاجئين في إيران ويحرمهم من الوصول إلى الخدمات الأساسية مثل التعليم ويستخدمهم كدروع بشرية للنزاع السوري.. استهداف الخزانة للميليشيات المدعومة من إيران والوكالات الأجنبية الأخرى؛ هو جزء من حملتنا المستمرة من أجل إغلاق الشبكات غير المشروعة التي يستخدمها النظام لتصدير الإرهاب والاضطرابات في جميع أنحاء العالم”.

مناورات حربية إيرانية..

وفي الوقت الذي تحاول فيه “فرنسا” و”واشنطن” كسر شوكة “إيران”، تُظهر “إيران” عنادًا أكثر لتثبت عدم تأثرها بما يحدث تجاهها، حيث أجرت “إيران” مناورات حربية، أمس، شملت وحدات مطورة حديثًا للانتشار السريع؛ وصفتها وسائل إعلام محلية بأنها تهدف لمواجهة أي عدوان وصد هجمات المتشددين المسلحين، وذلك وسط تزايد التوتر مع “الولايات المتحدة”، وفي أعقاب هجوم نفذه متشددون.

وذكر التليفزيون الإيراني الرسمي؛ أن نحو 12 ألف عسكري من القوات الخاصة، ومركبات مدرعة، ومقاتلات، وطائرات مُسيرة؛ شاركوا في المناورات التي استمرت يومين في “إقليم أصفهان” بوسط البلاد.

وقال الجنرال “كيومرث حيدري”، قائد القوات البرية بالجيش الإيراني، في تصريح للتليفزيون الرسمي: “في هذه المناورات الحربية سنعرض تطورين مهمين؛ وهما كتيبة قوات خاصة للانتشار السريع، وكتيبة مدرعات هجومية سريعة الانتشار”.

ونقلت وكالة أنباء الجمهورية الإسلامية، عن “حيدري” قوله؛ إن المناورات الحربية ستسعد أصدقاء “إيران”، وستُظهر لأي معتدين أنهم سيواجهون “ضربة سريعة وساحقة” على يد “الجيش الإيراني”.

وإزداد تدهور العلاقات “الأميركية-الإيرانية” عقب قرار الرئيس الأميركي، “دونالد ترامب”، سحب بلاده من “الاتفاق النووي” الدولي مع “إيران”، الذي يهدف لكبح برنامج “طهران” النووي وأعاد فرض عقوبات اقتصادية على “الجمهورية الإسلامية”.

وزاد التوتر أيضًا؛ بين “إيران” و”إسرائيل”، خصمها اللدود، وكذلك جيرانها الخليجيين، خاصة “السعودية”، كما أعلن “تنظيم الدولة الإسلامية”، في أيلول/سبتمبر 2018، مسؤوليته عن هجوم على عرض عسكري قُتل فيه 25 شخصًا.

وتجري “إيران” مناورات عسكرية عدة مرات في العام لإظهار استعدادها لصد أي عدوان خارجي، لكن محللين عسكريين غربيين يقولون إنها غالبًا ما تبالغ بشأن قوتها العسكرية.

فشل أميركي..

وكشفت شبكة (بلومبيرغ) الاقتصادية؛ أن “​الإدارة الإميركية​ مارست ضغوطًا على ​الوكالة الدولية للطاقة الذرية​ لفتح الملف المتعلق بالأبعاد العسكرية المزعومة للبرنامج النووي الإيراني، (PMD)، وواجهت محاولات ​أميركا​ فتح الملف المزعوم حول الأبعاد العسكرية المحتملة للبرنامج النووي الإيراني تجاهلاً من قبل سائر الدول”.

ولفتت إلى أن “المسؤولين الأميركيين مارسوا ضغوطًا على الوكالة الدولية للطاقة الذرية، خلال الأسابيع الأخيرة، وطالبوها بزيادة عدد المفتشين في المنشاءات النووية الإيرانية مهددين بتصعيد الحظر ضد إيران”، مشيرةً إلى أن “هذه المساعي الأميركية باءت بالفشل الكامل”، فيما وصفت الفشل بـ”النادر بالنسبة لأميركا داخل الوكالة الدولية للطاقة الذرية، التي لعبت دورًا مؤثرًا في فرض حظر ​الأمم المتحدة​ على إيران”.

تراجع عن فكرة “مؤتمر بولندا”..

ولم تفشل “واشنطن” على هذا المستوى فقط؛ وإنما فشلت أيضًا في التحشيد الدولي ضد “إيران”، فقد نشرت (الغارديان) مقالاً لـ”باتريك وينتور”، محرر الشؤون الدبلوماسية، تناول فيه أسباب تراجع “الولايات المتحدة” عن فكرة عقد مؤتمر دولي في “بولندا” لتشكيل تحالف دولي ضد “طهران”.

ويقول “وينتور” إن المؤتمر، الذي يُفترض أن ينعقد على مدار يومين، أصبح الآن يركز على البحث عن حلول للأزمات المشتعلة في منطقة الشرق الأوسط بشكل عام، وليس “الملف الإيراني” فقط، مشيرًا إلى أن هذا التغيير جاء بعد ضغوط قوية من الدول الأوروبية، الحليفة لـ”واشنطن”.

ويعتبر “وينتور” أن هذا التغيير؛ ربما سيجعل مشاركة “بريطانيا” في المؤتمر أكثر احتمالية، خاصة وأنها تُعد من أقرب الحلفاء لكل من “واشنطن” و”وارسو”، كما أنها تسعى لعلاقات اقتصادية أكبر مع “إيران”.

ويضيف “وينتور”؛ أن المؤتمر سينعقد يومي الثاني عشر والثالث عشر من الشهر المقبل، وأن “واشنطن” تسعى، من خلاله، لممارسة ضغوط على الشركات الأوروبية للإلتزام بالحزمة الثانية من العقوبات الاقتصادية التي فرضتها على “إيران”؛ وكذلك إقناع الحكومات الأوروبية بالتخلي عن “الاتفاق النووي” مع “إيران”، الذي وقعته الدول الكبرى عام 2015.

ويحذر “وينتور”، الولايات المتحدة، من صعوبة موقفها بهذا الصدد، خاصة في ظل إعلان “روسيا” عدم حضور المؤتمر، وبذلك سيكون إمتناع المزيد من الدول عن حضور المؤتمر أو المشاركة بتمثيل منخفض المستوى ضربة لـ”واشنطن” وتعبيرًا عن عزلتها الدولية في مقابل “إيران”.

أخبار ذات صلة

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب