12 مارس، 2024 3:06 ص
Search
Close this search box.

للمرة الأولى .. “إردوغان” يُعلن صراحة عن رغبته في امتلاك سلاح نووي .. فهل يستطيع ؟

Facebook
Twitter
LinkedIn

خاص : كتبت – نشوى الحفني :

خلال تصريح مدوي، ألمح الرئيس التركي، “رجب طيب إردوغان”، إلى رغبة بلاده في امتلاك أسلحة نووية “على غرار دول الجوار”، قائلًا إنه من غير المقبول ألا تسمح الدول المسلحة نوويًا لبلاده بامتلاك أسلحة نووية، مضيفًا: “بعض الدول تمتلك صواريخ برؤوس حربية نووية، ليست واحدة أو إثنتين. لكنها تقول لنا إنه لا يمكننا أن نمتلكها. وهذا ما لا يمكنني القبول به”.

وتابع: “إسرائيل على مُقربة منا وكأننا جيران. إنها تخيف الدول الأخرى بامتلاكها لهذه الأسلحة. لا يمكن لأحد أن يمسها”.

ومن المعروف أن “تركيا” لا تمتلك أي سلاح نووي، على اعتبار أنها ملتزمة بـ”معاهدة عدم انتشار الأسلحة النووية”، التي وقعتها عام 1980. كما أنها ضمن الموقعين على “معاهدة الحظر الشامل للتجارب النووية”.

ويأتي حديث “إردوغان” عن السلاح النووي في الوقت الذي تعزز فيه بلاده علاقاتها الدفاعية مع “روسيا” على حساب “الولايات المتحدة”، الحليف التاريخي لـ”أنقرة” في “حلف شمال الأطلسي”.

وأشار “إردوغان” إلى أن “تركيا” حُرمت، في وقت سابق، من صفقات الأسلحة، قائلاً: “طلبنا قنابل ذكية من الرئيس الأميركي السابق، باراك أوباما، أخبرناه أننا في الحاجة إليها، لكنه رفض.. قدمنا الطلب نفسه لـ (الرئيس الحالي دونالد ترامب)، دون جدوى”، وفق ما نقلت صحيفة (أحوال)، مضيفًا أن: “هذا الرفض قد يجعل بلادنا تبدأ في تسليح نفسها بنفسها”.

وتعتبر هذه هي المرة الأولى التي يعلن فيها “إردوغان” ذلك، حيث لم يسبق وأن تحدّث بشكل صريح عن خطط “أنقرة” لامتلاك أسلحة نووية، مما يجعل حديثه الأخير محط تساؤلات، لا سيما في خضم التوتر الحاصل بين “الولايات المتحدة” و”إيران”؛ بخصوص “الاتفاق النووي”، المُبرم عام 2015.

يحاكي النظام الإيراني..

عن هذا؛ يقول المراقبون إن النظام التركي يريد أن يواصل محاكاة نظيره الإيراني، مشيرين إلى أن حصول “أنقرة” على أسلحة نووية “لن يكون بالأمر المفاجيء”.

وقال الكاتب التركي، “عبدالله بوزكورت”، إنه: “بالنظر إلى الحقيقة التي تقول إن تركيا في عهد إردوغان تحاكي النموذج الإيراني، من خلال الاستثمار في الحروب والسعي إلى تغيير الأنظمة وتصدير إيديولوجية الحزب الحاكم إلى الخارج، فإنه لا ينبغي للمرء أن يفاجأ في حال حصلت أنقرة على أسلحة نووية”.

وأضاف قائلًا، لموقع (توركيش مينيت)؛ أن الحديث عن الأسلحة النووية يدل على أن “تركيا” تشعر بـ”تهديد على أمنها الداخلي” وترغب في حماية نفسها من “الخطر الخارجي”.

وتُعتبر “أنقرة”، “وحدات حماية الشعب” الكُردية، “تنظيمًا إرهابيًا” يهدد أمنها القومي.

تحذير من اللجوء إلى برنامج نووي سري..

فيما يشير متابعون آخرون إلى أنه من الصعب منح “تركيا” الضوء الأخضر لامتلاك أسلحة نووية على اعتبار أنها “دولة لا يمكن الوثوق بها”.

ومع الإستحالة المنطقية لتحقيق حلم “إردوغان” بالحصول على “أسلحة الدمار الشامل”، يحذر محللون من خطر لجوء “أنقرة” إلى “برنامج نووي سري”.

كما تعزو تقارير إعلامية، حديث “إردوغان” عن الأسلحة النووية، إلى رغبته في تشتيت اهتمامات المواطنين والتغطية على فشل سياساته الاقتصادية والاجتماعية.

حلم قديم لـ”إردوغان”..

ومن حين لآخر، يواصل “إردوغان” تطرقه إلى هذا الموضوع، مبينًا سعيه الحثيث للوصول إلى إنتاج الطاقة النووية في “تركيا” بشكل كامل، تزامنًا مع مئوية تأسيس “الجمهورية التركية”، عام 2023.

ويعد المضي في هذا المشروع، من بين عدة مشاريع أخرى؛ تحقيقًا لحلم “إردوغان” القديم في أن يكون بلده بين الدول المصنعة للسلاح النووي لا لطاقته فقط، كما تشير التصريحات.

إدعاءات وتحليلات إعلامية..

وكان خبير الطاقة النووية التركي، “فيليز يافوز”، قد قال، في 2017، في مقال له: إن “مسألة مساعي تركيا لامتلاك سلاح نووي وتصنيع قنابل نووية؛ لم تتخطَّ كونها إدعاءات وتحليلات إعلامية محلية وأوروبية، إلا أنه أمر غير مستبعد، وحق مشروع لتركيا لتأمين وضعها إقليميًا، وسط تنامي الخطر من إيران وإسرائيل”.

طلب تطوير صواريخ بعيدة المدى..

وذكر مركز “أنكاسام” لدراسة الأزمات والسياسات التركي، عام 2015، أنّ “إردوغان” طلب من قطاع التسليح الوطني تطوير صواريخ بعيدة المدى، إذ إن مثل هذه الصواريخ يصعب التحكم بأهدافها، كما يمكن استخدامها في حمل أسلحة الدمار الشامل.

وبحسب المركز؛ فإن عدة ساسة أتراك قد صرحوا بأن “تركيا” لا يمكن أن تقف مكتوفة الأيدي بينما تسعى “إيران” إلى امتلاك القنبلة النووية، وقد يكون الرئيس، “إردوغان”، بحاجة إلى مثل هذا البرنامج النووي ليقترب من تحقيق حلم “تركيا” الكبرى ذات النفوذ المحوري في الشرق الأوسط.

يريد تحويل تركيا لصانع رئيس للسلاح النووي..

وفي آب/أغسطس 2018، كشفت صحيفة (نيزافيسيمايا غازيتا) الروسية بأن “أنقرة” قد تحصل، بعد 5 أعوام، على قنبلة نووية من صنع تركي.

وقالت الصحيفة، في تقرير لها؛ إن الرئيس، “إردوغان”، يدرس إمكانية تحويل “تركيا” إلى صانع رئيس للسلاح النووي.

وأضافت الصحيفة الروسية أنه سبق ظهور “ما يمهد لتطوير برنامج نووي تركي، في الفترة ما بين 1982 – 1984، عندما دخلت أنقرة في تعاون مع (اقتصاد الظل) الباكستاني، ممثلاً بعبدالقادر خان، الذي كانت له صلة بتوريد أجهزة الطرد المركزي لتخصيب (اليورانيوم) إلى إيران وكوريا الشمالية”.

ولفتت الصحيفة إلى أن “باكستان” خططت، في نهاية تسعينيات القرن الـ 20، لنقل إنتاج أجهزة الطرد المركزي إلى “تركيا”، موضحة أنه ليس مستبعدًا أن تكون “أنقرة” قد حصلت من “باكستان” على رسوم بيانية لصنع قنابل نووية.

وألمحت (نيزافيسيمايا غازيتا) لاستعداد “أنقرة” لامتلاك السلاح النووي بطريقة غير مباشرة؛ إذ عملت على تطوير 117 طائرة تركية من طراز (إف-16)، في عام 2015، لتقدر على حمل صواريخ ذات رؤوس نووية.

ستجد نفسها مع الجانب الخطأ من العالم !

ورأت صحيفة (الإندبندنت) البريطانية؛ أنه من غير الواضح أن “إردوغان” تحمس أكثر من اللازم في خطابه الجماهيري، أم أنها بالفعل نية للحكومة التركية لامتلاك أسلحة نووية ؟

وأضافت أن “تركيا” تعد من أوائل الدول الموقعة على “معاهدة عدم انتشار الأسلحة النووية”، لعام 1968، وهي الاتفاقية الدولية التي من خلالها تتخلى الدول عن الأسلحة النووية مقابل الحصول على التكنولوجيا النووية المدنية السلمية، إلا أن “تركيا” تجد نفسها في منطقة تستكشف التكنولوجيا النووية بشكل متزايد.

وأشارت إلى أنه إذا سعت “تركيا” للحصول على أسلحة نووية، فستجد نفسها في الجانب الخطأ من العالم؛ أي مع “روسيا”، على الرغم من “إسرائيل” تمتلك وحدها ما يقرب من 200 صاروخ نووي.

سيعرضها لفرض عقوبات..

وأكد الخبراء أنه في حال سعي “تركيا” لامتلاك أسلحة نووية سيعني هذا خرق إلتزاماتها الدولية بموجب المعاهدة، مما قد يؤدي إلى فرض عقوبات عليها من الشركاء التجاريين في “أوروبا”، في وقت تعاني فيه البلاد من أزمات اقتصادية قوية.

وقال “تشن كين”، مدير برنامج منع الانتشار النووي في الشرق الأوسط بمعهد “ميدلبري” للدراسات الدولية: “لست متأكدًا كيف يمكن أن يعتقد أن هذا سيحسن اقتصاد تركيا، فهذا سيترتب عليه الانسحاب من معاهدة عدم الانتشار ويعانون من العقوبات والتكاليف الاقتصادية المحتملة”.

أول محطة نووية تركية..

وفي نيسان/أبريل 2018، أطل الرئيس التركي، “إردوغان”، ونظيره الروسي، “فلاديمير بوتين”، عبر دائرة تليفزيونية مغلقة من العاصمة التركية، “أنقرة”، في تدشين حجر الأساس لأول محطة نووية تركية، تقام في ولاية “مرسين” جنوبي البلاد، على بُعد 140 كيلومترًا عن ساحل البحر الأبيض المتوسط.

وتحمل المحطة اسم (أكويو)، وقد تعرض المشروع لتأخيرات متعددة إلى أن رسا، عام 2010، على الروس، حيث ستنفذه شركة “روساتوم” الروسية للطاقة النووية، وسيكون على أربع مراحل، في حين سيدخل أول مفاعل عمله الرسمي، عام 2023.

وسيبلغ إنتاج المحطة من الطاقة ما يقدر بـ 4800 وات، وهو مشروع استثماري يُعد الأكبر بالنسبة لـ”أنقرة”، إذ تصل تكلفة بنائه إلى 20 مليار دولار.

وتهدف محطة (أكويو) إلى تلبية احتياجات مدينة “إسطنبول” من الطاقة، و10% من احتياجات “تركيا” عمومًا، وذلك بعد الإنتهاء من إنشائها.

وتبلغ القوة العاملة على إنشاء المحطة أكثر من عشرة آلاف شخص، علاوة على توفير فرص عمل لأكثر من 3500 شخص.

ومنذ توقيع “تركيا”، اتفاقية الاستعمال السلمي للطاقة الذرية، مع “الولايات المتحدة”، عام 1955، دأبت السلطات التركية على البحث عن الموقع المناسب لإنشاء أول محطة للطاقة النووية، ليقع الاختيار عام 1976 على منطقة “أكويو”.

أخبار ذات صلة

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب