13 أكتوبر، 2024 11:13 ص
Search
Close this search box.

كما تراه “مهر” الإيرانية .. سيناريو تخريب العلاقات “الإيرانية-العراقية” !

كما تراه “مهر” الإيرانية .. سيناريو تخريب العلاقات “الإيرانية-العراقية” !

خاص : ترجمة – محمد بناية :

هاجمت عناصر شغب عراقية، مساء الأربعاء الماضي، مقر “القنصلية الإيرانية”، في مدينة “النجف”، وأشعلوا النيران في مبنى القنصلية.

وأعلنت وسائل إعلام عربية، من بينها وسائل الإعلام السعودية، أن هذه العناصر كانت تعتزم اقتحام مبنى القنصلية. كذلك أعلنت مصادر محلية، تورط عناصر مجهولة في إثارة الشغب وإشعال الحرائق وقطع الطرق في المحافظة.

وبعد ساعات من إطفاء الحرائق بالمحافظة، تحدثت تقارير إعلامية عن عودة الأوضاع في “النجف” إلى حالتها الطبيعية بشكل تدريجي، وانتشار عناصر (الحشد الشعبي) في المدينة للمحافظة على مكاتب المراجع والأجزاء القديمة. كما أكدت مصادر محلية، نزوح العناصر المثيرة للشغب على المحافظة. بحسب وكالة (مهر) الإيرانية الحكومية.

جهود وأد الفتنة..

في السياق ذاته؛ كشفت تقارير الشرطة العراقية عن إصابة 47 من أفراد الشرطة في المدينة؛ أثناء الهجوم على “القنصلية الإيرانية”. ومن ثم توجهت على الفور المزيد من القوات، لا سيما قوات مكافحة الإرهاب إلى “النجف” لتأمين مبنى “القنصلية الإيرانية”.

عقب ذلك أعلن، “لؤي الياسري”، محافظ “النجف”، تعطيل كافة الإدارات الحكومية بالمحافظة عدا المراكز الشرطية والعلاجية، وأكد: “استمرار الحكومة المحلية في إخماد الفتنة؛ وعدم استخدام العنف ضد المتظاهرين”.

وأضاف: “نقول للجميع إننا مستمرون في مسار وأد الفتنة. وأن نزول القوات الأمنية هدفه المحافظة عليكم وإقرار الأمن، ولا تريد إراقة حتى لو نقطة دم واحدة، سواءً من المتظاهرين أو من أفراد الأمن، لكن الجميع مكلف بالمحافظة على النظام”.

في الوقت نفسه؛ عبر محافظ “النجف” عن أسفه من قيام البعض بإغلاق الطرق وإشعال النيران في عدد من المراكز الحساسة بالمحافظة. وخاطب عناصر الفتنة، قائلاً: “الإنتهازيون وعناصر الفتنة ومن يطمعون في الحصول على منصب قيادي؛ أقول: لقد عرفتم أهل النجف؛ لذا لا تحالوا الركوب على موجة احتجاجاتهم. لقد فقدتم كل شيء وكل كروتكم قد أحترقت. وماضيكم معروف لأهل النجف”.

وعقب ذلك أصدرت “الخارجية العراقية” بيانًا ينتقد الهجوم على مبنى “القنصلية الإيرانية”، في “النجف”، ويؤكد أن الهدف من الهجوم تدمير العلاقات التاريخية بين البلدين. ووصف البيان الهجوم بالصفعة التاريخية وطالب المتظاهرون باليقظة حيال محاولات بعض العناصر استغلال الاحتجاجات.

مؤكدًا على أن الهجوم لا يعكس رؤية “العراق” حكومة وشعبًا؛ وأن “بغداد” حريصة على العلاقات الإستراتيجية مع “طهران”.

أهمية المرجعية الدينية..

ثم ثار الحديث عن محاولات بعض الأطراف الهجوم على مكاتب المراجع في “النجف”، وأعلن المسؤولون استعداد عناصر (الحشد الشعبي) الكامل للدفاع عن المرجعية الدينية. وفي هذا الصدد أكد، “أبومهدي المهندس”، نائب رئيس هيئة (الحشد الشعبي) العراقي؛ خضوع قواته للمرجعية الدينية ودعم، آية الله “السيستاني”، وقال: “سوف نقطع أيدي كل من تسول له نفسه الإقتراب من، آية الله السيستاني”.

في السياق ذاته؛ أكد “قيس الخزعلي”، أمين عام (عصائب الحق)؛ توهم كل من يتصور إمكانية النيل من، آية الله “السيستاني”، لأن أبناء المرجعية سوف ينتصرون على أكبر قوى الظلام بالتواجد في الميدان.

بدوره أكد “أحمد الأسدي”، نائب البرلمان العراقي: “مستعدون للدفاع عن جميع المراجع، وأرواحنا فداء المرجعية الدينية. والبعض يسعى لإساءة استغلال الوضع الراهن. لكن المرجعية خط أحمر، ونحن جميعًا فداء الوطن والمرجعية الدينية”.

بصمات سعودية..

والحقيقة تعكس كل هذه التطورات، سعى بعض العناصر إلى تخريب العلاقات بين “إيران” و”العراق”، وركوب موجة الاحتجاجات الشعبية الأخيرة والإصطياد في المياه غير النظيفة.

وقد سعت هذه العناصر أيضًا، قبل نحو شهر، لإشعال النيران في “القنصلية الإيرانية”، بـ”كربلاء”. واستنادًا لكل ما قيل، فالعناصر التي هاجمت “القنصلية الإيرانية”، بـ”النجف”، جاءت من خارج المدينة وكانت مقنعة ومدربة ونفذت العملية بموجب خطط مسبقة وتحت رعاية إعلامية كاملة من وسائل الإعلام المحسوبة على “السعودية”.

وتهدف هذه العناصر من إلتهاب الأوضاع العراقية واستهداف المصالح الإيرانية إلى :

1 – إلى تدمير العلاقات (الإيرانية-العراقية)؛ التي تثير استياء وغضب “الولايات المتحدة” ودول الرجعية العربية.

2 – استهداف المرجعية الدينية في ظل إنشغال القوات الأمنية بالأوضاع الملتهبة، باعتبارها أحد أهم أركان مكافحة الإرهاب الداعشي، خلال الفترة الماضية.

3 – تهميش إصلاحات حكومات، “عادل عبدالمهدي”، رئيس الوزراء العراقي، الرامية إلى تحسين أوضاع البلاد.

على كل حال؛ لابد أن تعلم هذه العناصر أن المرجعية الدينية في “العراق”؛ هي الخط الأحمر لكل الطوائف العراقية على اختلافها، وأن جميع العراقيين على استعداد للدفاع عن المراجعية.

أضف إلى ذلك، لن تنجح عمليات فئة معدودة من العناصر المعروفة في النيل من العلاقات الحسنة والتاريخية بين “العراق” و”إيران”.

أخبار ذات صلة

أخبار ذات صلة