بغداد – كتابات
يبدو أن التقارب العراقي الفرنسي الأخير والتسريبات التي خرجت عن تفاهمات حول صفقات عسكرية ضخمة بين بغداد وباريس قد دفعت إلى تدخل عاجل من واشنطن لطمأنة العراق باستمرار الدعم الأمريكي له.
وهو ما تجلى من خلال المكالمة الهاتفية التي تلقاها رئيس الوزراء العراقي عادل عبدالمهدي من وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو، إذ أكد الأخير دعم الولايات المتحدة للحكومة العراقية وسياستها الخارجية، مرحبا بأخذ العراق دوره وموقعه الكبير في المنطقة وبتعزيز التعاون الاقتصادي والسياسي والثقافي بين البلدين.
اللافت ووفق ما جرى في المكالمة ، السبت 4 آيار / مايو 2019، أن عبد المهدي أطلع بومبيو على تفاصيل نتائج جولته الأوروبية وما تم الاتفاق عليه بين العراق وكل من ألمانيا وفرنسا.
ولكي يطمئن عبد المهدي الإدارة الأمريكية بأن بغداد لا تستطيع التخلي عن واشنطن، أكد رئيس الحكومة العراقية رغبة بلاده نقل التكنولوجيا والخبرات الأمريكية إليهها .
كما دعاه إلى تعزيز التعاون بين البلدين “الصديقين وتعميق العلاقات الاقتصادية” وخلق فرص عمل داخل العراق وتطوير القطاعات الحيوية فيه.
ولكونها رسالة تعبر عن غضب الإدارة الأمريكية كما سربت صحيفة عربية تصدر من لندن صباح اليوم، حاول عبد المهدي ترضية بومبيو بعد صفقة “سيمنس” الألمانية لإنشاء محطات الكهرباء والطاقة والتي جاءت على حساب جنرال الأمريكية، بالحديث عن أنه لا استغناء عن الدور الأمريكي ولا الاستثمارات الأمريكية وأنه لا بد من تعزيز جهود الطرفين لحسم المفاوضات النهائية وتوقيع مشروع “الحزمة الواحدة” مع شركة إكسون موبيل الأمريكية لتطوير قطاع الطاقة العراقي.
وهي تصريحات تأتي لامتصاص غضب الإدارة الأمريكية، لكن من شأنها أن تزعج طهران التي تعتمد على مليارات العراق من توريد الكهرباء والطاقة إليه.