13 أبريل، 2024 1:14 ص
Search
Close this search box.

غضب “تشرين العراق” .. يفرز جيل جديد يرفض التبعية والاحتلال !

Facebook
Twitter
LinkedIn

خاص : كتبت – هانم التمساح :

كعنفوان الشباب الذين شاركو فيها؛ خرجت تظاهرات “تشرين العراق” قوية، تعرف طريقها جيدًا للخلاص من الفساد والقمع ولم تنخدع بالإصلاحات الفورية المزعومة التي خرج بها رئيس الحكومة، “عادل عبدالمهدي”، لكن اللافت للنظر في تلك التظاهرات إنها تقوم على جيل جديد لم يطالب بتحسين أوضاعه  الاقتصادية والاجتماعية فقط؛ بل خرج هذا الجيل الذي عرف قيمة وطنه جيدًا ليعلن رفضه لكل الساسة من أبناء جيل الاحتلال الأميركي المستقوون بـ”الولايات المتحدة” ومن هللوا للمجنزرات الأميركية واستقبلوها بالورود، ورغم تراوح متوسط أعمار المتظاهرين من 15 إلى 25 عامًا؛ إلا أنهم مدركون جيدًا لمطالبهم بحكم ما مروا به من تجارب مريرة طوال حياتهم القصيرة في هذا الوطن لخصتها أيام البؤس والفقر وضياع الطفولة والشباب.

جيل ما بعد الاحتلال..

وعاني “جيل الاحتلال”، في “العراق”، من الأمية والفقر إلى جانب كلّ شيء. فبينما هناك أكثر من خمسة ملايين عراقي أمي؛ فإنّ معظمهم من هذا الجيل الذي ولد أو نشأ بعد الغزو الأميركي لـ”العراق”، عام 2003، وأصبحو يعملون منذ الصغر في الورش الصغيرة والحرف اليدوية ويُستغَلوا من أصحاب رؤوس الأموال؛ وحتى المتعلمون منهم وذوو الشهادات العليا يعانون من البطالة.

فالاحتلال ومن بعده الحروب، وإنعدام الاستقرار الأمني، ضربت قطاع التعليم أكثر من غيره، ما أدى إلى تحوّل “العراق”، من واحد من أفضل بلدان المنطقة في التعليم وأقلها أمية، إلى واحدًا من أسوؤها في ذلك القطاع.. ليس فقط الفقر والحرمان ما يخشاه من عانى ويعاني من شظف العيش، على مستقبلهم ومستقبل أسرهم، بل هناك ما هو أخطر من ذلك، وأول تلك المخاطر أن الفقراء يكونون ضحايا سهلة للميليشيات والعصابات الإجرامية وللتجارة بالبشر دون أن تلتفت إليهم الحكومات أو من تربو على أيدى الاحتلال و”نظام الملالي” الإيراني، من قادة الأحزاب والحكومات المتعاقبة.

غالبية شيعية.. لماذا ؟

ويكشف ما يتناوله المراقبون للتظاهرات أن غالبية المتظاهرين من أبناء المذهب الشيعي، ويتمثل ذلك في حمل الرايات التي تدل على الإنتماء للمذهب الشيعي، معتبرين ذلك مؤشرًا على “استياء القاعدة الشعبية الأوسع، التي تعتمد عليها الحكومة في العراق حاليًا”.

بالرغم من أن هذا الجيل نشأ و”الشيعة” في السلطة، ولم يعيشوا أزمة “المظلومية”، التي أستندت عليها القوى السياسية في خطابها للجمهور الشيعي، بعد مرحلة ما بعد 2003.

وعلق السياسي العراقي، “ليث كبة”: “هؤلاء المتظاهرون يبلغون العشرينات من العمر أو تحت ذلك السن؛ وقد نشأوا دون أي ذكريات مرتبطة بصدام حسين”، ويسترسل “كبة”: “لكنهم، (جيل الشباب)، يفتقرون إلى المدارس والمستشفيات، وقد نفذ صبرهم”.

يضاف إلى ذلك، أن سعة الفجوة الزمنية بين المرحلة التي يعيشها الشباب الحالي مع النظام السابق يعتبر أن الشعائر الدينية هي واقع حال، كما أن التظاهرات حق مشروع وهم ليسوا في زمن الديكتاتورية.

فقدان الدين السياسي لسلطته..

وأمام أخطاء الحكومة؛ فإن هذا الجيل يعتبر نفسه “فاقدًا لحقوقه الحقيقية”، وهو ما تسبب بإنشقاق هذه الفئة المهمة عن “الدين السياسي”.

وهنا تقف الحكومة أمام جيل يمتلك ذهنية مغايرة تمامًا لجيل نشأ في سنوات النظام السابق، فجيل الشباب الحالي لا يعاني من الشعور بـ”المظلومية الشيعية”، ولم تحرمهم أية جهة رسمية من ممارسة شعائرهم أو الصلاة الخاصة بهم.

وهذا يقلل خيارات الحكومة في التعامل مع المحتجين لتهدئة الشارع بواسطة ورقة الدين، التي كانت تلعبها في السنوات الماضية.

ولعل الشعار الذي استخدمه، ويستخدمه المتظاهرون؛ “باسم الدين باكونا، (سرقونا)، الحرامية”، وسؤالهم عن سبب غياب صوت “المؤسسة الدينية”، خير دليل على فقدان الدين السياسي لسلطته على الشارع.

لا يملك ما يخسره..

إضافة إلى ما سبق؛ يرى جيل الشباب المحتج اليوم أنه لا يملك سوى خيار الاحتجاج، كونه جيل “لا يملك ما يخسره”.

فالاحتجاج والتظاهر لأيام لا يعرضه لخسارة وظيفة لا يملكها، أو مستقبل مجهول، فهذا ما تظاهر من أجله بالأساس.

فضلًا عن أزمة الثقة بالوعود الحكومية، التي طالما أخلفت الأخيرة فيها، بل وتعاملت مع المحتجين بلغة الرصاص الحي والغاز المسيل للدموع وخراطيم المياه الحارة.

بلا قيادة..

جانب آخر تميزت به المظاهرات هذه المرة؛ وهو خلوها من القيادة الحزبية أو التنسيقية أو شخصية دينية.

ينشر المدوّن، “علي الغريفي”، على صفحته الخاصة في (فيس بوك): “التظاهرة جماهيرية خارج إرادة الأحزاب، وهي حراك شبابي شبّ بعد عام 2003؛ لا يعرف الخوف ولا السكينة”.

ويحذر “الغريفي” من مواجهة المتظاهرين بالقوة، فإنها إن أدت في الوقت الحالي إلى السيطرة على الأوضاع، لكنها “ستكون جمرة قابلة للاشتعال في أي وقت ومكان، وحينها سيحترق الجميع”.

ويرى “الغريفي” أن الحل في مصارحة الشعب والاستجابة الفورية لمطالبه الممكنة التحقيق، والإعتذار له عن الفشل الحكومي، وتقييد سلطة الأحزاب وهيمنتها.

لكن عدم وجود جهة معروفة خلف الدعوات إلى التظاهر، لم يمنع العشرات من المواطنين من بدء الاحتجاجات، منذ ساعات الصباح الأولى في “ساحة التحرير”، وتوجيه نداء إلى كافة المواطنين بالمشاركة، مع رفع شعارات تطالب برحيل حكومة “عبدالمهدي” إلى جانب صور الفريق الركن “الساعدي”، والذي تتفاعل قضية إبعاده عن قيادة قوات “جهاز مكافحة الإرهاب”، منذ أيام.

وكعادتها كانت “البصرة” في طليعة الاحتجاج، لكن القوات الأمنية منعت تجمع البصريين وسط المدينة، قبل أن تعتقل العشرات منهم وتُطلق سراحهم لاحقًا.

أخبار ذات صلة

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب