على أراض كُردستان .. التنافس “الإيراني-التركي” يتصاعد وينذر بصدام مرتقب في العراق

على أراض كُردستان .. التنافس “الإيراني-التركي” يتصاعد وينذر بصدام مرتقب في العراق

وكالات- كتابات:

اعتبر أستاذ العلوم السياسية في جامعة (الموصل)؛ “فراس إلياس”، أن الاتفاق الأخير بين “قوات سورية الديمقراطية”؛ (قسد)، والحكومة الانتقالية في “دمشق”: “أنهى أهم ورقة” كانت تناور بها “إيران” في الداخل السوري، وفيما أشار إلى أن “تركيا” تمضي في: “تضييق الخناق” على “إيران” وعُزلها تدريجيًا عن المشهد الإقليمي، حذر من أن الصدام المقبل بين “أنقرة” و”طهران” سيكون في “العراق”.

وقال “إلياس”؛ وهو متخصص في الشؤون “الإيرانية-التركية”، في تصريحات صحافية، إن: “تركيا وإيران لم تخوضا صراعًا مباشرًا في المنطقة، لكنهما عملتا على إزاحة بعضهما في العراق وسورية تاريخيًا، وحالة عدم الثقة بين الطرفين لا تزال قائمة”.

وأضاف: “إيران ستحتاج إلى سنوات من العمل لإعادة ترتيب علاقتها مع أنقرة”، مؤكدًا أن: “العراق سيكون محور الصدام القادم بين البلدين، حيث تسعى تركيا إلى إنهاء وجود حزب (العمال الكُردستاني)؛ (PKK)، وسحبه من طاولة التوظيف الإيراني”.

التنافس “الإيراني-التركي”..

يأتي هذا التصعيد في أعقاب إعلان الحكومة السورية؛ مساء الإثنين، عن إبرام اتفاق مع “قوات سورية الديمقراطية”؛ (قسد).

وكانت “تركيا” قد كثّفت عملياتها العسكرية ضد حزب (العمال الكُردستاني) والمجموعات المرتبطة به؛ داخل الأراضي العراقية والسورية، في إطار إستراتيجيتها لإضعاف النفوذ الإيراني وفرض سيطرتها الإقليمية. بحسب الآلة الدعائية الغربية والداعمة للنظام التركي.

ويعكس هذا التحرك تصاعد التنافس “التركي-الإيراني”، وسط إعادة تشكيل التحالفات الإقليمية، حيث تسعى “أنقرة” لتعزيز نفوذها في “العراق”، بعد تضيّيق الخناق على “إيران”؛ في “سورية”.

“كُردستان”: ساحة حرجة..

ويوم الإثنين الماضي الثالث من آذار/مارس الجاري، ذكر موقع (أمواج) البريطاني، أن “العراق” معرَّض لتداعيات كبيرة، في ظل سقوط النظام السوري و”انتصار تركيا” واحتمال لجوء “إيران” إلى المناورة لإعادة بناء نفوذها الإقليمي؛ بما في ذلك مع بعض القوى الكُردية في “العراق وسورية”، وهو ما قد يحوّل “إقليم كُردستان” إلى: “ساحة حرجة” لتصعيد في التنافس الكبير بين “طهران” و”أنقرة” على الصعد الدبلوماسية والاقتصادية والأمنية، أو ساحة للوساطة والحوار “الكُردي-الكُردي”.

وأوضح التقرير البريطاني؛ أن: “صنَّاع السياسة الأتراك قد يلجأون إلى محاولة دفع إيران نحو إعادة اصطفاف أكثر توازنًا لصالحهم، خصوصًا في العراق”، مشيرًا إلى أن: “موقف أنقرة من مصّير (الحشد الشعبي) في العراق؛ ما يزال غير واضح في وقتٍ هناك مطالب أميركية بتفكيكه أو دمجه في القوات المسلحة العراقية”.

وأضاف أن: “كل هذه العناصر تُشير إلى أن إقليم كُردستان سيكون بشكلٍ مُرجّح، مسرحًا مهمًا لأي تصعيد بين أنقرة وطهران”.

وبحسّب التقرير البريطاني؛ فإن: “تركيا التي أخذت بالاعتبار وضع النفوذ الإيراني، صعدّت من لعبتها الدبلوماسية في إقليم كُردستان”، مشيرًا في هذا السياق إلى: “زيارة رئيس وزراء الإقليم؛ مسرور بارزاني، إلى أنقرة لبحث التطورات الإقليمية، وأن هناك تكهنات غير مؤكدة تُفيد بأن مسؤولين من تركيا التقوا أيضًا بزعيم (الاتحاد الوطني الكُردستاني)؛ بافل طالباني، في بغداد، وذلك ما يُفيّد بأن أنقرة ربما تسّعى إلى سد فجوة الانقسامات”.

سباق القواعد العسكرية..

وفي اليوم نفسه؛ الثالث من الشهر الجاري، كشف أحد أعضاء فريق “كُردستان العراق” في منظمة؛ “CPT”، الأميركية، عن إقامة “إيران”: (151) قاعدة عسكرية جديدة في المناطق الحدودية لـ”إقليم كُردستان”، مشيرًا إلى تقدم القوات الإيرانية داخل أراضي الإقليم بعُمق يتراوح بين (05 و10) كيلومترات، بينما تمتلك “تركيا”: (74) قاعدة عسكرية في الإقليم وتقدمت قواتها بعُمق (35) كيلومترًا.

وأوضح “كامران عثمان”؛ لوسائل إعلام كُردية، أن القواعد العسكرية الإيرانية تمتّد من حدود “قضاء مندلي”؛ في محافظة “ديالى”، إلى “قضاء سيدكان”؛ في محافظة “أربيل”، مشيرًا إلى أن بعض النقاط العسكرية الإيرانية قريبة جدًا من القرى الكُردية لدرجة أن تحركات الجنود الإيرانيين يمكن ملاحظتها بسهولة من قبل السكان المحليين.

وفيما يتعلق بالتواجد التركي؛ أشار “عثمان”، إلى أن “تركيا” تواصل بناء قواعد عسكرية في الإقليم، حيث يمتد الوجود العسكري التركي بعُمق يصل إلى: (35) كيلومترًا داخل الأراضي الكُردية، وهو ما يُثير مخاوف من تأثيراته على الأمن والاستقرار في المنطقة.

أخبار ذات صلة

أخبار ذات صلة