“قدس” الإيرانية تحاول كشف ألغاز .. مأمورية “عراقجي” الشرقية

“قدس” الإيرانية تحاول كشف ألغاز .. مأمورية “عراقجي” الشرقية

خاص: ترجمة- د. محمد بناية:

بعد أكثر من أسبوعين على زيارة؛ العميد “عزيز نصير زاده”، وزير الدفاع إلى “الصين”، والتي فسّرها الكثيرون على أنها خطوة لتعزيز التعاون العسكري بين “طهران” و”بكين”، بل وترددت الأنباء عن شراء “إيران” أسلحة؛ من بينها مقاتلات (جي-10)، وهي ما نفته “بكين” بالمناسبة. بحسّب ما استهل “سيد حسين حسيني”؛ تقريره المنشور بصحيفة (قدس) الإيرانية.

والآن؛ وفي خضم الفوضى التي تعَّم “غرب آسيا” بسبب التحركات العدوانية لـ”أميركا” وكيان الاحتلال الصهيوني، ها هو وزير الخارجية الإيراني؛ “عباس عراقجي”، يحزم أمتعته ويتوجه إلى أرض التنين الأصفر؛ في خطوة لفتت انتباه المحللين.

وإن كان الهدف المبدئي من زيارة الوزير الإيراني والوفد المرافق له، هو المشاركة في اجتماع وزراء منظمة (تعاون شنغهاي)، لكن بالتأكيد يُمكن تقيّيم هذه الخطوة الدبلوماسية من جوانب مختلفة بالنظر إلى زيادة مستوى التوتر والاصطفافات العالمية.

يُذكر أن وزير الخارجية كان قد زار “الصين”، نيسان/إبريل الماضي، أثناء المفاوضات النووية غير المباشرة مع “الولايات المتحدة”؛ حيث التقى نظيره الصيني.

ووفق “إسماعيل بقائي”؛ المتحدث باسم “الخارجية الإيرانية”، سوف يلتقي “عراقجي” على هامش المشاركة في اجتماع منظمة (شنغهاي)، عددٍ من نظرائه؛ بينهم “سيرغي لافروف”، وزير الخارجية الروسي، لتبادل وجهات النظر حول الموضوعات الثنائية والتطورات الإقليمية؛ بما في ذلك الملف النووي الإيراني.

استكمال للدبلوماسية الدفاعية..

بينما تتطور الدبلوماسية الإيرانية عبر التركيز على منطقة “شرق آسيا”، زادت زيارة الوزير؛ “عراقجي”، إلى “الصين”، بعد أيام من زيارة وزير الدفاع، التكهنات حول بلورة مرحلة جديدة من المشاورات الأمنية والاستراتيجية بين هاتين القوتين الشرقيتين.

يقول “جواد منصوري”؛ سفير “إيران” الأسبق في “الصين”: “قد يكون للزيارة تداعيات إيجابية على الأوضاع الراهنة. فالصين أيضًا تواجه حاليًا صراعًا جديًا وواسع النطاق مع الولايات المتحدة، وهذا الأمر يمكن أن يسَّاهم في تقريب البلدين أكثر. وهذه الزيارة بالغة الأهمية من حيث تبادل المعلومات، ورفع مستوى التعاون المشترك، وتوضيح موقف إيران من التطورات الإقليمية الأخيرة والمسّار المستقبلي”.

وأضاف: “من الطبيعي إجراء مباحثات ثنائية وإقليمية مع مسؤولين من الصين ودول أخرى، على هامش الاجتماعات. وتحظى هذه اللقاءات بالأهمية في التنسيّق السياسي وتوضيح مواقف الجمهورية الإيرانية”.

وفي معرض إجابته على سؤال بشأن التكهنات المطروحة في وسائل الإعلام الغربية، بخصوص مشتريات “إيران” العسكرية من “الصين”، قال: “يعود التعاون العسكري بين الجانبين إلى عقود، ومن الطبيعي في هذه المرجلة الحديث عن صفقات سلاح، لكن لن يتمتع الإفصاح عنها لأسباب أمنية وحساسية الموضوع”.

وعن مكانة “إيران” في منظمة (شنغهاي)، أضاف: “يميّل باقي أعضاء المنظمة للتعرف على مواقف إيران من القضايا الإقليمية بوضوح وشفافية. وهذا النوع من المباحثات سوف يلعب دورًا هامًا في تشكيل التحالفات الإقليمية والنظم المستقبلية. الملاحظة الأهم أن منظمات (بريكس) و(شنغهاي) تمتلك، من حيث الكتلة السكانية، والناتج المحلي الإجمال، والمكانة الجيوسياسية، قدرات حقيقة مؤثرة على النُظم العالمية المستقبلية. لكن كيفية هذا التأثير، وطبيعة الدول الإيراني، يرتبط بالتطورات المستقبلية”.

زيارة استشارية..

بدوره تحدث؛ “قاسم محب علي”، السفير الإيراني الأسبق في “ماليزيا”، عن أبعاد أهمية زيارة “عراقجي” إلى “الصين”، موضحًا أن الزيارة قد تتطرق لإمكانية استمرار التعاون بين “إيران” و”الصين” في مجالات غير رسمية وغير علنية مثل تبادل النفط والبضائع.

وقال: “مع هذا، وبالمخالفة للأخبار والشائعات المنتَّشرة، من غير المُرجّح طرح موضوع بيع أسلحة صينية متطورة لإيران بشكلٍ علني خلال زيارة رسمية بارزة يترقبها العالم. لكن قد تُناقش هذه القضايا في اللقاءات الخاصة وغير الرسمية بعيدًا عن أعين وسائل الإعلام”.

وأكّد المدير العام السابق لشؤون الشرق الأوسط بـ”وزارة الخارجية”: “يتصرف الصينيون بحذرٍ شديد فيما يخص بيع الأسلحة؛ لا سيّما عندما يتعلق الأمر بدولة متورطة في توترات خطيرة مع الولايات المتحدة والكيان الصهيوني. فهم لا يُريدون وضع أنفسهم في مواجهة مباشرة مع واشنطن أو تل أبيب، وهذا ما جعلهم يتعاملون بحذر بالغ حتى في قضايا دول مثل سورية”.

وأوضح: “تختلف زيارة؛ عراقجي، بشكلٍ جوهري عن زيارة؛ نصير زاده، إلى بكين، فالأولى تهدف إلى المشاركة في اجتماع وزراء خارجية منظمة (شنغهاي)، وهي زيارة سياسية ودبلوماسية بحتة. ومن الطبيعي إجراء مباحثات ولقاءات مع المسؤولين الصينيين والوفود الأخرى المشاركة على هامش هذا الاجتماع. وسيكون تحليل التطورات الأخيرة في المنطقة أحد المحاور المهمة للنقاش، وربما يقدم الجانب الصيني للجانب الإيراني توصيات واستشارات حول المستقبل والوضع الإقليمي”.

أخبار ذات صلة

أخبار ذات صلة