28 أبريل، 2024 8:34 ص
Search
Close this search box.

ما بعد الانتخابات العراقية .. فوز “الصدر” رسالة لإنهاء التدخل الإيراني !

Facebook
Twitter
LinkedIn

خاص : ترجمة – سعد عبدالعزيز :

أذاعت (القناة العاشرة) للتليفزيون الإسرئيلي تقريرًا عن النتائج المفاجئة للانتخابات العراقية؛ التي حقق فيها الزعيم الشيعي، “مقتدى الصدر”، فوزًا كبيرًا.

ونوهت القناة إلى أن “الصدر”، الملقب بـ”حسن نصرالله العراقي”، أصبح أهم شخصية في البلاد، ويُعد فوزه بمثابة رسالة واضحة لـ”إيران”؛ مفادها أنه قد حان الوقت لإنها تدخلها في شؤون العراق.

“نصرالله العراقي”..

تعتبر الانتخابات، التي جرت هذا الشهر في “العراق”، هي الأولى منذ طرد تنظيم الدولة الإسلامية من البلاد، وتحمل نتائجها المفاجئة رسالة للإيرانيين مفادها – “أننا نحن العراقيين نشكركم على أنكم قضيتم على تنظيم (داعش)، ولكنكم لن تفرضوا سيطرتكم علينا”.

جدير بالذكر أن “الصدر”، ذلك الزعيم الروحي للحزب الذي حصد أكبر عدد من المقاعد في البرلمان، هو مسلم شيعي معروف للدول الغربية حتى قبل الغزو الأميركي للعراق، منذ قرابة 15 عامًا. وكان وقتها يُلقب باسم، “نصرالله العراقي”، لأنه بادر بفكرة تشكيل العصابات الشيعية التي قاومت الاحتلال الأميركي. والآن يتضح أن “الصدر” ورجاله يرفضون الوجود الإيراني أيضًا.

شيعة العراق ينتمون للقومية العربية..

بحسب التقرير؛ فإن المسلمون الشيعة في العراق يشكلون حوالي 65% من السكان، وهم جماعة عرقية عانت القمع في عهد الرئيس السابق، “صدام حسين”. وخلافًا للأقليات الشيعية في الدول الأخرى بمنطقة الشرق الأوسط، فإن شيعة العراق ينتمون في المقام الأول للقومية العربية؛ وليس للشيعة الفارسيين في إيران.

وإن نظرة سريعة إلى الانتخابات الأخيرة في “لبنان”، التي حقق فيها الشيعة بقيادة، “حسن نصرالله”، فوزًا غير مسبوق، تُظهر الآن أكثر من أي وقت مضى مدى أهمية المقارنة بين الزعيمين الشيعيين. حيث كان “نصرالله” قد تعرض لانتقادات داخلية شديدة بتهمة تخليه عن العروبة، لكنه قال في خطاب الفوز: “إن لبنان سيكون عربيًا ولن يكون فارسيًا”. وتحدث “الصدر” بنفس الطريقة مرات عديدة، لكنه بخلاف “نصرالله”، يبدو أنه عازم بالفعل على إخراج القوات الإيرانية من بلاده.

وقال “الصدر”، في خطاب متلفز: “آمل أن ينتصر العراق على الفاسدين، الذين نهبوا البلاد وسرقوا ثرواتها، حينئذ سنتخطى حقبة سوداء. ومن سيُهمل أو يتهاون في منصبه فلا يلومن إلا نفسه، لأنه سيكون أحد أسباب ضياع الدولة وتسليمها مرة أخرى لأيدي الفاسدين”.

“الصدر” ذو شخصية كاريزمية..

أما صحيفة (يديعوت أحرونوت) العبرية؛ فقد نشرت تقريرًا عن الانتخابات العراقية، أكدت فيه أن النتائج غير النهائية للانتخابات العراقية تُظهر أن الحزبين الحاصلين على أكبر عدد من مقاعد البرلمان، الذي يتكون من 329 عضواً، هما قائمة “سائرون” بقيادة رجل الدين الشيعي صاحب الشخصية الكاريزمية، “مقتدى الصدر”، ثم قائمة “الفتح”، التي تمثل ميليشيات “الحشد الشعبي”، وهي ميليشيات شيعية قاتلت تنظيم الدولة الإسلامية، (داعش)، ويترأسها أحد زعماء الميليشيات والوزير السابق، “هادي العامري”.

“حيدر العبادي” هو الخاسر الأكبر..

أضافت الصحيفة الإسرائيلية أن “حزب النصر”؛ بزعامة رئيس الوزراء الحالي، “حيدر العبادي”، قد تلقى هزيمة كبيرة في الانتخابات، وأن “العبادي”؛ الذي تم تعيينه في صيف عام 2014 خلفًا لرئيس الوزراء العراقي السابق، “نوري المالكي”، ولم يخض أية انتخابات عامة، قد بذل كل ما في وسعة لكسب ود الناخبين، وتحدث بشخصية أبوية ومتعاطفة، واعدًا إياهم بإنتهاج خط سياسي مدني وغير طائفي، ومعددًا الإنجازات الكبيرة التي حققها، وأهمها الإنتصار على تنظيم (داعش) ووأد عملية استقلال الأكراد بعد الاستفتاء، الذي جرى في أيلول/سبتمبر الماضي.

وعلى الرغم من كل ذلك، يبدو أن “العبادي” لم يتمكن في نهاية الأمر من إقناع الناخبين بالتصويت لصالحه، والسبب في ذلك هو أن “العبادي” مُتهم ظُلمًا بأنه يمثل السياسة الفاسدة والبغيضة.

عزوف العراقيين عن التصويت..

بحسب الصحيفة الإسرائيلية؛ فقد كانت نسبة الإقبال على التصويت أقل بكثير من جميع الانتخابات التي جرت في العراق منذ عام 2003، حيث بلغت نسبتها 44.5 بالمئة فقط. وشهدت العاصمة، “بغداد”، التي تُعد أهم المناطق الانتخابية وأكثرها إكتظاظاً بالسكان، أقل نسبة مشاركة انتخابية، حيث بلغت: 33 في المئة فقط.

ومن أسباب تدني نسبة التصويت بلا شك “حظر تجول السيارات والمركبات في المدن خوفًا من السيارات المُفخخة التي قد يستخدمها تظيم (داعش)”. ولكن بالطبع كانت هناك أسباب أخرى دفعت قطاعات عريضة من الشعب العراقي للتعبير عن تحفظها ورفضها للسياسيين والنظام الانتخابي المُتبع، بل إن من بينهم من دعا علنًا لمقاطعة الانتخابات.

أخبار ذات صلة

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب