خاص : ترجمة – محمد بناية :
بالنهاية حدث ما لم يكن يجب أن يحدث لـ”الاتحاد الأوروبي”، حيث فاز في انتخابات “البرلمان الأوروبي”؛ “حزب بريكست البريطاني”، المدعوم من “نايغل فاراغ”، المعروف بموقفه الداعم بشدة لخروج “المملكة المتحدة” من “الاتحاد الأوروبي” !
وفي “ألمانيا”؛ تسببت هزيمة “الحزب الاجتماعي الديمقراطي”، الثقيلة، وتراجع أصوات “الحزب المسيحي” مقارنة مع الدورات السابقة، وصعود “حزب البديل من أجل ألمانيا”، المعروف اختصارًا، بـ (AFD)، لـ”البرلمان الأوروبي”، في صدمة شديدة للمستشارة الألمانية، “أنغيلا ميركل”، ورفاقها.
وبالنسبة لـ”الجمهورية الفرنسية”، فقد إنتهت منافسات الرئيس، “إيمانويل ماكرون”، ضد زعيم الجبهة الوطنية الفرنسية، “مارين لوبان”، لصالح القوميين. ورغم فوز القوميين أيضًا؛ في دول مثل “هنغاريا وإيطاليا”، لكن يتعين علينا في المرحلة الراهنة التركيز بقوة على انتخابات “البرلمان الأوروبي” في ثلاث دول؛ هي “بريطانيا وألمانيا وفرنسا”. بحسب صحيفة (الرسالة) الإيرانية.
وثمة عدد من الملاحظات بهذا الشأن لا يمكن تجاهلها :
فقد “الترويكا الأوروبية” لثقلها..
1 – فقد التشكيل المعروف باسم، “الترويكا الأوروبية”، عقب انتخابات “البرلمان الأوروبي”، ماهيته وفاعليته السابقة !
وقد لعبت “الترويكا الأوروبية”، قبيل تطورات السنوات الأخيرة، (مثل الاستفتاء على خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، (بريكست)، وتنامي قوة التيارات القومية في ألمانيا وبريطانيا)، دور الجوهر أو الأساس بالنسبة لـ”الاتحاد الأوروبي”.
وتضطلع الدول الثلاث؛ برسم المعادلات السياسية، والاقتصادية، والأمنية الأوروبية؛ بل إن الأطراف الأوروبية المتوسطة والصغيرة، (من أعضاء الاتحاد الأوروبي)، تستخدم الأساليب التحفيزية، والتحذيرية، والإقناعية بما يتناسب ومصالحها العامة.
ولقد كان عبور “أوروبا الموحدة” بمثابة خط أحمر تتحسس بشدة منه الأحزاب التقليدية الست في الدول الثلاث، أي “الحزب الاجتماعي الديمقراطي” الألماني، و”الحزب الديمقراطي المسيحي” الألماني، و”الحزب الجمهوري” الفرنسي، و”الحزب الاجتماعي” الفرنسي، و”حزب المحافظين” البريطاني، و”حزب العمال” البريطاني. مع هذا قد تتغير اللعبة حتى الآن في “بروكسل” !
الاتحاد الأوروبي يصل “المحطة الأخيرة”..
2 – الرسالة الأساسية لانتخابات “البرلمان الأوروبي”، للعام 2019، هي “موت الترويكا الأوروبية”.
ففي المستقبل القريب؛ سوف يدشن القوميون بالدول الثلاث، “بريطانيا وألمانيا وفرنسا”، ملف “عودة أوروبا للقرن العشرين”. وسواء أراد أمثال “أنغيلا ميركل” أو “إيمانويل ماكرون”، أو لا فسوف يكون عليهم تقبل هذه حقيقة، وهي وصول “الاتحاد الأوروبي” إلى المحطة الأخيرة، (Final Stage)، ومن البديهي أن محاولات قيادات “أوروبا الموحدة” لإنعاش تلكم المجموعة بواسطة التنفس الصناعي، بالأساليب القديمة البالية لن يحقق بالنسبة لهم أي نتائج.
التبعية لأميركا..
3 – مسألة “استقلال الاتحاد الأوروبي” في الأنظمة الدولية.
ساهمت “الترويكا الأوروبية” باللعب المباشر أو غير المباشر في ملعب الديمقراطيين والجمهوريين الأميركيين، في التقليل من أهمية “أوروبا موحدة” وتحويلها إلى “متغير تابع للبيت الأبيض”.. إن تماهي “الترويكا الأوروبية” مع محاولات حكومة، “دونالد ترامب”، الرامية إلى تخريب وتدمير “الاتفاق النووي”، وإنعدام إرادة “الترويكا الأوروبية” لتلبية المصالح الإيرانية الاقتصادية، إنما يمثل نموذجًا على التبعية الأوروبية وإنعدام الاستقلالية في العالم المعاصر.
وفي ضوء هذه الظروف؛ لابد أن يحصل المواطن الأوروبي على الحق في إبداء الرغبة والميل لـ”تجاوز وعبور الوضع القائم” !
“الترويكا الأوروبية” وإيران..
4 – الملاحظة الرابعة والأخيرة؛ تتعلق بضرورة أن تضطلع الأجهزة الدبلوماسية والسياسة الخارجية لـ”الجمهورية الإيرانية” تعديل وتحديث تعريفاتها وتصوراتها الخاصة عن “الترويكا الأوروبية”؛ بما يتواكب والتطورات الأوروبية الأخيرة.
فقد تراجع وزن وثقل “الترويكا الأوروبية”، في المرحلة الحالية، مقارنة مع وزن الأضلاع الثلاث، (بريطانيا وألمانيا وفرنسا)، مطلع القرن الحادي والعشرين. ولعل الوصف الأمثل لـ”الترويكا الأوروبية” في ضوء ما تقدم هو “المثلث العاجز”.