14 يناير، 2025 11:47 م

“كيهان” الإيرانية ترصد .. “سورية” بين حجري رحى تركيا وإسرائيل !

“كيهان” الإيرانية ترصد .. “سورية” بين حجري رحى تركيا وإسرائيل !

خاص: ترجمة- د. محمد بناية:

هجمات مساء الخميس على “حلب” السورية، أثارت الكثير من التساؤلات. تلك الهجمات التي نُفذت باسم الحركة الإرهابية المعروفة: (هيئة تحرير الشام)، إلا أن المعارضة السورية أكدت تورط طرف أو أكثر بدعم هذه الهجمات. بحسّب ما استهل “سعد الله زارعي”؛ المنشور بصحيفة (كيهان) الإيرانية.

واستخدام الإرهابيين أنواع من المُسيّرات والمدرعات القتالية تؤكد بالفعل تورط دولة أو أكثر.

بصمات “تركيا” واضحة..

والواقع أن تورط أطراف خارجية في تطورات الشمال السوري؛ خلال الأيام الثلاثة الماضية، ليست مسألة معقدة؛ ودور الجيش التركي في هذا الصراع شديد الوضوح. وبالأساس تقبلت “تركيا” بشكلٍ رسمي تحمل مسؤولية (هيئة تحرير الشام) الإرهابية، في مفاوضات “الآستانة”، وشاركت في المفاوضات خلال السنوات الماضية كمندوب عن الهيئة. وضم منطقة “إدلب” بالكامل إلى “تركيا” يؤشر على مسؤوليتها في هذه العمليات.

مخططات “غربية-صهيونية”..

من جهة أخرى؛ فالدور الصهيوني في هذه العمليات واضح؛ حيث نقلت صحيفة (تايمز أف إسرائيل)؛ عن مصدر عسكري رفيع المستوى قوله: “لن يكتف الجيش الإسرائيلي بمهاجمة مخازن السلاح اللبنانية، وسوف تدفع سورية ثمن لقاء مساعدتها (حزب الله)”.

وعليه قد يكون الهجوم على “حلب”؛ تم بتخطيط وإخراج ودعم الحكومتين التركية والصهيونية عبر الاستفادة من الهيئة الإرهابية المعروفة. بهدف تركيع حكومة؛ “بشار الأسد”، أو بتعبيرٍ أدق تركيع “سورية” والتخلص من المقاومة تنفيذًا لمخططات توسعية “غربية-صهيونية” ضد “سورية”.

لكن لو نقوم بتشريح عقل ومخرجات هذا المخطط، فالاحتمال الأكبر أن تكون هذه الخطة صهيونية في الأصل، وأوكلت إلى طرفٍ آخر؛ حيث الاستعانة بالإرهابيين التكفيرين لتنفيذ المخطط.

ملاحظات كاشفة..

وثمة ملاحظات بخصوص هذه التطورات نجملها فيما يلي:

01 – بعد يوم من الموافقة على وقف إطلاق النار في حرب “الكيان الصهيوني” الغاصب على “لبنان”، بدأ الهجوم الإرهابي على “سورية” في منطقة تحظى بدعم أجنبي كبير؛ حيث استغلت (هيئة تحرير الشام) الإرهابية صعوبة تأهب الجيش السوري وهاجمت هذه المنطقة، وفتحت عبر السيّطرة على “حلب”؛ وبخاصة الحد الفاصل غرب مدينة “حلب” حتى شرق مدينة “إدلب”، ممرًا ضيقًا باتجاه “حلب” والوصول حتى ثلاثة كيلومتر غرب المدينة، وبالوقت نفسه واستنادًا إلى تنقلات بعض عملائه السابقين والمرتبطين به في “حلب”، فقد توغل في المدينة واستولى على بعض أحيائها الغربية.

ولا يجب أن نستبعد احتدام الصراع خلال الأيام المقبلة، وإن تقوم الحركة الإرهابية بحشد الكثير من العناصر في هذه المنطقة من خلال التعاون مع “تركيا” وتصعيب المسألة على الجيش السوري.

علمًا أن الجيش السوري يمتلك القدرة على التعامل مع (هيئة تحرير الشام)، ويستطيع في حال الضرورة استخدام كل الواحدات التي كانت تعمل بهذه المنطقة في الفترة (2011-2015م) واستعادة السيطرة سريعًا.

02 – نحن لا نُريد بالفعل أن نعصب جارنا الغربي، ولا نُريد أيضًا أن نلومه بشكلٍ أكبر من اللازم، لكن الحقيقة لا يختلف أداء “تركيا” في الفترة (2012-2015م)؛ من حيث المقاربة مع أداء (جبهة النصرة)، والتي سُميت بعد ذلك باسم (هيئة تحرير الشام)، فقد نهض كلاهما بشكلٍ واضح للاطاحة بالنظام السوري، وكلاهما يظن أن بمقدورهما تبادل الاستفادة للوصول إلى الهدف المطلوب، ثم التخلص من الطرف الآخر بالنهاية.

وتتصور الهيئة أنها تستطيع الحصول على الدعم من “تركيا”، وأن تؤسس بالنهاية لنظام حكم شبه “عثماني-عربي” من خلال إقامة نظام الخلافة، واخضاع “أنقرة”.

في المقابل يظن “إردوغان” أنه يستطيع الاطاحة بـ”الأسد” عبر استخدام الإرهابيين، ثم التخلص من الفصائل المسلحة المعارضة لحكومة “دمشق” باستخدام الانقسام الحاد بينها، وتعييّن حكومة موالية تقبل تقسيم أجزاء الشمال السوري وضمها إلى “تركيا”.

03 – ما نشاهد أن “الكيان الصهيوني” يلعب دور: “رب العمل” في هذا المشروع، ذلك أن تشكيل الحكومة الأمنية الإسرائيلية؛ مساء الخميس الماضي، أي بعد ساعات من الهجوم الإرهابي على “حلب”، فضلًا على أهمية هذه التطورات بالنسبة لـ”الكيان الصهيوني”، يتضح دور هذا الكيان الداعم.

والحقيقة أن “إسرائيل” أوقفت الحرب على “لبنان” بالاعتراف بالهزيمة من (حزب الله)، وترى نفسها في موقف يفرض عليها وقف الحرب غير المثمرة في “غزة”.

وعليه كان الكيان بحاجة لنشر الفوضى داخل أحد أهم أضلاع المقاومة؛ لا سيّما أهم داعم لـ”المقاومة الفلسطينية” واللبنانية وأعني “سورية”.

ورسالة قائد (تحرير الشام) الميداني الشفهية؛ والتي شكر فيها الحكومة الإسرائيلية، وبثتها وسائل الإعلام الإسرائيلي، تعكس بوضوح حقيقة العلاقة بينهما.

كذلك تشابه أسلوب العمليات الإرهابية على مسار “إدلب-حلب”، مع أسلوب الحرب الإسرائيلية في هجومها البري الأخير على “لبنان”.

وربما لا يكون هذا المشروع تصميمًا مشتركًا، لكن من الواضح أن الأهداف مشتركة. فـ”إسرائيل” تُريد معاقبة “سورية” باعتبارها أحد أهم عوامل نجاح “المقاومة اللبنانية”، في المقابل تُريد “تركيا” تعديل سلوك الحكومة السورية تجاهها، والاعتراف بالدور المحوري التركي في تطورات الشمال السوري.

أخبار ذات صلة

أخبار ذات صلة