كشف وزير الخارجية العراقي، فؤاد حسين، عن خلافات منعت مشاركة سوريا في قمة جوار العراق . جاء ذلك بعد أن نفت الخارجية العراقية، في وقت سابق، توجيه أي دعوة إلى سوريا لحضور قمة بغداد على خلفية زيارة أجراها رئيس مليشيا الحشد الشعبي إلى دمشق مؤخرا .
ولم يكشف رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي ولا مكتبه عن تفاصيل بشأن القمة التي أطلق عليها الإعلام المحلي مؤتمر دول الجوار العراقي والتي تهدف إلى تناول التعاون الإقليمي والاستقرار. وقد تم بالفعل تسليم الدعوات لقادة الأردن وتركيا وإيران والكويت والمملكة العربية السعودية. وبينما كان قادة مصر وقطر والإمارات على قائمة المدعوين ، قالت وزارة الخارجية العراقية إنه لم يتم إرسال دعوة إلى الرئيس السوري بشار الأسد. وهو ما دفع مراقبين للقول بأن القمة سوف تتجه إلى اعتبار ” رجل الشام المريض ”
وقال مكتب الكاظمي إن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون تلقى دعوة وأكد أنه يعتزم الحضور خلال محادثة هاتفية مع رئيس الوزراء العراقي. لكن لا يبدو أن قائمة المشاركين نهائية ، وسيعتمد قدر كبير من نجاح المؤتمر على البلدان التي تبدو متقبلة ومستوى مشاركتها.
وقدم وزير الثقافة العراقي حسن ناظم بعض التفاصيل حول القمة ، الذي قال إن الاجتماع جزء من “الاستراتيجية الدبلوماسية لحكومة الكاظمي لاستعادة استقرار العراق”. وقال ناظم الذي يعمل أيضا متحدثا باسم الحكومة : “عندما تستقر المنطقة وتقل التوترات سينعكس ذلك إيجابا على استقرار العراق.”
وفي نفس الوقت يواجه العراق أزمات سياسية واقتصادية وأمنية متعددة وتحديات في مجال الحكم ، ومواجهتها أمر حاسم لإنهاء حالة الجمود التي يمر بها البلد. ووفقا لمراقبين فمنذ توليه منصبه في مايو 2020 ، انخرط الكاظمي في غزوات دبلوماسية لمحاولة تعزيز صورته في أعين القادة الأجانب ، مستفيدًا من استعداد العالم للمساعدة في استقرار العراق.
ويقول مراقبون أنه على السطح ، يبدو أن سياسته الخارجية الاستباقية موجهة نحو خلق مشهد جديد للدبلوماسية مع الدول المجاورة والدول الأخرى وتعزيز التعاون الإقليمي. لكن كان من الواضح أيضًا أن الكاظمي يواجه مجموعة من التحديات على الساحة المحلية ، من حكومة مختلة إلى الفساد المستشري ، والبيروقراطية غير الكفؤة ، ونظام الرعاية الصحية المتهالك الذي طغى عليه جائحة كوفيد -19 المستمر.